طموحهم فرّوجة.. شبّان يمنيون يجمعون بقايا الطعام ليطعموا ألفي أسرة فقيرة

  • 6/25/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يطوف أكثر من 80 شاباً بشكل يومي على مطاعم العاصمة اليمنية صنعاء، وبطريقة صحية وآمنة يجمعون الطعام المتبقي من تلك المطاعم، ويعيدون إنتاجه وتغليفه، ومع ساعات الإفطار في رمضان يوزعونه على الفقراء. غير أن ازدياد المحتاجين للطعام، في شهر رمضان، أجبر الشباب المتطوعين في مؤسسة "آمالنا" على فتح مطبخ عام، ومع حلول ساعات المساء، يصطف نحو ألفي مندوب للأسر الفقيرة عبر طوابير طويلة، أمام المؤسسة الخيرية، في حي حزيز جنوب المدينة، لاستلام الطعام المجاني. يومياً، يوزع مطبخ الأسرة أزيد من ألفي وجبة ساخنة، وهي عبارة عن أرز وإدام الخضار وخبز، وفي مشهد قلما تراه في اليمن، فإن التوزيع يتم بسلاسة طول شهر رمضان الكريم، دون تدافع. وتعتمد مؤسسة "آمالنا" على تجميع فائض الطعام من مطاعم مشهورة، تتعامل معها بشكل يومي، طوال أيام السنة، منذ تدشين أعمالها الخيرية قبل 4 أعوام، وفي شهر رمضان السابق كانت المؤسسة توزع الغذاء لنحو 300 أسرة. افتتاح المطبخ يقول القائمون على المؤسسة، أنهم تفاجؤوا من ازدياد المحتاجين للطعام خلال شهر رمضان، مما دفعهم إلى التفكير في حلول بديلة، ففائض الطعام المجموع من المطاعم، لا يكفي حتى ما نسبته 30% من المحتاجين، في أحسن الأحوال. ويضيف سنان القوسي، مسؤول العمل الخيري بالمؤسسة، أن المسح الذي أجرته المؤسسة للمستهدفين في الأحياء الفقيرة، سجل ازدياداً كبيراً للفقراء والمحتاجين، في بلد يشهد حرباً أهلية، و70% من القطاع الخاص توقف عن العمل، وسُرح العاملون فيه. وأوضح بأن المؤسسة اعتمدت على تقسيم الأحياء في جنوب المدينة، واعتمدت معايير خاصة لمن يشملهم التوزيع، وقال "في النهاية وجدنا ألفي أسرة في أشد الحاجة لوجبة غذائية". وأضاف "لم يكن أمامنا من سبيل، إلا افتتاح مطبخ". دعوة للمتبرعين اتجهت المؤسسة إلى التجار وفاعلي الخير لدعم مطبخ المؤسسة، ولقيت تجاوباً، وبدأ مجموعة من الشباب في عجن وخبز 20 كيساً من الدقيق (كل واحد يزن 50 كيلوجراماً)، ومثله من الأرز، وإدام الخضار، على مدى ساعات اليوم. تقول عائشة المسني وهي امرأة مسنة وتنحدر من محافظة تعز (وسط اليمن)، إن المؤسسة تصرف لها عبر بطاقات تموينية بشكل يومي، سلة غذائية مكونة من الأرز والخبز والإدام، بكل سلاسة، ودون امتهان لكرامتها. وأضافت وهي تسير ضمن الطابور الطويل، إن أغلب الشباب المتطوعين هم من أبناء الأحياء الفقيرة، وهو ما يعزز من مسألة التكافل الاجتماعي بين سكان الحي، مشيرة إلى أن المشروع الخيري يُعد مشروعاً لسكان الحي، متمنية أيضاً أن يستمر لما بعد رمضان. وحين وصلت عائشة إلى موظف التوزيع، كانت تدعو للشباب بالصبر، وأن يمنحهم الله البركة، لكنها كانت تتمنى أن يكون الطعام من القسم الذي يوزع الطعام المتبقي من المطاعم، فالطعام المتبقي يحوي أصنافاً متنوعة، حسب قولها. ويقول سنان القوسي، نطالب المتبرعين بدعم المؤسسة، وتقديم أصناف مختلفة من المواد لطبخها، لافتاً إلى أن المحتاجين بدأوا يملون من الصنف الوحيد والمتكرر من الطعام، وقال "نتمنى أن يدعمنا التجار وفاعلي الخير بالدجاج مثلاً، في كل جمعة". مصاعب يومية "فعل الخير متعب لكنه يجلب السعادة"، يقول أحد الشباب المتطوعين العاملين في المشروع، لكنه يصف العمل في طبخ وتوزيع الغذاء على الفقراء والمحتاجين بالمرهق، خصوصاً أن عدد العاملين في المشروع ليس بالكافي. ويبدأ العمل من الساعة الـ9 ليلاً في إعداد المواد إلى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ومن بعد الفجر حتى الساعة الـ9 صباحاً في الطبخ وعقب ذلك يبدأ التغليف والتجهيز في الأكياس، ومن الساعة الـ3 عصراً حتى المغرب يتم التوزيع، علاوة على أن آخرين يجمعون الطعام الفائض من المطاعم. ويعمل في المطبخ طباخٌ واحد، لكن عمله ليس تطوعياً. ومن ضمن المشاكل التي تواجه المشروع الخيري، نقص الوجبات، ففي بعض الأيام، لا يتم رفد مطبخ المؤسسة بالكميات الكافية. ازدياد نسبة الجوع في اليمن وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة مؤخراً إن 14.4 مليون يمني من أصل 26 مليوناً يواجهون خطر "انعدام الأمن الغذائي" ومن بينهم 7.6 ملايين يعانون منه بشكل "حاد"، وإن 19 من محافظات اليمن الـ22، تواجه انعداماً حاداً في الأمن الغذائي. وحذر التقييم من أن الوضع في المناطق المتضررة مرشح للتدهور. ووفقاً لمنظمة الفاو وبرنامج الأغذية العالمي، فإن أكثر من نصف عدد السكان يمرون بمرحلة الأزمة أو الطوارئ من مراحل انعدام الأمن الغذائي، حيث إن ما يصل إلى 70 في المئة من السكان في بعض المحافظات يجدون صعوبة بالغة في الحصول على الطعام. وقال جيمي ماكغولدريك منسق الشؤون الإنسانية في اليمن إن نتائج التقييم تظهر بوضوح فداحة الأزمة الإنسانية، التي وصفها بأنها واحدة من أسوأ الأزمات في العالم.

مشاركة :