تعتبر جزيرة سكوبيلوس من أفضل الشواطئ ذات المياه اللؤلؤية الصافية التي يمكن زيارتها، حيث تقع الجزيرة الساحرة في بحر إيجة، كما أن زيارتها تعتبر في حد ذاتها تجربة وظاهرة فريدة من نوعها. ففي أراضيها الساحرة ابتداءً من تضاريسها الوعرة المؤدية إلى شاطئ ستافيلوس بيتش، وحتى الخط الساحلي الصخري الصغير غليسترا في منطقة لوتراكي، ستجد جميع الاحتمالات التي تكتنف الصور التي يتخيلها المرء عندما يستحضر تعبير الجزر الإغريقية. حافظت سكوبيلوس على أصالتها المنعشة، لأنها تجسد للعديد من الزائرين جاذبية اليونان كونها وجهة سياحية مفضلة للتعرف عن قرب على حياة الجزيرة البكر، حيث الطعام ومقار الإقامة المتواضعة، والشواطئ الهادئة، والمماشي التي تحيط بها الخضرة، والأجزاء الداخلية الجبلية، والابتعاد تماماً وبالكلية عن ضغوط الحياة المعاصرة. غابة من أشجار الصنوبر والكستناء في قلب الجزيرة، وبساتين الخوخ واللوز والكرز، بيوت المزارع التقليدية، في الريف الخالد المرصع بخلايا النحل الزرقاء، وحيث تبدو رائحة الهواء مشبعة بالأعشاب البرية والراتنج؛ كل ذلك وأكثر هو ما قد يدفعك لزيارة سكوبيلوس، حيث لا تكون العطلة هناك من غير الهروب إلى أركاديا، مع 65 كم من الساحل الذي لا يمكن الوصول إليه. هنا تجد الجزيرة حيث تنتظر الخلجان الصغيرة التي ينبغي استكشافها عن طريق القوارب، ومسارات الماعز التي تقود صعوداً إلى الينابيع الجبلية القديمة، والأديرة البيزنطية المنسية، والممرات التي تقود إلى تلك الشواطئ الطويلة الهادئة تصطف على جانبيها أشجار التوت. وهناك القليل من التطور في هذا الجزء من اليونان، حيث لا يوجد هناك مطار، وحتى مدينة سكوبيلوس نفسها، التي أعلنت مستوطنة تقليدية للجمال البديع، ما يزال أمامها الكثير من الخطى قبل أن تتحول إلى مدينة كثيفة المرور. ومثلما هو عليه الحال في العديد من الجزر اليونانية الأخرى، يبدو تأثير العثمانيين والبنادقة واضحا في جزيرة سكوبيلوس، من فن الطهو إلى أنقاض كاسترو، ويبدو أقل وضوحاً ربما دور الجزيرة باعتبارها معقلاً للمسيحية، مع ما لا يقل عن 300 من الكنائس والأديرة. والعديد من المسافرين إلى هذه الوجهة، هم من محبي وعشاق الطبيعة، حيث تعتبر الجزيرة ملاذاً للحياة البرية، مع وجود الفقمات التي لا يسهل الوصول إليها، وأكثر من 60 نوعاً من الطيور التي تتخذ أعشاشها في العديد من الحدائق المنعزلة في الفلل والمنازل. الوصول إلى الجزيرة تملك سكوبيلوس منفذين اثنين للدخول إليها، أحدهما هو الميناء الرئيسي لمدينة سكوبيلوس القريب على بعد 10 دقائق بعبارة الدولفين من جزيرة ألونيسوس المجاورة، ويقع الثاني في غلوسا، وهو يطفو عالياً فوق قمة جبلية ويبدو واضحاً عند الدخول إلى قرية الصيادين أسفل لوتراكي وهو كذلك على بعد 10 دقائق بالعبّارة من جزيرة سكياثوس المتفرقة. واعتباراً من العام الماضي فيسمح فقط لعبّارات الدولفين بدخول هذا الميناء والخروج منه، وبين هذين الميناءين تستلقي جنة شاطئية مع خيارات مجيدة للسباحة. وحيث إن الجزيرة لا تملك مطاراً، وبالتالي فإن أسرع طريقة للوصول إلى هناك عن طريق الجو هي عن طريق سكياثوس المجاورة، حيث يوجد أحد أقصر وأضيق مدرجات المطارات في أوروبا، ولكن كل الضغط الذي قد تعانيه من الطائرات التي تثير الأعصاب، سرعان ما سيتبخر ويذوب في الساعة التالية التي تستغرقها رحلة العبّارة التي تدور حول ساحل الجزيرة الصخرية الشمالي العصي، قبل أن تبدو مدينة سكوبيلوس فجأة أمام ناظريك. وبعيداً على طول الساحل وبعد انحناءة خفيفة خارج الطريق الرئيسي تقع ليموناري، ويجعل السلام والهدوء مع المطعم الصغير هذا المكان جنة للمفكرين، وموقعه في منتصف الجزيرة، التي تمتد على مدى 35 كيلومتراً، هو المفضل للعديد من الزوار. أما الشاطئ الصخري بانورموس فيتمتع بمياه صافية يمكنك أن ترى عبرها الأسماك الصغيرة وهي تسبح حول أصابع قدميك، وهو موضع مثالي لالتقاط الصورة المثالية ولقضاء اليوم في ميليا، التي يعتقد الكثيرون عندما يتطلعون إليها من الأعلى عند الطريق الرئيسي أنهم قد وجدوا أخيراً مدينة الأحلام الفاضلة. وتقود المغامرة إلى الجانب الآخر من الجزيرة خارج الطريق الرئيسي، في اتجاه غلوسا، إلى الشاطئ الصخري الخام والخلاب عند أغيوس غيانيس، حيث توجد الكنيسة التي تحمل ذات الاسم، وزيارتها متاحة لهؤلاء المغامرين الذين يملكون الجرأة الكافية لتسلق الدرجات المنحدرة التي تقود للأعلى، حيث تنتظرهم المكافأة الكبرى مع المنظر الذي لا ينسى. وكي لا تنسى، فعليك أن تحضر مياه الشرب وطعام الغداء الخاصة بك، حيث لا يوجد غيرك فقط والطبيعة، بدون أي رفقة سوى الجبال الخضراء والمياه الزرقاء، التي ستشعرك بالامتلاء الروحي. يمكن الوصول إلى العديد من الشواطئ والخلجان في سكوبيلوس إما سيراً على الأقدام أو عبر القوارب الصغيرة التي هي متاحة للإيجار في الجزيرة، وكلها تحظى بخضرة خلابة ممتدة من الجبال نحو الأسفل، ما يجعلها جنة حقيقية لمحبي الشواطئ. أماكن للإقامة في سكوبيلوس هناك قطعتان من الأحجار الكريمة في الجزيرة هما مدينة سكوبيلوس وامتداد غلوسا، في أقصى الشمال الغربي، لذا فمن الأفضل لك أن تبحث عن مكان للسكن يكون قريباً من أحد هذين المعلمين. تقع فيلا إيتوما على بعد 10 دقائق بالسيارة من مدينة سكوبيلوس، على سفوح جبل بالاوكي، في الركن الجنوبي الشرقي من الجزيرة، ويكون الوصول إليها عبر طريق ترابي تحفه الأشجار، وبه بئر قديمة ما زال المارة العطشى يستخدمونها، وهي معزولة نوعاً ما، ولكنها توفر إطلالة رائعة نحو المدينة. ويمكنك قضاء أمسيات رائعة هنا على الفناء إلى جانب حوض السباحة، والاستمتاع بمشاهدة المراكب وهي تروح وتجيء من وإلى الميناء، مع رائحة أزهار الصنوبر العالقة في الهواء. وتجتذب المدينة القدر الأكبر من السائحين، حيث توجد بها مرافق تأجير السيارات، والعديد من الفنادق في أطرافها، والقليل من المطاعم المتواضعة التي تقدم خدمات الواي فاي على الواجهة البحرية، كما يوجد بها متجر أو اثنين للهدايا التذكارية. لاختبار نوع من العزلة الحقيقية عليك استئجار زورق من بانورموس والاتجاه شمالاً، ستجد مواقع جميلة على طول الطريق على الساحل، مثل هوفولو و فتيليا ونيراكي، التي لا يمكن الوصول إليها عبر السيارات، وقد تجدها محتلة فقط من أزواج آخرين استأجروا هم أيضاً قوارب. والخلاصة هي أن الرحلة إلى هذا الموقع الشاعري، المسالم، المخضر بشكل رائع، والذي لم يطرأ عليه تغيير يذكر، هي عن الاستمتاع بعالم يتحرك بوتيرة مختلفة، حيث ما زالت المثل الرومانسية باقية على قيد الحياة، وسيكون عليك أن تزوره لتفهم لماذا تم تصوير فيلم ماما ميا الشهير من بطولة ميريل ستريب و بايرس بروسنان، قريباً من هذا المكان. سكوبيلوس سكوبيلوس هي واحدة من أجمل موانئ بلاد اليونان، مع التلال المتطابقة الممتدة ذات الجدران البيضاء المبهرة، التي تعلوها طبقات من التربة الطينية، وتظهر أطلال إحدى قلاع البندقية، وعشرات المصليات التي تنتشر إلى الداخل، وجلجلة أجراس الكنائس ترحيباً بالزائرين، وعندها لا تملك غير أن تنسى التعب على الفور.
مشاركة :