مثقفون يردون على السريحي: «مشري» كاتب إنساني ليس مؤدلجًا

  • 6/25/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

منذ أن نعت الناقد الدكتور سعيد السريحي الروائي عبدالعزيز مشري بأنه كاتب مؤدلج، وأبواب الجدل والحوار مفتحة على مصراعيها بين مناوئ لما قاله السريحي ومؤيد وواقف على الحياد. إلا أن نعتا مثل هذا، وفي هذا التوقيت، يبعث على طرح أسئلة حول الأدلجة؛ هل يمكن أن يتخلص المبدع منها؟ وماذا لو تلبسته هل تغدو عيبا في إبداعه؟ هذه المحاور طرحت على عدد من المثقفين للوقوف على وجهات نظرهم، حيث يرى الشاعر علي الدميني أن الأيديولوجيا هي مجموعة الرؤى والقناعات التي تحدد مسار فاعلية الإنسان في النظر إلى ذاته وإلى العالم كونها الجزء العملي من منظومة مكوناته الثقافية. وأضاف: يمكن القول بأن لكل إنسان أيديولوجيته الشخصية التي يتشارك في بعض مقوماتها مع الآخرين أو يتعارض بحسبها مع أفراد أو جماعات. ويذهب الدميني إلى أنه حتى العدمي أو الفوضوي أو الراديكالي أو المعتدل يمتلك منظومة أيديولوجية تعزز خياره الفكري أو الثقافي أو السياسي، واصفا ذلك بالأمر الطبيعي المرتبط بالكينونة الإنسانية التي تمتلك عقلا! ولفت إلى أن ما يؤخذ على من يتم نعته بالإيديولوجي يعود إلى أن حامل تلك الأيديولوجة يسعى بالعنف المعرفي أو السياسي أو الديني أو المسلح إلى فرض رأيه وقناعاته على الآخرين، مؤكدا أن المشري حتما يمتلك منظومة ثقافية مشبعة بقناعاته التقدمية حول الذات والمجتمع والوطن والاستعمار والتهميش والإلحاق والتبعية، مشيرا إلى أنه استخدمها في الكتابة الإبداعية كشكل من أشكال التحويل الجمالي للرؤية إلى عمل فني في معظم أعماله السردية، مؤكدا أنه لا يمكن وصم المشري بالأيديولوجي هنا لأنه لم يفرض رؤيته بالقوة والعنف على الآخرين، و لم يذهب لتكفير الآخرين أو التحريض على ثقافة العنف والكراهية. أما الشاعر عبدالرحمن موكلي فأوضح أن أي فعل جمالي يحمل فكرة سواء كانت مثالية أو واقعية، وكل فكرة هي أيديولوجيا تخضع للزمان والمكان، لافتا إلى أنه يمكن قراءة ذلك من خلال نتاجات إبداعية كثيرة منها ما ينتمي لليمين ومنها ما ينتمي لليسار، مشيرا إلى أن كل هذا قبل ثورة التقنية والعولمة، كون ما بعد ثورات الاتصالات والنت ودخول العالم الافتراضي تحول المكان إلى فضاءات وتعدد الزمان. ويرى أن هذا التطور يجعل الفكرة (الأيديولجيا) أشبه (بغنم الشيطان) أو السراب كلما اقترب منها ذهبت فلا العلم سيدلك ولا الأخلاق على قيمة هذه الفكرة، مضيفا: عليه لا يبقى لديك سوى الجمالي الذي يجب القبض عليه كون العالم يتشظى، والمفاهيم والقيم تتبدل كما البورصات. وقال الموكلي عن السؤال: هل الأيديولوجيا شتيمة أو مسبة أو تصنيف أو توصيف؟: «هذا يخضعنا للأخلاقي ويعود بنا للزمان والمكان الثابت، وهذا غير ممكن، وعليه يترتب بطلان السؤال من الأصل.

مشاركة :