ساسي جبيل (تونس) اعترف وزير الداخلية التونسي، الهادي المجذوب، بأن الوضع جنوب البلاد وتحديداً على الحدود مع ليبيا، ما زال صعباً جداً، مرجعاً ذلك إلى حالة عدم الاستقرار، وغياب مؤسسات الدولة، في القطر الليبي، وهو ما سمح بانتشار وتمدد الجماعات الإرهابية التي تعمل بالليل والنهار على التسلل إلى تونس، والتخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية. وقال المجذوب، في تصريح لقنان «العربية» الإخبارية إن عملية «بن قردان» الحدودية مع ليبيا لشهر مارس الماضي، كشفت جزءاً كبيراً من مخططات الإرهابيين الذين ينشطون في ليبيا وتخطيطهم لاستهداف الأمن القومي التونسي. وشدد الوزير في هذا الإطار على الخطر الكبير الذي يمثله الشباب التونسي الملتحق بتلك الجماعات وتلقيه التدريبات في معسكرات الإرهابيين في ليبيا. وأكد الهادي المجذوب أن تونس لا تزال مستهدفة من قبل الإرهابيين، وإن الوحدات الأمنية وأيضاً العسكرية، بصدد تعقبهم، معتبراً أنها عملية مستمرة وحرب حقيقية على الإرهاب والإرهابيين. وأشار الوزير التونسي إلى أن الوضع ومع كل ذلك، يكاد يكون كليا تحت السيطرة في الجهات الجبلية (مثل سلسلة جبال الشعانبي من محافظة القصرين، وسط غرب البلاد، وعلى الحدود مع الجزائر، وذلك بفضل التنسيق الميداني والاستعلاماتي مع الجزائر. وتابع المسؤول الأول عن الأمن في تونس: «إن الأمن التونسي يقوم بمحاصرة الإرهابيين المتحصنين منذ العام 2012 بـ «جبل الشعانبي» وأيضاً بالجبال المرتبطة به، وأنه رغم صعوبة التضاريس فإن قوات وحدات الأمن نجحت في عزل الإرهابيين وقطع الإمدادات عنهم، وهو ما سهل عملية اصطيادهم»، وفق تعبيره. وأضاف المجذوب، أن «المؤسسة الأمنية في تونس على طريق استعادة عافيتها، وهو ما برز في استعادتها لجاهزيتها في الحرب التي تشنها على الإرهاب»، مشيراً إلى أنه رغم وجود بعض النقص في مستوى التجهيزات، فإن الأمن التونسي هو اليوم في موقع المبادر أو الهجومي في ملاحقة الإرهاب، على خلاف ما كان عليه منذ ثلاثة أعوام، عندما كان في موقع دفاعي. وأوضح وزير الداخلية التونسي أن وزارته ضبطت خطة خاصة للتعاطي مع الشباب العائد من بؤر التوتر في كل من ليبيا والعراق وسوريا، مشدداً على أن هؤلاء العائدين يمثلون خطراً على أمن واستقرار تونس، وهم تحت السيطرة والمراقبة الأمنية. وشدد المجذوب على أن القوات الأمنية التونسية هي اليوم في مستوى عال جدا، وأن وزارته أصبحت لها خطة وإستراتيجية في تعقب الإرهابيين، لافتا إلى أنه لا يكاد يمر يوم دون أن يتم الكشف عن عمليات إرهابية. وقال الوزير إن «الوضع الأمني في تونس مستقر، لكن في المقابل هناك رفع في درجات اليقظة لأقصاها، حيث هناك سعي لاستباق كل تهديد ممكن، خاصة في موسم الصيف حيث يرتفع النشاط السياحي، مما يجعل منها فترة ذات حساسية، وتتطلب تحضيرات لمجابهة التهديدات الإرهابية المحتملة».
مشاركة :