يشارك معهد الشارقة للتراث في فعاليات مهرجان مغرب حكايات في نسخته ال13 التي تنظمها جمعية لقاءات للتربية والثقافات بشراكة مع عمالة الصخيرات - تمارة، والذي انطلقت فعالياته الخميس الماضي وتستمر حتى اليوم، تحت شعار الكلمة للصحراء، وتحل السعودية ضيف شرف نسخة هذا العام، في حين كانت الشارقة ضيف شرف نسخة العام الماضي. يعتبر مهرجان مغرب حكايات الذي ينظم تحت رعاية العاهل المغربي محمد السادس، احتفالاً بالموروث الشفهي والكلمة الموزونة بامتياز، ويهدف إلى إعادة الاعتبار إلى صانعي الكلمة من محترفين وهواة. وتشارك في المهرجان دول عدة، من بينها الإمارات (ممثلة بإمارة الشارقة ومعهد الشارقة للتراث)، وإندونيسيا واليمن وموريتانيا ومصر وتونس والعراق والبحرين والأردن ومالي والسنغال والجزائر والنيجر وبوركينا فاسو والسودان وإثيوبيا وجيبوتي. يشرف على المهرجان في تمارة، خبراء ومهتمون في مجال التراث والثقافة والتربية، فالثقافة تعتبر قاطرة للتنمية الشاملة التي لا يغيب عنها الجانب الاقتصادي والجانب السياحي، كما أنها تلعب دوراً كبيراً في التقارب بين الشعوب، حيث يشارك فيه رواة وباحثون وفنانون وفرق تراثية محلية وعربية وعالمية، إضافة إلى مشاركة مؤسسات تعليمية وجمعيات وطنية ودولية. تهدف نسخة هذا العام من المهرجان إلى إبراز القيم الروحية المشتركة بين مكونات البلدان الصحراوية كلياً أو جزئياً، المكونة من شعوب وأقوام متباينة عرقياً ولغوياً ومتباعدة جغرافياً، وإلى جانب الحكايات، تضم ليالي المهرجان عروض فرق موسيقية شعبية تنتمي للدول المشاركة، وذلك في تناغم تام مع الأجواء الروحانية التي تميز شهر رمضان المبارك، وبالموازاة مع ذلك تقام خيمة التراث اللامادي - عادات وتقاليد وطقوس، بمشاركة عدد من الجهات في المغرب، إضافة إلى بعض البلدان المشاركة، حتى يطلع الجمهور على ما تزخر به هذه الجهات والدول من العادات والتقاليد والطقوس ذات الطابع الصحراوي. حرص القائمون على المهرجان في هذا العام على استحداث مسابقة كبرى للحكاية الشعبية، يتوج فيها أفضل راو، وتحفز الجيل الجديد للرواة، للمحافظة على هذا الموروث الثقافي اللامادي من خلال التباري والإبداع، وتتضمن المسابقة ثلاث جوائز، الأولى تخص الحكواتيين الرواة الشعبيين المحترفين، والثانية تخص العمر الذهبي المتمثل في فئة الأجداد والجدات خاصة منهم نزلاء المؤسسات الاجتماعية التي تعنى بالمسنين، الذين برهنوا على كفاءة عالية لسرد الموروث الشفهي، والثالثة تستهدف الأطفال، سواء في المؤسسات التعليمية النظامية وغير النظامية العمومية والخاصة والنوعية، والغاية منها إشعار الناشئة بأهمية تراثهم المغربي المتنوع والاعتزاز والافتخار به. وما هذه الفكرة إلا للتأكيد على أهمية مواصلة حمل مشعل فن الحكاية والحفاظ على استمرارها والمداومة على حلقاتها في مختلف الساحات العمومية المعروفة في المدن المغربية وحمايتها من الاندثار. وقال عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث: تأتي مشاركة المعهد في المهرجان في إطار رؤى وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، لدعم إحياء التراث العربي، ومنه الفن المحكي المرتبط بالحكاية، إضافة إلى تسليط الضوء على ما تتميز به الشارقة والإمارات من اهتمام لافت بهذا الفن، ودورها في تعميق الصلات العربية والإقليمية، لتشجيع المبدعين، وتتنوع مشاركة المعهد في المهرجان، فهناك جناح تراثي، وحكواتي، وتشارك فرقة المعهد في لوحات فنية على المسرح إلى جانب الكثير من تفاصيل التراث الإماراتي الغني والمتنوع من بيئات تراثية جبلية وبحرية وصحراوية وزراعية، وتتميز المشاركة بحضور لافت للبيئة الصحراوية التي تنسجم مع شعار المهرجان لهذا العام. وأضاف المسلم: تعتبر المشاركة في مهرجان مغرب حكايات واحدة من الفرص العديدة التي يعمل المعهد من خلالها على التعريف بالتراث الإماراتي، وتبادل التجارب والخبرات والمعلومات والمعارف والجهود المبذولة في صون التراث وحفظه ونقله للأجيال. وأشاد المسلم بالجهود التي يبذلها القائمون على المهرجان وحسن الإدارة والتنظيم وتنوع الأنشطة والفعاليات التي يشهدها المهرجان، والتفاعل مع الضيوف والجهات المشاركة، الأمر الذي يسهم بشكل فعال في تحقيق مستويات متقدمة من النجاح والتميز للمهرجان.
مشاركة :