انقضى الموسم الرياضي، وتوزعت البطولات الأربع المحلية بين الأهلي والهلال، فالأخير طار بلقب السوبر السعودي، بالإضافة إلى كأس ولي العهد، أما الأهلي فتوج بلقب دوري عبداللطيف جميل وكأس خادم الحرمين الشريفين، في المقابل كان الهبوط إلى دوري الدرجة الأولى من نصيب هجر ونجران. فرق ظهرت بمستويات مميزة وأخرى خذلت أنصارها بنتائجها الباهتة، ادارات لفتت الأنظار بعملها ومثلها طالب المدرج برحيلها، مدربون ألغيت عقودهم وآخرون اختاروا طريق الاستقالة، لاعبون أجانب ساهموا في تتويج فرقهم بالذهب بينما كان اقرانهم بمثابة المقالب. مشاكل مالية وإدارية غيّبت «الفرسان».. ومضوي أعاد التوازن لم يكن الموسم الوحداوي لائقاً بالكيان الأحمر، ولا مرضياً لعشاقه وأنصاره وهو يتلقى الخسائر ويودع البطولات تلو الأخرى بمنتهى السهولة، إلا أن الفريق استطاع أن يحجز له مقعداً مع الكبار للموسم الثاني على التوالي بعد صعوده من دوري الدرجة الأولى قبل موسمين، وهو الهدف الذي وضعته إدارة النادي برئاسة هشام مرسي نُصب اعينها، ويعتبر ذلك إيجابياً إلى حد كبير مقارنة بالظروف الإدارية والفنية والمادية القاهرة التي تعرض لها النادي. حتى على الصعيد الإداري لم يخل الموسم الوحداوي من المشاكل سواءً بالاستقالات والابتعادات، أو بالمشاكل بين الرئيس وعدد من أعضاء مجلس إدارته، والتي وصلت بعض الأحيان حد التهديد بالاستقالة الجماعية وإسقاط الإدارة. بامحرز: موسم شبه ناجح.. والمشاكل المالية طبيعية! علاوة على ذلك، فرطت إدارة الوحدة في عدد من أبرز لاعبي الفريق، في مقدمتهم المدافع عبدالعزيز المنصور بانتقاله للاتفاق بالإعارة، والمدافع عبدالمحسن فلاته الذي انتقل للقادسية، ولاعب الوسط معتز تمبكتي الذي رحل للاتحاد، ولاعب الوسط ماهر عثمان الذي حط رحاله في الأهلي. مضوي علامة فارقة كسب الوحدة مدرب مميز بإمكانات مضوي الذي تجاوز كل الظروف التي واجهها وقاد الفريق نحو بر الأمان رغم قدومه في منتصف الموسم، بالإضافة إلى ذلك قدم بعض الأسماء الشابة التي من شأنها ان تخدم الفريق مستقبلاً، في مقدمتها الحارس عبدالله آل عراف ولاعباً الوسط عبدالاله المالكي ومنصور النجار. -التفريط والمقالب شهد الموسم الوحداوي أموراً سلبية بالجملة، لابد أن تأخذها الإدارة بعين الاعتبار مستقبلاً، مثل التفريط باللاعبين وكان آخرهم نجم الفريق علي عواجي، كما خسر الفرسان الحارس الشاب احمد الفهمي الذي لم يجد من يقف إلى جانبه خلال أزمته، وهو ماتسبب في ابتعاده، ولم تنجح ادارة النادي في تعاقداتها المحلية ولا الأجنبية، إذ استقطبت أكثر من عشرة لاعبين لم ينجح منهم سوى اثنين أو ثلاثة فقط. ومن الأمور التي كانت ظاهرة هي المشاكل بين اللاعبين والإدارة بسبب تأخر رواتبهم ومستحقاتهم، إذ وصلت إلى حد إضرابهم عن التدريبات ومقاطعتها في سابقة لأول مرة تحدث داخل اسوار النادي المكي، ليس كذلك فحسب، بل أن علاقة أعضاء مجلس الإدارة ببعضهم وبالرئيس كانت غير جيدة، مما ادى إلى ظهور مشاكل عدة في الإعلام، ألقت بظلالها على الفريق بلا شك. البقاء مع الكبار مر الفريق بمنعطفات عدة خلال مسيرته في الدوري، ولم تكن البداية جيدة إذ عانده الجدول عندما جعله يواجه ثلاثة فرق كبرى في اول خمس جولات، عندما قابل الهلال والأهلي والنصر وخسر في الثلاث مباريات، وتعادل في مباراتين مع نجران والفيصلي، مما جعل الإدارة تلغي عقد المدرب رودريجيز. وكلف بدر حامد بتدريب الفرسان في موقعة هجر، ونجح في المهمة إذ حقق أول انتصار في الدوري ومنح فريقه ثلاث نقاط ثمينة، بعد ذلك بدأت مهمة أفضل مدرب عربي خير الدين مضوي، اذ بدأ مشواره بخسارتين وتعادل، وحقق أول فوز على الشباب في مكة. ودخل الأحمر نفقاً مظلماً في الدوري، وبات مهدداً بالهبوط في ظل تواضع نتائجه، إذ لم يفلح في تحقيق اي فوز بعد انتصاره على الشباب، واستمر ذلك ثماني مباريات، لكنه عاد من بوابة هجر ونال ثلاث نقاط في غاية الأهمية، اعقبها بفوز كبير على الاتحاد في جدة انعش آماله في البقاء، إلى أن ضمنه رسمياً بفوزه على التعاون في مكة المكرمة. مشاركة متواضعة وضعت القرعة الوحدة وجهاً لوجه مع الحزم في دور الـ٣٢ من كأس ولي العهد، إذ طار الفريق الأحمر إلى الرس، وفاز ٤-٢، وودع البطولة في دور الـ١٦ على يد الخليج بالنتيجة ذاتها، في المباراة التي امتدت لشوطين إضافيين، سجل الفريق خلال المباراتين ستة أهداف وتلقى مرماه مثلها. خروج متوقع بدأ الفريق المكي مشواره في كأس خادم الحرمين الشريفين بمواجهة احد وفاز بنتيجة ٢-١، وانتقل إلى دور الـ١٦، لكن القرعة لم تخدمه عندما وضعته في مواجهة الاتحاد الطامح لتحقيق اللقب، واستطاع الأخير بالفعل أن ينال بطاقة الترشح بفوزه في جدة ٢-صفر، وكانت المحصلة التهديفية للفرسان في هذه البطولة هدفين له وثلاثة اهداف هزت شباكه. أرقام وحداوية لعب الوحدة ٣٠ مباراة، فاز في عشر منها بنسبة ٣٣.٣ في المئة، وخسر في ١٣ لقاء بنسبة ٤٣.٤ في المئة، وتعادل في سبع مباريات ٢٣.٣ في المئة. حصيلة الأهداف التي سجلها الفريق هذا الموسم ٣٨ هدفاً، في المقابل استقبل مرماه ٤٦ هدفاً. بامحرز: موسم شبه ناجح وتحدث لاعب الوحدة السابق فيصل بامحرز لـالرياض بقوله: يعتبر الموسم الوحداوي بالنسبة للنتائج الأولية شبه ناجح من خلال استمرار الفريق في الدوري الممتاز، كان هناك سوء في إختيارات اللاعبين الأجانب، وكذلك الجهاز الفني الذي بدأ الموسم، بالإضافة إلى عدم وجود الاستقرار الإداري، مضوي هو من استطاع أن يعيد الفريق، وشاهدنا كيف نجح في ابراز عدد من لاعبي الفريق مثل علي عواجي ومهند فارسي والحارس عبدالله عراف، حتى كان له دور بارز في الأمور الإدارية. وأضاف: المشاكل الإدارية وتأخر الرواتب فهذا السيناريو يتكرر في كل عام وليس في العام المنصرم فقط، وسبق أن تأخرت إلى سبعة أشهر، لذلك هذا طبيعي في الوحدة، نتمنى ان يكون الموسم المقبل افضل للوحدة، في الاختيارات الأجنبية النادي لم يوفق في آخر أربعة او خمسة أعوام، لا توجد عناصر ممتازة، لا اعلم كيف تتم الاستقطابات لكن جميعها سيئة، افضل المحترفين هو المدافع السوري جهاد الباعور، وكان له دور كبير في البقاء بفضل مستوياته وخبرته، رئيس النادي هشام مرسي عرف سلبيات هذا الموسم، وآمل ان تكون درس له، هناك أندية ستضطر للاستغناء عن عدد من اللاعبين وعلى الإدارة ان تستقطب الأفضل منهم للاعتماد عليهم من أجل البقاء مع الكبار وكذلك التواجد في منطقة الوسط، الإدارة اتمنى الا تحدث فيها نفس المشاكل والخلافات التي شاهدناها، الوحداويون يريديون نتائج افضل، لا يريدوا ان يضعوا ايديهم على قلوبهم حتى آخر مباراة لضمان البقاء في الممتاز. فشل كبير في ملف الأجانب درب الفريق الأحمر في الموسم المنصرم ثلاثة مدربين، كانت البداية مع الأوروغوياني رودريجيز الذي صعد به إلى الممتاز، لكن الإدارة فضلت إقالته بعد تراجع نتائج الفريق، وسلمت المهمة للمشرف على الفئات السنية بالنادي المصري بدر حامد، ومن ثم تعاقدت مع المدرب الجزائري خير الدين مضوي. ولم تفلح الإدارة في تعاقداتها الأجنبية، إذ وقعت خلال فترتي التسجيل الصيفية والشتوية في فخ المقالب، إذ ابعدت بعد الفترة الأولى لاعب الوسط التونسي زهير الذوادي، والمهاجم البولندي لوكاس، وبعد ذلك أحضرت المهاجم الكاميروني ارنيست ولاعب الوسط البرازيلي اندرسون، والاثنان لم ينجحا، ليصبح مجموع اللاعبين الذين كسبوا المال ولم يخدموا الفريق أربعة من أصل ستة. خير الدين مضوي أعاد ترتيب الأحمر الوحداويون اسعدوا أنصارهم بالبقاء في الممتاز
مشاركة :