احتفت مجموعة من المتاحف في منطقة الرياض ، باليوم العالمي للمتاحف ، عبر العديد من الفعاليات الثقافية والعروض الفنية والتراثية ومسابقات التصوير الضوئي ومرسم للأطفال ، واستقبلت مجموعات من الطلاب لتعريفهم بأهمية المتحف ودوره في نشر ثقافة وتاريخ الوطن . وشارك متحف المصمك التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في هذه الاحتفالية بفتح أبوابه للزوار طيلة اليوم لمدة 13 ساعة دون توقف ، مع استضافته مجموعة من ملاك المتاحف الخاصة ، واطلاعهم على وسائل وتقنيات العرض المتحفي ، مع تقديم العديد من المطبوعات الخاصة بهيئة السياحة كهدايا للزوار . من جانبها شاركت متاحف أخرى خاصة في محافظات منطقة الرياض بهذه الاحتفالية ، منها متحف الفصام في محافظة وادي الدواسر ، ومتاحف البلدة التراثية بأشيقر بمشاركة رئيس مركز أشيقر في الاحتفالية ، ومتحف أبابطين في روضة سدير ، ومتحف بيت الربيعة في محافظة المجمعة ، ومتحف المشوح بساجر ، ومتحف المشوح بمدينة الرياض الذي أقام أمسية شعرية وثقافية ، وفتح أبوابه طيلة الأسبوع للزوار مجاناً ، ومتحف الضويحي بالزلفي ، ومتحف قصر الملك عبدالعزيز بالدوادمي . – مكانة المسرح في حياة الناس : احتل المسرح مرتبة مهمةً في حياة الشعوب على مر العصور والأزمنة , وفي كل الحضارات كان المسرح حاضرًا كمرآة تعكس ملامح المجتمع , وبصفته شكلاً من أشكال التعبير الثقافي . وتأتي أهمية المسرح في تشكيل الوعي والفكر لدى المتلقي , من خلال محاكاته للأحاسيس وحشد الانفعالات ومن ثم بثّها في الآفاق الاجتماعية , رافعًا مستويات الوعي في كثيرٍ من الأمور والموضوعات المختلفة التي تشغل المجتمع . كما أن المسرح ظل ملازمًا للإنسان , ومجسدًا للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية التي يعيشها , بل إنه كان مؤثرًا ومشاركًا في بلورة هذه الأنساق وصياغتها وبثها للمجتمع , ومن هذا المنطلق أخذ المسرحيون على عاتقهم رسالة المسرح في التأثير والتأثّر , حتى أن كثيرًا من دول العالم المتقدم تصنّف المسرح جهازاً تربوياً كسائر الأجهزة ومنها المدارس والمعاهد والجامعات . واستخدم المسرح منذ القدم أداة تعليمية وتربوية في المدارس , كان لها الأثر الفعال في تنمية ثقافة النشء وتطوير مهاراتهم وقدراتهم , وإيصال القيم التربوية لهم , ومساعدتهم في فهم واستيعاب مناهج التعليم . وتعددت الأنماط والأشكال التي استخدمت في مسرح الطفل , واعتمدت في مجملها على المحاكاة من خلال استخدام الدمى وخيال الظل , والمؤثرات الصوتية والتقنية والفنية التي تحفز الخيال لدى الطفل . كما أضحت الكليات والمعاهد والجامعات , مركزًا لعرض الكثير من المسرحيات التي تعنى بهموم الطلبة وقضاياهم المختلفة , إيمانًا من القائمين على هذه المؤسسات العلمية بأهمية المسرح ودوره في التوعية . ومن هذا المنطلق أخذت وزارة الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية بالتعاون مع عددٍ من الجهات ذات العلاقة , على عاتقها العناية بالنشاط المسرحي الذي ظل حاضرًا في جميع المناسبات والأعياد ، من خلال عرض العديد من المسرحيات التي تتنوع في مضمونها وأشكالها المسرحية لتخاطب شرائح مختلفة من الجمهور . كما تعمل الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون منذ أكثر من ” 40 ” عامًا على تقديم العديد من الدورات والبرامج التدريبية الخاصة بصناعة المسرح وتأهيل الكتّاب والممثلين المسرحيين , إيمانًا منها بأهمية دور المسرح بصفته شكلاً من أشكال التعبير ووسيلة مهمة من وسائل التوعية والتثقيف . وحول بدايات النشاط المسرحي بالمملكة , يؤكد مسرحيون أن النشاط المسرحي بدأ في مدارس التربية والتعليم , والجامعات , والأندية الرياضية , وكان لها الأثر البالغ إلى جانب نشاطات الجمعية في نشوء حركة مسرحية ناضجة , استقطبت الجمهور في تلك الفترة . وفي هذا الشأن يؤكد رئيس الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون سلطان البازعي , أن للمسرح قيمة تربوية عالية , يتعلم من خلالها الشباب العمل بروح الفريق الواحد , والقدرة على الخطابة ومواجهة الجمهور” , مشيرًا إلى أن المسرح وسيلة إعلامية ساخنة يمكن توظيفها في الدعوة والإرشاد والتوعية والتثقيف , وهي ذات أثر عالٍ وقوي كونها وسيلة حيوية تمتاز بالتفاعل والاستجابة المباشرة بين الممثلين والجمهور . – معرض “عواصم الثقافة الإسلامية” يختتم فعالياته بالمتحف الوطني بالرياض : اجتذب معرض” عواصم الثقافة الإسلامية الأولى”، الذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالتعاون مع متحف البيرجامون الألماني ، لمدة ثلاثة أشهر، بالمتحف الوطني بالرياض نحو 40 ألف زائر وزائرة . وأتاح المعرض الذي اختتم فعالياته في مطلع شهر شعبان الماضي لزائريه فرصة الاطلاع على العمق الحضاري والثقافي لعدد من العواصم الإسلامية العريقة ، ولا سيما أنه قدم رؤية عميقة للحقبة الأموية والعباسية الأولى ، حيث أكدت محتويات المعرض على ازدهارها وثرائها الثقافي . وتمكن الزوار من الاطلاع على المشهد الثقافي لهذه الحقبة من خلال ” 104 ” قطع أثرية تم جلبها من متحف البيرجامون ، إضافة إلى ” 21 ” قطعة أثرية من مقتنيات المتحف الوطني بالرياض ، حيث استعرضت هذه القطع جوانب مهمة من التراث العمراني القديم خصوصاً في بغداد ودمشق . وأكد مدير عام المتحف الوطني جمال عمر ، عقب ختام فعاليات المعرض جاهزية المتحف الوطني واستعداده لاستضافة مزيد من المعارض والفعاليات ، التي من شأنها الإسهام في رفد حركة الثقافة المتحفية وجذب الزوار بجميع قطاعاتهم المجتمعية ، الأمر الذي يواكب التطلعات في تعزيز المعرفة والإطلاع على حضارة الأمة وتاريخها . وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد دشن معرض ” عواصم الثقافة الإسلامية الأولى” في 26 ربيع الآخر1437هـ، بحضور مدير عام المتاحف الحكومية في برلين الدكتور مايكل ازنبرغ ، ومدير متحف البيرجامون الألماني في برلين الدكتور ستيفن ويبر ، وسفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى المملكة بوريس روغة . يذكر أن متحف البيرجامون يحتوي على آلاف القطع التراثية والأثرية التي تعود إلى حقب وعصور ضاربة في جذور التاريخ ، أهمها العصر الإسلامي المتقدم وخصوصاً العصرين الأموي والعباسي اللذين شهدت خلالهما الحضارة الإسلامية أوج ازدهارها في مجالات الحياة المختلفة ، كما أن بعض المعروضات المستضافة في المتحف الوطني يصل عهدها لـ 1500 عـام مضى من عهد الحضارة الساسانية بمنطقة العراق ، إضافة إلى آثار من العهد الأموي والعباسي وحتى العهد العثماني .
مشاركة :