الأرجنتين تتربص بتشيلي في مواجهة ثأرية على لقب كوبا أميركا

  • 6/26/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

بعد الهزيمة في المباراة النهائية لكل من بطولتي كأس العالم 2014 بالبرازيل وكأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا 2015) في تشيلي، يطمح المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم إلى النجاح في التحدي الجديد الذي ينتظره عندما يلتقي نظيره التشيلي غدا في المباراة النهائية لكوبا أميركا 2016 بالولايات المتحدة. ويلتقي المنتخبان غدا على استاد «ميتلايف» في نيو جيرسي بنهائي هذه النسخة (المئوية) من بطولات كوبا أميركا والتي تستضيفها الولايات المتحدة بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس اتحاد كرة القدم في أميركا الجنوبية (كونميبول) وانطلاق النسخة الأولى من بطولات كوبا أميركا في1916. وتمثل مباراة الغد فرصة ذهبية أمام المنتخب الأرجنتيني بقيادة نجمه الساطع ليونيل ميسي من أجل العودة لمنصات التتويج في البطولات الكبيرة التي غاب عنها راقصو التانجو لمدة 23 عاما، وبالتحديد منذ فوز الفريق بلقب كوبا أميركا 1993. وتتسم المباراة بين الفريقين غدا بالطابع الثأري؛ نظرا لكونها مواجهة مكررة لنهائي النسخة الماضية من البطولة عندما تعادل الفريقان سلبيا، ثم تغلب المنتخب التشيلي على نظيره الأرجنتيني بركلات الترجيح ليتوج بلقبه الأول في تاريخ البطولة. وتسيطر الرغبة في التتويج بلقب البطولة على لاعبي المنتخب الأرجنتيني، وبخاصة ميسي الذي أصبح في حاجة ماسة إلى تأكيد جدارته بهذه المكانة الرائعة التي يحظى بها في عالم كرة القدم. ويرفض ميسي ورفاقه الحديث عن كون المباراة غدا مواجهة ثأرية لأنهم يضعون في اعتبارهم هدفا واحدا فقط، وهو الفوز في المباراة والتتويج باللقب بغض النظر عن هوية المنافس. وقال ميسي: «الفوز هو الشيء الوحيد المهم الآن». وأكد ميسي أنه يتوقع أن تكون مباراة منتخب بلاده أمام نظيره التشيلي «متكافئة للغاية» وفي غاية الصعوبة. وقال ميسي: «أعلم منتخب تشيلي جيدا. خضنا مباراتين أمام هذا الفريق تحت قيادة مدربه الجديد خوان أنطونيو بيزي. الوضع يختلف تماما عما كان في نهائي البطولة الماضية قبل عام». وتابع ميسي: «منتخب تشيلي فريق يضغط جيدا على منافسيه ولا يترك منافسه يلعب بحرية. وعندما يمتلك الكرة، يلعب بشكل جيد يجبرك على التراجع في ظل اللاعبين المتميزين الذين يمتلكهم في الجانب الهجومي مثل أرتورو فيدال وأليكسيس سانشيز وإدواردو فارغاس». وأوضح: «في المواجهات المباشرة بين اللاعبين، يتسم لاعبو منتخب تشيلي بالقوة الفائقة. لعب نجوم هذا الفريق سويا لسنوات عدة وهو منتخب كبير للغاية. كما أن المواجهة معه ستكون في نهائي كوبا أميركا مجددا». ورغم هذا، أكد ميسي أن منتخب تشيلي سيواجه المنتخب الأرجنتيني «الراسخ تماما». وأوضح: «أرى منتخبنا فريقا جادا وخطيرا للغاية لا يستسلم أبدا للمنافس، ويمكنه اللعب جيدا عندما يمتلك الكرة ويدافع جيدا عند الضرورة». وأضاف: «خلال البطولة الحالية، كان الخطر الحقيقي الذي واجهناه هو 10 أو 15 دقيقة في لقاء المنتخب الفنزويلي (بدور الثمانية)، ولكن فريقنا بدا صلدا للغاية على مدار البطولة بأكملها». وقال ميسي: «إنها فرصة جديدة لإثبات جدارتنا والفوز بالكأس. اعتدنا خوض المباريات النهائية. لسوء الحظ أننا لم نفز فيها من قبل. ولكننا لا نعاني الآن الضغوط». وأحرز ميسي كل الألقاب الممكنة مع فريقه برشلونة الإسباني كما حصد كل الجوائز الفردية الكبيرة، وفي مقدمتها خمس كرات ذهبية لأفضل لاعب في العالم في استفتاء الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، لكنه يتعرض دائما وبشكل متكرر لانتقادات عنيفة بسبب عدم ظهوره مع منتخب بلاده بالمستوى الراقي نفسه الذي يقدمه مع برشلونة، إضافة إلى عدم فوزه بأي لقب مع المنتخب الأرجنتيني الأول في البطولات الكبيرة (المونديال وكوبا أميركا). ورغم الآمال العريضة المعلقة على ميسي، فإن الفوز في مباراة الغد لن يكون مسؤولية ميسي وحده وإنما مهمة الفريق بأكمله. وأكد سيرخيو روميرو حارس مرمى المنتخب الأرجنتيني: «لا يهم أننا سنواجه غدا المنتخب التشيلي، مهمتنا تتجاوز هذا الأمر؛ لأننا نحتاج إلى أن نظهر للجميع وحدتنا وتماسكنا وأن بلوغنا النهائي الثالث على التوالي في البطولات الكبيرة لم يأت بالصدفة». وقال الحارس المتألق: «خسرنا مباراتين نهائيتين لم نكن نستحق الخسارة فيهما. كرة القدم والعمل الجاد منحا هذا الفريق فرصة أخرى». ولكن تظل حقيقة مؤكدة، وهي أن المنتخب الأرجنتيني سيواجه اختبارا صعبا للغاية في مباراة الغد، حيث يلتقي فريقا عنيدا تطور مستواه من مباراة لأخرى عبر أدوار البطولة حتى شق طريقه بنجاح إلى النهائي بقيادة المدرب الأرجنتيني خوان أنطونيو بيزي. وفي السنوات القليلة الماضية، تطور مستوى المنتخب التشيلي ليصبح من أفضل المنتخبات في أميركا الجنوبية وأيضا على مستوى العالم. ويشتهر المنتخب التشيلي حاليا بأسلوب اللعب الذي يعتمد على الضغط المكثف على منافسيه والتحركات الهجومية السريعة والأداء الراقي الجمالي. وقال بيزي، بعد الفوز على كولومبيا 2 - صفر في الدور قبل النهائي بالبطولة،: «يتسم هذا الجيل من لاعبي منتخب تشيلي بأنهم يتوقون للانتصارات، وقبل خوضهم أي مباراة أو بطولة، يكون لديهم يقين بأنهم سيفوزون، وهذه القناعة تساعدهم على تقديم هذا الأداء والظهور بهذه الثقة التي تبدو عليهم في الملعب». وأكد بيزي أن كون الفريق شغوفا بالانتصارات لا يعني فوزه في جميع المباريات «لأنه أمر مستحيل». وأوضح أن المعنى الحقيقي لهذا هو الثقة والإصرار لدى الفريق على السعي للفوز بجميع المباريات والبطولات التي يخوضها. وقد تكون هذه الثقة سلاحا مهما للفريق في مباراته غدا أمام التانغو الأرجنتيني الذي يسعى جاهدا للفوز بأي لقب، والذي ينتظر أن يشهد أداء مضاعفا من ميسي ورفاقه لثقتهم في إمكانية استعادة اللقب القاري الذي توج به المنتخب الأرجنتيني 14 مرة سابقة. ومنذ نهائي كوبا أميركا 2015 تغلب المنتخب الأرجنتيني على نظيره التشيلي مرتين، حيث فاز عليه 2 - 1 في عقر داره خلال مارس (آذار) الماضي ضمن تصفيات قارة أميركا الجنوبية المؤهلة لكأس العالم 2018، ثم فاز عليه بالنتيجة نفسها في افتتاح مباريات الفريقين بالمجموعة الرابعة في الدور الأول للبطولة الحالية وذلك في السادس من يونيو (حزيران) الحالي. ولكن مباراة الغد تختلف عن هاتين المباراتين؛ لأن لاعبي المنتخب الأرجنتيني لم يتعرضوا في هاتين المباراتين للضغط نفسه الواقع عليهم قبل مباراة الغد. كما سيسعى المنتخب التشيلي لاستغلال فوزه بلقب النسخة الماضية كونه عاملا محفزا يمنح أفضلية للاعبيه في مباراة الغد. ويعود أرتورو فيدال نجم بايرن ميونيخ الألماني إلى صفوف منتخب تشيلي في مباراة الغد بعدما غاب عن لقاء كولومبيا في المربع الذهبي بسبب الإيقاف للإنذارات. كما أكد زميله أليكسيس سانشيز نجم آرسنال الإنجليزي على مدار البطولة الحالية أنه في أروع مستوياته. وفي المقابل، ظهر ميسي أفضل لاعب في العالم بأفضل مستوياته في البطولة الحالية، حسبما يرى كثيرون من المتابعين للبطولة. ورغم هذا، يؤرق المنتخب الأرجنتيني ومديره الفني خيراردو مارتينو غياب عدد من العناصر الأساسية المؤثرة في الفريق بسبب الإصابات. وتأكد غياب إيزكويل لافيتزي عن مباراة الغد بسبب إصابته بكسر في عظمة «الكعبرة» بالذراع اليسرى خلال مباراة فريقه أمام المنتخب الأميركي في المربع الذهبي للبطولة. كما يغيب أوغستو فيرنانديز عن صفوف التانغو في هذه المباراة لعدم اكتمال التعافي بعد الإصابة العضلية التي تعرض لها في المباراة نفسها. وفي المقابل، قد يستعيد المنتخب الأرجنتيني جهود لاعبه المتميز أنخل دي ماريا بعد تعافيه من الإصابة وإن أحاط الغموض حتى الآن بمشاركته لعدم اكتمال تأهيله، وهو ما ينطبق أيضا على زميله نيكولاس جايتان. ولكن المنتخب الأرجنتيني يرفض التعلل بهذه الغيابات، ويؤكد أن الفوز هو الهدف الوحيد للفريق بغض النظر عمن سيخوض المباراة.

مشاركة :