لعبة الشطرنج البورمية تحاول استعادة أمجادها

  • 6/26/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يحاول ثين زاو إعطاء لعبة شطرنج تقليدية بورمية طواها النسيان زخماً جديداً، شأنه في ذلك شأن كثيرين من ممارسي هذه الهواية في بورما. وللشطرنج البورمية ميزات خاصة، إذ إنها تسمى «ستوين» وتكون البيادق فيها غالباً على شكل وحوش بالنسبة إلى فريق وقردة للفريق الآخر. وللمفارقة، تستبدل الملكة في هذه اللعبة بجنرال في بلد قبع عقوداً تحت حكم المجلس العسكري السابق وبات اليوم بقيادة أونغ سان سو تشي الملقبة «سيدة رانغون». ومن الفروق الأخرى مع لعبة الشطرنج التقليدية، نشر فيلة على لوحة اللعب كما أن التوزيع الأولي للقطع يكون حراً، ما يوسع الاحتمالات التكتيكية في هذه المبارزة التي ترمز إلى معركة بين الخير والشر. ويقول ثين زاو الحائز، لقب بطل بورما في هذه اللعبة خمس مرات: «يمكن اللعبة أن تعطي انطباعاً أنكم تخوضون حرباً»، وذلك قبل مبارزة حصلت أخيراً خلال مسابقة في رانغون. وتميزت المواجهة منذ البداية بالحدة والسرعة في تراكم القطع على جانبي اللوح. كما أن تركيز اللاعبين يكون في أقصى درجاته، ولا يتم تبادل أي كلام تقريباً. واكتسبت هذه اللعبة زخماً جديداً في بورما بفضل حوالى مئة لاعب يشاركون بفعالية في الدورات. ويوضح ثين زاو أن «هذه اللعبة قديمة ونود بث روح جديدة فيها». ووفق الخبراء، قد يعود تاريخ النسخة البورمية من لعبة الشطرنج إلى نحو ألف سنة. ويعتبر المتخصص في تاريخ الشطرنج جان لوي كازو أن «التنوع مصدر غنى. ولا بد من الحفاظ على هذه الألعاب إذا أمكن»، لافتاً إلى أن هذه اللعبة تذكر بحقبة الملوك البورميين الذين كانوا يستخدمون الفيلة في معاركهم. ويقول نائب رئيس الاتحاد البورمي للشطرنج وين أونغ إن «الملوك البورميين تقاتلوا على خطوط الجبهة في شتى الحروب. من هنا، تعتمد نتيجة اللعبة مباشرة على نشاط الملك». وقبل بضعة عقود فقط، كانت المبارزات في هذه اللعبة مطبوعة بهذه الروح القتالية. وباتت الألعاب القديمة نادرة في بورما حيث تدهورت الحياة الثقافية بفعل خمسة عقود من حكم عسكري هيمن على البلاد. ورويداً رويداً، عمد البورميون إلى بيع ألواح اللعب الفريدة في ظل استشراء الأزمة الاقتصادية في البلاد. ويقول وين أونغ: «الأجانب يحبون شراء قطع الشطرنج القديمة عندما يأتون إلى هنا. بورما باعتها للسياح على أنها قطع فنية قديمة. وقد فقدت كلها تقريباً». وبما أن النماذج الجديدة تكلف نحو 300 دولار، وهو مبلغ يفوق بكثير إمكانات الغالبية الساحقة من البورميين، تسعى مجموعات الشطرنج إلى التجمع بهدف شرائها. كذلك ثمة نسخة بلاستيكية تباع حالياً في الأسواق، ونشر كتيب لقواعد اللعبة مجدداً باللغتين البورمية والإنكليزية. ويمكن للشبان اللعب عبر هواتفهم الذكية التي باتت متاحة بنسبة أكبر بعد سنوات من القيود. ومنذ إطلاقه عام 2013، حُمّل التطبيق أكثر من مئتي ألف مرة.

مشاركة :