استقالات في «العمال» وضغوط من «الأوروبي» على عاصمة الضباب - خارجيات

  • 6/26/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

عواصم - وكالات - تتواصل تداعيات الخروج من الاتحاد الأوروبي على عاصمة الضباب، ففيما هدّد نصف أعضاء حكومة الظل في «حزب العمال» المعارض بالاستقالة، ردا على إقالة زعيمه جيريمي كوربين وزير خارجية حكومة الظل هيلاري بن، ازدادت الضغوط الأوروبية على بريطانيا لتسريع خروجها من الاتحاد، بينما أظهر استطلاع للرأي في أسكتلندا رغبة 60 في المئة من الشعب الاستقلال عن المملكة المتحدة. فقد تسبّب عزل كوربين أمس، لبن، بإعلان نصف أعضاء حكومة الظل (عددهم 28) عزمهم الاستقالة. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أن كوربين أقال بن بعدما قام بحض اعضاء في الحزب على الاستقالة في حال رفض كوربين التنحّي عن منصبه. واعلن كوربين انه لا يخشى مذكرة بحجب الثقة، لكن الانتقادات الموجهة اليه ستكون في صلب اجتماع يعقده «العمال» اليوم. وعلى «تويتر»، كتبت وزيرة الصحة في حكومة الظل هيدي ألكسندر: «بقلب مثقل قدمت استقالتي صباح اليوم (أمس) من حكومة الظل»، ونشرت صورة لخطاب الاستقالة الذي قدمته إلى كوربين. وأضافت أن التصويت الذي أجري الخميس وجاءت نتيجته لصالح انسحاب بريطانيا من الاتحاد، ترك البلاد في مواجهة «تحديات غير مسبوقة»، موضحة أن بريطانيا تحتاج إلى معارضة «قادرة على تطوير بديل ذي مصداقية وملهم ليحل مكان الحزب المحافظ الذي يميل بشكل متزايد ناحية اليمين وينظر إلى الوراء». وقالت ألكسندر لكوربين: «بقدر ما أحترمك كرجل مبادئ، لا أعتقد أنك تتمتع بالقدرة على إعداد الردود المطلوبة من جانب الدولة». وستقدم نائبتان عماليتان اليوم مذكرة بحجب الثقة عن كوربين، في خطوة تعكس غضب العديد من البرلمانيين الذين يتهمون زعيم «العمال» بعدم بذل جهود كافية في الحملة من اجل بقاء البلاد في صفوف الاتحاد، ويأخذون بصورة خاصة على كوربين فشله في إقناع ناخبي الحزب من العمال الذين صوت اكثر من ثلثهم (37 في المئة) مع الخروج، مخالفين بذلك خط الحزب. من جهة ثانية، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن مجلس الوزراء سيستمر في عمله لحين اختيار رئيس وزراء جديد. وفي تصريحات لتلفزيون (آي.تي.في) ردا على سؤال حول ما إذا كان وزير المالية جورج أوزبورن سيستمر في منصبه، أوضح: «بالتأكيد سيختار رئيس وزراء جديد مجلسه الوزاري وجميعنا سنبقى في مناصبنا حتى هذه النقطة وبعدها سيتخذ رئيس الوزراء الجديد قراره». في غضون ذلك، ارتفع عدد التوقيعات الإلكترونية على عريضة تطالب الحكومة البريطانية بإجراء استفتاء ثان على عضوية البلاد في الاتحاد إلى نحو 3.1 مليون. وتذكّر العريضة الموجهة إلى البرلمان أنه ينبغي أن تلتزم الحكومة بقاعدة أنه «إذا كانت الأصوات الداعمة للبقاء أو الخروج أقل من 60 في المئة وكان الإقبال أقل من 75 في المئة ، فإن عليها إجراء استفتاء آخر». وكان 52 في المئة صوتوا لصالح الخروج من الاتحاد، من بين 72 في المئة أدلوا بأصواتهم، من إجمالي 46.5 مليون شخص يحق لهم التصويت. وتجدر الإشارة إلى أن البرلمان ملزم «النظر من أجل النقاش» في أي مذكرات تحمل أكثر من 100 ألف توقيع. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن إجراء استفتاء ثان لن يكون ممكناً. بدورها، أعلنت رئيسة الوزراء الأسكتلندية نيكولا ستيرجن ان «المملكة المتحدة التي صوتت أسكتلندا في 2014 للبقاء فيها لم تعد موجودة». وذكرت أنها ستطلب من نواب حزبها في البرلمان المحلي - وهم غالبية - رفض اعطاء موافقتهم التشريعية على الخطوات القانونية التي تمهد لبداية انسحاب بريطانيا من الاتحاد بشكل رسمي وعملي. وشددت على ان تنظيم استفتاء ثان خلال العامين المقبلين لتحديد مستقبل اسكتلندا داخل بريطانيا بات أمرا لا مفر منه. على صعيد متصل، طالب رئيس البرلمان الاوروبي مارتن شولتز الحكومة البريطانية بتقديم طلب الخروج من الاتحاد في موعد اقصاه غداً. وفي مقابلة له مع الصحيفة الألمانية اليومية «بيلد ام زونتاغ»، أوضح: «على الحكومة البريطانية الان تقديم المطلوب منها» مشيرا الى ان الثلاثاء الذي سيشهد التئام القمة الاوروبية في بروكسيل هو يوم مناسب لتقديم طلب الخروج. وتلتقي ممثلة السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني اليوم، وزير الخارجية الأميركي جون كيري في بروكسيل، للتشاور بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد. وأشار مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إلى أن كيري سيؤكد أهمية ألا يحذو أعضاء آخرون في الاتحاد حذو بريطانيا، ما سيضعف الاتحاد بشكل أكبر.

مشاركة :