نيس - أ ف ب - تبدو إنكلترا مرشحة قوية من حيث المنطق والامكانات الفنية، لانهاء مغامرة ايسلندا وكسر حاجز الجليد عندما تلتقيان في نيس اليوم الإثنين، في ختام دور الـ 16. المباراة تحسم في ارض الملعب بطبيعة الحال، وما قدمته ايسلندا المبتدئة في البطولة والذي يعني اسمها «أرض الجليد» يرفع من شأنها لإمكان احداث صدمة قوية في البطولة، لكن شتان ما بين امكانات كرة القدم في إنكلترا وما هي عليه في ايسلندا. فإنكلترا هي مهد اللعبة، والدوري الممتاز يعتبر الأشهر والأكثر انتشارا في العالم ويجذب اهم اللاعبين نظرا لمغريات الشهرة والعروض الخيالية والمنافسات المثيرة (باستثناء بعض الحالات كريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين)، في حين ان الدوري الايسلندي يتشكل بمعظمه من لاعبين هواة. واصطحب مدرب المنتخب الإنكليزي روي هودجسون معه نجوما تألقوا بشكل لافت في الموسم المنصرم، وفي مقدمهم المهاجم جيمي فاردي، الذي قاد ليستر سيتي الى لقب الدوري المحلي للمرة الاولى في تاريخه. وكانت عروض منتخب انكلترا في المباريات الثلاث الأولى في الدور الأول جيدة الى حد ما، بغض النظر عن النتائج وترجمة الكم الهائل من الفرص الى اهداف، فكانت الأفضل امام روسيا في المباراة الاولى قبل ان تتلقى شباكها هدفا في الثواني القاتلة 1-1، ثم حسمت «المعركة البريطانية» الصرفة مع ويلز بهدف مماثل في لحظات حرجة ايضا 2-1، قبل ان تتعادل سلبا مع سلوفاكيا. وتجنب الإنكليز مواجهة اصعب في ثمن النهائي، كما حصل مع آخرين، فاصطدمت إسبانيا بإيطاليا على سبيل المثال، لكن ذلك لم يجنبهم القلق من احتمال تحطم آمالهم امام الايسلنديين. ويواجه هودجسون ضغطا من نوع آخر ايضا، إذ كان رئيس الاتحاد الإنكليزي للعبة غريغ دايك اكد قبل ايام ان مستقبل المدرب رهن بما يقدمه المنتخب في البطولة. وخلف هودجسون (68 عاما) الإيطالي فابيو كابيلو في قيادة المنتخب الإنكليزي في مايو 2012، وهو يرغب بالاستمرار في منصبه اطول فترة ممكنة اقله حتى مونديال 2018 في روسيا. وتعرض هودجسون الى الانتقادات بعد ان اجرى 6 تغييرات في تشكيلته امام سلوفاكيا، فأراح القائد واين روني ودفع بجاك ويلشير بدلا منه، كما اشرك المهاجمين جيمي فاردي ودانيال ستوريدج اساسيين مكان هاري كاين ورحيم سترلينغ اللذين خيبا الآمال في المباراتين الأوليين. وزج ايضا بجوردان هندرسون بدلا من ديلي الي في الوسط، وبناثانيل كلاين وراين برتراند في الجهتين اليمنى واليسرى مكان كايل ووكر وداني روز على التوالي في الدفاع. ودافع هودجسون عن نفسه معتبرا ان ما حققه في الأعوام الأربعة الماضية يتحدث عن ذاته. في المقابل، حقق منتخب ايسلندا نتائج مفاجئة في الدور الاول، فانتزع التعادل من برتغال كريستيانو رونالدو 1-1، ثم كرر الامر ذاته امام المجر 1-1، قبل ان يصدم النمسا، التي حققت نتائج مذهلة في التصفيات، بتسجيل فوز تاريخي عليها 2-1. وتأتي هذه النتائج امتدادا لما كان منتخب ايسلندا حققه في التصفيات، حيث تغلب على احد اعرق المنتخبات الأوروبية وهو المنتخب الهولندي، 2-صفر في ريكيافيك و1-صفر في امستردام، وتسبب بغيابه عن النهائيات. وايسلندا هي احد الضيوف الجدد في النهائيات، وتشارك في أول بطولة كبيرة في تاريخها، وهي البلد الاصغر من حيث عدد السكان الذي يصل الى النهائيات (أقل من 330 ألف نسمة). ويشرف على منتخب ايسلندا المدرب السويدي لارس لاغرباك بالمشاركة مع هيمير هالغريمسون. وتربط هودجسون ولاغرباك (67 عاما) صداقة منذ نحو 40 عاما، فالأول كان مدربا لهالمشتاد السويدي عندما بدأ الثاني مسيرته التدريبية في أواخر السبعينات من القرن الماضي. ويقول لاغرباك عن هودجسون: «انه يعني الكثير لي كشخص لطيف ومدرب جيد معا».
مشاركة :