من أجل علاقات زوجية ناجحة..

  • 6/27/2016
  • 00:00
  • 30
  • 0
  • 0
news-picture

ضمن إطار الثقافات الحديثة التي رسمت أسس الارتقاء بالفرد والمجتمع وإثرائه بأساليب التحضر الاجتماعي والأخلاقي، وقفت قواعد الإصلاح والتوعية لتكون الدواء الذي يحقق من خلاله نجاح العلاقات واستقرار المجتمعات التي تشربت أمتانها بعض المشكلات وقلة الوعي التربوي، حيث أصبحت تلك القواعد على الرغم من أهميتها في حل النزاعات قواعد لا يقبل البعض في المجتمع تبنيها إلى أن أصبحنا في مجتمع لا يقبل الإصلاح ولا يؤمن بالاعتراف بالأخطاء. وبما أن الطلاق في وقتنا الحالي أصبح وسيلة يسيرة للتخلص من مسؤوليات الزواج، أعباء الحياة الأسرية وقواعد العيش في أسرة مترابطة ومتسامحة، فإنه من الضروري أن يرفع مستوى الثقافة لدى الأفراد عن طريق نشر ثقافة التعلم والتثقف بالجوانب الأسرية والزوجية، ومعرفة الحقوق والواجبات التي يجب على كل فرد الالتزام بها، بالإضافة إلى تثقيف الأزواج المقبلين على الزواج بأهمية العلاقة الزوجية وأسس الزواج الناجح للحد من المشكلات الزوجية وظاهرة الطلاق. إن ظاهرة الطلاق قد تفاقمت أكثر في المجتمعات الحديثة، نتيجة لتطور وسائل العيش ووصول المجتمع إلى حالة من الانفساخ الثقافي وسيطرة الكماليات على عقول البشر بحيث أصبحت الهاجس المتغطرس مما أدى إلى تراجع الفكر، إلى أن أصبح الزواج هو السبيل للبذخ والتباهي والتنافس الذي دفع الكثيرين اليوم للبحث عن علاقات تشبع هذه الغريزة، وإذا لم تحقق لهم هذه العلاقة الوضع المعيشي والأحلام المادية المرسومة في مخيلتهم، كان مصير العلاقة الطلاق والفشل. ونرى أن معظم المشاكل التي أججتها ظاهرة البذخ والكماليات والمظاهر كانت أسبابها الرغبة في مواكبة سيل ذلك دون الالتفات إلى أعباء الحياة ومسؤوليات الزواج، بحيث يتم تفضيل الكماليات على أساسيات الحياة. نتيجة لذلك أجد أن الإرشاد والتوعية من أهم الدعائم لبناء علاقات ناجحة سواء كانت علاقات زوجية أو علاقات مجتمعية أخرى، فيأتي هنا دور الأهل أولا عند حدوث أي مشكلة زوجية في احتواء الأمر بإبداء النصيحة التي يكون مضمونها التعقل وموازنة الأمور للحد من تفاقم المشكلة، وإذا لم يساعد ذلك يجب أن يتخذ الأهل موقف الشدة لتحقيق مصلحة الزوجين بإرشادهم وتوعيتهم دون ترك أي مجال لاتخاذ قرار الطلاق لأنه في الحقيقة غير مبني على ضرر فعلي يؤثر في الحياة الزوجية، مع مراعاة المساواة وعدم الانحياز لطرف دون الآخر حتى لا يؤدي إلى تمرد هذا الطرف وشعوره بوجود مساعد لقراراته الخاطئة. وبما أن إصلاح العلاقات وتبني قواعد التوعية والإرشاد من الأمور الصائبة جدا، فقد تبنى المشرع البحريني بقانون أحكام الأسرة هذه الفكرة في المادة (102) حيث نصت على أنه إذا لم يثبت الضرر، واستمر الشقاق بين الزوجين، وتعذر الإصلاح، وجب على القاضي تعيين حكمين من أهل الزوجين إن أمكن، وإلا فممن يتوسم فيهما القدرة على الإصلاح أو ذوي الاختصاص. وهنا يظهر التأكيد على رغبة المشرع في اتباع خطوات الإصلاح عن طريق تعيين محكم من أهل الزوجين أو من أصحاب الاختصاص ليسهم في احتواء المشكلة ومحاولة حلها. العلاقات الناجحة ثمرة الثقافة والعلم، وإن بذرت بذورًا صالحة أثمرت بثمار ناضجة، نتعلم.. ونستشير.. لنرتقي. باحث في الشأن القانوني والاجتماعي Alnayfa.althawadi3@hotmail.com المصدر: لـــنرتقــــي

مشاركة :