عندما وقعت إيران اتفاقها النووي التاريخي مع القوى العالمية، ساد الأمل حينئذ أن تكون إحدى النتائج الإيجابية للاتفاق كبح إيران للتوترات مع الدول العربية، واستعمال نفوذها لحل الأزمات في الشرق الأوسط. وقالت صحيفة فيننشيال تايمز البريطانية إنه بعد ستة أشهر على دخول الاتفاق حيز التنفيذ، تبعث إيران للعالم بإشارات متضاربة، تسلط الضوء على التباينات الحاصلة بين المعتدلين والمتشددين بشأن الإبقاء على الوضع القائم، أو تهدئة العلاقات مع الدول العربية السنية والولايات المتحدة. ولفتت الصحيفة إلى قرار اتخذه وزير الخارجية الإصلاحي محمد جواد ظريف مؤخرا، بتعيين نائب جديد له للشؤون العربية، ما أثار تكهنات بتحقيق المعتدلين نصرا صغيرا، خاصة أن النائب الجديد شخصية أكثر اعتدالا من سابقه. وأضافت الصحيفة أن هذه التكهنات تحطمت على تصريحات لقائد الحرس الثوري الإيراني السيئ السمعة قاسم سليماني، والتي هدد فيها بأعمال مسلحة وإشعال فتنة طائفية. ورأت الصحيفة في تعليقات سليماني رسالة لحكومة حسن روحاني المعتدلة بضرورة عدم الدفع باتجاه مزيد من التغيير في الوضع القائم. ونقلت عن أحد المحللين الإصلاحين قوله، إن تغيير نائب وزير الخارجية هو رمز لتحرك بطيء ناحية وقف التصعيد في ساحة السياسة الإقليمية، وبالتماهي مع الاتفاق النووي الذي لا يمكن تنفيذه بنجاح دون انتهاج سياسة خارجية معتدلة. وأملت الحكومات الغربية أن يؤدي تحسن العلاقات بين شيعة وسنة المنطقة إلى معالجة للأزمات والصراعات المتعددة في الشرق الأوسط. ولفتت الصحيفة إلى أن معتدلي إيران يعتقدون أن حلول المشاكل الإقليمية يمكن أن توجد فقط إذا ما تعاونت طهران وواشنطن خاصة في الصراع السوري.;
مشاركة :