الموت يطرق أبواب منازلنا

  • 6/26/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عندما (يلتزم) شاب يافع على حسب المصطلح الذي نحته قادة جماعات الإسلام السياسي فإن أول الدروس التي يحشى بها رأسه هي المنكرات التي عمت وطمت وكيفية التصدي للعلمانيين والليبراليين الذين وضعوا في قائمة من لدن دعاة التطرف يلقنونها للملتزمين الجدد ويحدثونهم عن التغريب الذي يقود لواءه مجموعة من البشر يجب أن يلعنوا من على المنابر وفي دعاء القنوت فدعاة الموت لا يعنيهم أن يوثقوا رابط المتدين الجديد بالله والتبتل إليه والإكثار من العبادة لأنهم يريدون كادرا حركيا يحقق لهم أجندتهم لا زاهدا في محرابه خاشعا صلواته فهذا لن ينفعهم في شيء فالخطوة الأولى للتجنيد هو خلق مجتمع مسربل بالخطيئة الأمر الذي يدفع الشاب لأن يتقمص دور المؤمنين الأوائل في صدر الإسلام حيث قريش وأصنامها المنصوبة حول الكعبة وغربة المؤمنين الأوائل والتضييق عليهم وتعذيبهم في فيافي مكة لمنعهم من الهجرة إلى دار الخلافة للجهاد تحت رايتها والذي يراه فرض عين لأنه سمع خطيبا ذات ظهيرة يصيح من على منبره بأن العلماء أعلنوا النفير العام حيث لا يسعه عندها أن يتخلف إلا أصبح من المخلفين والمتولين يوم الزحف. ذلك الشاب وهو في موجة غسيل الدماغ التي يديرها دعاة الغلو والتطرف يستحضر كل شخوص تلك المرحلة المكية؛ فيرى أمية بن خلف وأبا جهل يتقمص دورهما في مخيلته من يراهم زنادقة ومرتدين كما قال له المحرضون من على منابرهم وتتراءى له دار الندوة في المؤسسات الإعلامية التي قال عنها الغلاة بأنها تحارب الله ورسوله ويجتمع فيها التغريبيون للكيد للإسلام وأهله كما كان يفعل صناديد قريش في دار الندوة. ومع الشحن المتواصل من منابر الموت تسكن تلك الأفكار عقله وتسيطر على وجدانه وتتحكم بسلوكه ولا يمكن أن يتعايش المؤمن المجاهد معها ويجب عليه أن يلحق بدار الهجرة والجهاد حيث الطهر والفضيلة وتطبيق الشريعة كما طبقها المؤمنون الأوائل على حد زعمه أو كما لقنه دعاة الغلو والتطرف، لذا لن يدع أحدا يحول بينه وبين الهجرة إلى دار الخلافة، وسيتصدى لكل من يحول بينه وبين هذا الواجب الشرعي حتى ولو أدى به الأمر لأن يغرس سكين الغدر في فؤاد والدته لأنها تحول بينه وبين الهجرة إلى الشيطان. القصة أن الشاب أشبع تماما بفكر التطرف من خلال عميلة متواصلة من الذراع السياسي لجماعة «داعش»، الذين يحاولون بضراوة صرف الأنظار عن أي جريمة يقوم بها الشاب الضحية وتشتيت انتباه الناس عن بشاعتها والتصدي للأقلام الوطنية الناقدة لهم من خلال مقولتهم المشهورة «أين أنتم عن الجرائم ضد المسلمين في بورما أو الحشد الشعبي؟» ويأتي لك أحد منظري جماعة الإخوان المسلمين في السعودية وبعد الحادثة البشعة الذي قتل فيها مراهق والدته بأن يتدثر جبة الاعتدال والحكمة ويدعو الأقلام أن تصمت ولا تضع يدها على الجرح ولا تستخدم الحادثة لتصفية حسابات حزبية فحتى الصراخ من الألم يستخسرونه علينا. هذه جزء من قصة المؤدلجين في الأرض في بلدي تركناها تتعاظم حتى قرع الموت غرف نومنا. * كاتب ومحام

مشاركة :