«أحمر».. أحداث ساخنة على إيقاعات هادئة

  • 6/27/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

للعام الثاني على التوالي يجمع الموسم الرمضاني الكاتب علي وجيه والفنان يامن الحجلي، فبعد أن قدما معاً في رمضان الماضي عناية مشددة عادا ليطلا بـأحمر، ليفتحا من خلاله ملفات الفساد، ويقصا عبر أحداثه حكايات عديدة تكاد في معظمها توازي الواقع السوري والعربي الراهن، ولكن من دون الدخول في أتون الحرب. فجاء أحمر عملاً يفيض بالشجاعة وحاملاً للكثير من الحزن والأمل، في حين لم تتمكن سخونة أحداثه من رفع توتر رؤيته الإخراجية التي تمتعت بإيقاعها الهادئ. أحداث أحمر جاءت مطعمة بنكهة بوليسية، ومعرية للمجتمع، بما يحمله من إسقاطات واضحة على الأوضاع الراهنة. جامعة بين الحب وأشكال متعددة من الحرب، لتبدو معها بوصلة الدراما السورية تتجه ناحية الأعمال البوليسية التي تتكاثر فيها الجرائم وتتشابك خيوطها لتفضي في النهاية نحو الفساد وعصابات المافيا. قصة حب بالموت بدأت الحكاية، عشتها وتابعتها يوماً بيوم.. أن تعرف يعني أن تمتلك القوة لوقف شلال الدم الموجع، ولكنها هي الحياة تأخذ منك وتعطيك، عبر تلك الجمل تحاول الفنانة سلاف فواخرجي في أول حلقة من المسلسل أن تلخص بصوتها قصة أحمر المقتبس عن نص روائي وجيه والحجلي. فالأحداث تبدأ من اللحظة التي يقتل فيها القاضي في الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش خالد عبدالله (الفنان عباس النوري) في حارته القديمة، حيث كان ذاهباً إلى بيته القديم، يحمل في جعبته أوراقاً هامة، وأثناء محاولته الهروب يصطدم بصديقه عباس، مدرّس التاريخ، (نجاح سفكوني) حيث يكون هو الآخر عائداً إلى بيته، وبطريقة ما، تدخل أوراق خالد وسط صحف عباس، فيأخذها الأخير إلى مكتبته دون علمه. عملية قتل خالد تجبر حليم، عميد في الأمن الجنائي وصديق خالد وابن حارته، على فتح تحقيق حول الجريمة مع مساعده الرائد عاصي، الذي يعود للحارة، ليطالع ماضياً مسكوتاً عنه، وأحلاماً طوتها السنون والتحوّلات. خلال الأحداث تطل علينا من قلب الحارة نفسها، الإعلامية سماح (الفنانة سلاف فواخرجي)، التي تجتهد في البحث عن حقيقة مقتل خالد التي تشهدها، لتبدأ العمل على كشف ملابسات الجريمة، ما يؤثر كثيراً على قصة حب تعيشها سماح مع المخرج الإذاعي جود (عبد المنعم عمايري)، ليتبين لنا مع مرور الوقت أن خالد وقبل مقتله قد ترك أحلامه المثالية ليتحول إلى قاض فاسد متناغم مع المافيا، ويتضح لاحقاً أنه متورط في الكثير من الحكايات والأسرار. لعبة التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي، لا يزال أحمر هو الأفضل سورياً حتى الآن، حيث أبدى الكثير من مستخدميها إعجابهم بالعمل، الذي وقع ضحية للعبة التسويق ليبدو أن صناعه لم يتقونها هذه المرة، فلم يتمكنوا من إغراق الشاشات العربية إلا بعضها بأحداثه، التي تعود فصولها إلى الوراء لأكثر من نصف قرن، وتمتد نحو أيامنا هذه، لنطالع من خلال الأحداث تقلبات السلطة وتأثيرات الفساد. سينما المؤلف رغم سخونة أحداث أحمر بكل تفاصيلها، إلا أن المخرج جود سعيد الذي يخوض من خلاله أولى تجاربه التلفزيونية، فضل أن يقدم إيقاعاً هادئاً، وبدا كأنه يقترب من سينما المؤلف، التي اعتادها في أفلامه والتي آخرها رجل وثلاث أيام (2016) وبانتظار الخريف (2015) الذي لعبت فيه سلاف فواخرجي دور البطولة، ومطر حمص وغيرها. فضلاً عن ذلك فقد اعتمد في المسلسل على تقنية الفلاش باك، والذي اعتمده أسلوباً جميلاً في رواية الحكاية برمتها، وتبيان ماضي كل شخصية في العمل، بحيث يمكن فهم ماهيتها ودورها في الحياة.

مشاركة :