العقل: عمل الداعشيين جريمة بشعة وفعل مروع لا يعرف التاريخ مثله

  • 6/27/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وصف المحاضر بجامعة القصيم، وإمام وخطيب جامع الجاسر ببريدة، ماجد بن عبدالله العقل، عمل الداعشيين بالجريمة البشعة والفعل المروع. وقال: حين جاءني الخبر المفجع الذي أقدم عليه الأخوان، لاح في ذهني موقف إبراهيم عليه السلام مع أبيه المشرك الذي قيل إنه كان يصنع الأصنام بيده، أي انه كان موغلا في الكفر ورمزاً من رموزه، فما هي ردة فعل إبراهيم عليه السلام حين أُمر بتبليغ دين الله، ونشر الرسالة، تجاه هذا الأب الكافر، الذي ينشر الكفر ويعين عليه، وابدى العقل إعجابه بالمحاورة العجيبة بين إبراهيم عليه السلام وابيه الكافر التي وردت في القرآن، عندما قال الحق سبحانه: ((إذ قال لأبيه يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا * يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا* يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا* يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا*)) واشار إلى ان ابراهيم نادى اباه بالأبوة أربع مرات محاولاً استدرار عطفه، ورحمته، ومذكراً له بقربه منه ونصحه له وشفقته عليه ومحذراً له بأسلوب رقيق من حال الكافرين، ومتبعي الشياطين، فماذا كان جواب أبيه، مع كل هذا الحنو، قال له بغلظة وفظاظة وقسوة: ((قال أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا))، مبيناً أنه لم يدر في خلد إبراهيم عليه السلام أن يقتل اباه ويتخلص منه مع أنه كافر معاند محاد لله، بل قال: ((سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا)). واكد العقل إن هذا الموقف النبوي العظيم ليعظنا ويعطينا درسا ما فهمه هؤلاء الدواعش وأزلامهم، فقد أقدم هؤلاء الأغرار الموتورن على جريمة بشعة يقف له الشعر، ويتقطع من هولها الفؤاد، وإنها والله وصمة عار في جبين الدهر، يتناقلها الأجيال، جيلا بعد جيل، إذ إنه لا يعرف في التاريخ من أقدم على مثل هذا الفعل المروع، تقتل الأم ويطعن الأب حتى الموت وكذا الأخ، لماذا؟ وما السبب؟ وما الدافع؟ إنه الجهل والهوى، وغلبة الشيطان، إنه الفكر العفن إذا تمكن من العقل، إنه فكر الخوارج الذي يبيح قتل المسلمين ويستحل دماءهم، إنه الفكر الذي حذر منه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأمر بقتال أصحابه، لأنه علم بما أطلعه الله عليه من أن نتاج هذا الفكر وخيم وعاقبته أليمه مرعبة. ودعا من يرصد على قريبه فكراً منحرفاً أو فكراً تكفيرياً، أو تعاطفاً مع داعش والقاعدة، بالحزم والعقل وضرورة إبلاغ الجهات المسؤولة وأنت مأجور في ذلك، قبل أن تقع الفاجعة، وتحل الكارثة، حينها لا ينفع الندم، وحتى لا تتكرر الفواجع والكوارث التي تدمي القلوب وتقرح العيون.

مشاركة :