كشفت وزيرة الشؤون القانونية في اليمن الدكتورة نهال العولقي لـ"الوطن"، أن الانقلابيين الحوثيين زادوا وتيرة خروقاتهم للهدنة الإنسانية، لتصل إلى 250 خرقا يوميا، مشيرة إلى أنهم لم يحترموا أي هدنة تم إقرارها بدلالة توسعهم في المساحات التي يحتلونها. تضاعفت وتيرة الخروقات التي يمارسها الانقلابيون الحوثيون وعناصر المخلوع علي عبدالله صالح بحق المدنيين، وتضمنت أساليب خطرة، حيث باتت تستخدم كل أنواع الأسلحة خاصة مع إقرار الهدنة الأخيرة، وتمكنوا نسبة لالتزام قوات التحالف بوقف إطلاق النار من خرق الهدنة والسيطرة على مساحات جديدة وقصف الأبرياء. وباتوا يمارسون العديد من الانتهاكات والتجاوزات بصورة يومية. وأشار عدد من المسؤولين والعسكريين اليمنيين إلى أن الجماعة الانقلابية تسعى دوما لاستغلال فترات الهدنة لتحقيق مكاسب عسكرية تجاوزات متوقعة تقول وزيرة الشؤون القانونية الدكتورة نهال العولقي، إن تزايد الانتهاكات الحوثية لم يفاجئهم في السلطة الشرعية، وتضيف "لسنا مستغربين من خروقات الجماعة الحوثية، وعدم التزامها خلال المشاورات، ونحن نتوقع منهم ذلك وأكثر، وعلى ثقة بأننا حتى إذا توصلنا إلى أي اتفاق، فإنه لن يجد طريقه إلى التنفيذ الفعلي على الأرض، لأنهم يتعاملون بعقلية الميليشيات التي لا تؤمن إلا بلغة السلاح والقوة والعنف والإقصاء، وهذا متوقع، وبعد شهرين من المفاوضات في الكويت اكتشف العالم حقيقتهم، وأدركت منظمات المجتمع الدولي أنهم ليسوا دعاة سلام، ولا يمتلكون أي مشروع سياسي حقيقي ليقدموه، لذا بدؤوا في التخبط وزادت عمليات الاختطافات، وعمليات القتل والاعتقالات والإقصاء، حتى لحلفائهم". وأشارت إلى حدوث اختلافات في مواقف الحوثيين وعناصر حزب المؤتمر الشعبي العام في مفاوضات الكويت، وتابعت "عندما تطرح مسائل في المفاوضات حول الانسحاب، وتسليم السلاح نجد أن وفد حزب المؤتمر الشعبي العام غير معترض عليها، فيما لا يقبل الحوثيون النقاش في هذه المسائل، ويردون مباشرة، بأن الحديث والحوار يجب أن يوجَّه فقط حول تشكيل الحكومة، وبذلك يبحثون عن غطاء سياسي يشرعن وجودهم كسلطة أمر واقع، والخلافات بينهم كبيرة، وتحالفهم بدأ في الانهيار، والخلافات تتسع يوميا، وإن أظهروا عكس ذلك، وهذا متوقع لأن التحالف بينهم من الأساس بني على باطل". نقض العهود قال المتحدث باسم وزارة الدفاع اليمنية العميد الركن سمير الحاج إن خروقات الحوثيين لا تزال تتزايد بشكل مستمر، ولكن الملاحظ في الآونة الأخيرة أن هناك خروقات خطيرة جدا، وأكثر بكثير من السابق، وتشمل محاولات لإعادة احتلال المواقع التي استعادتها القوات الشرعية، وأضاف "هناك خروقات في كل الجبهات، ففي الجوف يحاول الحوثيون التقدم، وفي نهم يحاولون كذلك التسلل، والأمر نفسه يتكرر في محيط قاعدة العند، إضافة إلى خروقات على مدار الساعة في البيضاء، فضلا عما يحدث من مجازر يومية في تعز للمدنيين، وكذلك الهجوم على جبل هال للجهة الغربية من المدينة، واللواء 35 وشارع الثلاثين، لذلك نحن نعيش خلال المرحلة الحالية خروقات فاضحة وكبيرة وخطيرة". وأضاف الحاج أن السبب في ارتفاع نسبة هذه الخروقات وتطورها سببه التزام قوات التحالف العربي باتفاق وقف النار والهدنة، وكذلك التزام الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مقابل ميليشيات لا تحترم أي اتفاقيات ولا عهود، إضافة إلى استغلال فرصة المشاورات في الكويت لمواصلة ومضاعفة اختراقاتهم. من جانب آخر قال المتحدث باسم المقاومة في صنعاء عبدالله الشندقي "منذ دخول الحوثيين صنعاء وحتى اليوم لم نشهد التزاما واحدا لهم في إيقاف النار، بل يستغلون أي هدنة تلتزم بها قوات التحالف وتحاول السيطرة على الأرض والتمدد والتوسع لقواتهم، وهؤلاء لا يلتزمون أبدا، ونبهنا مرارا من غدرهم وخيانتهم، والتفافهم واستغلال المشاورات، سواء في جنيف أو حاليا في الكويت لبسط نفوذهم، وعندما تلتزم المقاومة الشعبية وقوات التحالف بالهدنة تسعى ميليشيات الانقلابيين إلى استغلال ذلك والتقدم وتحقيق انتصارات على الأرض". تزايد الانتهاكات تابعت العولقي "طبعا لدينا لجنة التهدئة والتواصل، وهي ترفع لنا بصورة يومية تقارير بالخروقات التي تشير التقارير إلى أنها تزداد بشكل كبير جدا، قياسا مع بدء المشاورات الأخيرة في الكويت، حيث كانت في البداية قرابة 170 اختراقا والآن تتجاوز 250 اختراقا يوميا، إضافة إلى احتلال مواقع جديدة، وهم مستمرون في تنفيذ مخططهم، ونجد ذلك ديدنهم من أول مشاورات معهم، وهذا أسلوبهم، حيث يواصلون إسقاط القرى والمراكز والمحافظات، وهذا نهجهم وهم لا يعرفون الحوار السياسي وليس في منطقهم أو قاموسهم شيء اسمه حوار سياسي، لأنها ميليشيات تربت على القتل والعنف وسفك الدماء، من أجل الوصول إلى تحقيق أهدافهم، ولا يؤمنون بالطرف الآخر". واستطردت بالقول "ليست لهم نية في التوصل إلى سلام حقيقي، ولا يهمهم الموت الذي يحصل للأطفال والنساء، ولا يكترثون لمشاهد القتل والحصار، ولا قصف الأحياء والمساكن، فهي ميليشيا تخطط لأهدافها الخاصة، دون مراعاة للقيم والاعتبارات الإنسانية، وتسببت في انهيار الاقتصاد اليمني والعملة، التي تتراجع بشكل مخيف، وللأسف الشديد فإن الأمم المتحدة لم تقم بدورها بالشكل المطلوب، والمبعوث الخاص للمنظمة الدولية يتعامل مع الحوثيين بتراخ شديد".
مشاركة :