الـجِــهَــاد بين الـمَــال والـرِّجَـال! | عبد الله منور الجميلي

  • 1/27/2014
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

قبل سنوات نشرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية لقاءً مع أحد السعوديين العائدين من (أفغانستان)!! ومن ذلك الحديث: أنه كان داعية وإمام مسجد في مكة المكرمة له حضوره وطلابه، وفي خِـضَـمّ الغزو السوفييتي لأفغانستان انتشر خطاب الدعوة للجهاد فيها، حتى وصل الأمر ببعضهم إلى القول بوجوبه، فتنادى بعض الشباب وشدّوا الرِّحال إلى هناك في ظِـلّ ما يُـسَـمّــى حينها بالصحوة الدينية! يقول ذلك (الداعية) فاستشكل عليّ الأمر وكان في نفسي منه شيء؛ فقصدت (مدينة عُـنَـيْـزة) للقاء (الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله)، وسألته عن حكم الجهاد في أفغانستان؟ فأجابني: (الحُـكَـم على الشيء فَـرع عن تصوره)!! يُـضِـيف ذاك الرجُـل سافرت إلى أفغانستان، والتقيت مجموعة ممن كانوا يُـعْـرفون بأمراء الجهاد، ومنهم (صبغة الله مجدّدي) الذي أكد لي بأنهم بحاجة للمال، وليس الـرِّجَــــال!! عدت من أفغانستان، (قالها الداعية المَـكّـي) إلى (الشيخ ابن عثيمين) الذي استمع لِــي، بل وسَـجّـل كلامي ومشاهداتي، ثم أفتى بناءً على توصيفي بعدم وجوب الجهاد في أفغانستان!! هذا اللقاء تذكرت تفاصيله والحرب الإعلامية تدور رحاها هذه الأيام بين فريقين حول (الجهاد في سوريا)!! وهنا أترك الأحكام الشرعية لأهل العلم والاختصاص؛ لكن موقف (العلامة ابن عثيمين رحمه الله) تأكيد على أهمية إدراك الـعَـالِــم لمُـقْـتَـضَـى الحَـال، وأنّ القول بالجهاد لا يمكن أن يقول به (واعِـظٌ ما)، ينطق عبر قناة فضائية أو تغريدة في تويتر، وهو بعيد عن أرض الواقع، وخالي الـذّهْــن من تعقيدات السياسة ودهاليزها حتى وإنْ كانت نيته طيبة! ولا يهاجمه (أعني الجِـهَـاد) بعبارات إنشائية عَـاميّـة (إعلاميٌ مَـا) مغموس بالسياسة حتى الـنّـخاع، يطلقها دون إدراك لعواقبها؛ ليِـتَـمَّ توظيفها في الإساءة لديننا ومعتقدنا ووطننا من جهات وقنوات وأصوات معادية!! الأمر أكبر وأخطر من تلك المهاترات، فهناك شباب بريء ربما أصبح وقوداً لصراعات أيدلوجية وحروب بين تيارات فكرية لا ناقة له فيها ولا جَـمَـل! قادتها المزعومون لا يملكون إلا التنظير وإطلاق العبارات الملغومة والدعوات الرنّـانة التي تدغدغ العواطف! لا تذهبوا بعيداً فغداً نكمل الحكاية، ونعرف مصير ذلك الداعية من مكة المكرمة بعد فتوى (الشيخ ابن عثيمين) بعدم وجوب الجهاد في أفغانستان، ألقاكم!! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :