في 11 ثانية، يلخص مخرجو مقاطع الـ«تيك آواي» أفلامهم القصيرة لعرضها في الحاضنة الرئيسة لها «أنستغرام». يعرضون الكثير في هذا العدد المحدود من الثواني، وتلاقي ملخصاتهم عادة انتشاراً واسعاً في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام و«واتساب» على وجه الخصوص. وتُصنع مقاطع الـ«تيك آواي» عادة بدمج أكثر من مقطع فيديو من مواقع التواصل التي تتيح بث المواد المصورة كـ«يوتيوب» و«كيك» و«أنستغرام»، وعادة يكون مشهداً للتعليق على المشهد الذي يسبقه، فيما تمثل دور البطولة إحدى «فتيات الغلاف» ممن يضعن مقاطع خاصة لهن على حساباتهن الشخصية. وتتضمن المقاطع مشاهد لمستخدمين، مشاهد تفحيط وأخرى ساخرة من مسرحيات ومسلسلات خليجية وثالثة من أغان أو حتى قصائد، ويستخدم في الإخراج أكثر من تطبيق للوصول إلى مدة 11 ثانية المسموح بها لرفع المقطع إلى مكان ولادتها الرئيس «أنستغرام». ويكون انتقال المقاطع نحو وسيلة الترويج الأسرع «واتساب» غالباً عبر «قرصنة» الموقع، باستخدام أحد التطبيقات التي تتيح لمستخدمي الهواتف الذكية حفظ مقطع الفيديو في المكتبة الخاصة بالجهاز، بما يسمح للمستخدم إعادة إرسال المقطع إلى من يشاء. ويرى الخبير التربوي عبدالله البشيري من جانبه أن مخرجي مقاطع الـ«تيك آواي» «يتحلون بحس فكاهي مرتفع إلا أن الفراغ يولد لديهم حب جمع مقاطع الفيديو وتركبيها في سياق واحد لتجد انتشاراً واسعاً في مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً بفضل قصر مدتها بحيث يشعر مشاهدو هذه المقاطع بوصول النكتة في شكل سريع ولافت إلا أن كثيرين قد لا يتنبهون إلى أنها قد تسوق أحياناً لظواهر سلبية وأفكار هدامة». ويعتبر البشيري أن مقاطع الفيديو «تعد أسلوباً جيداً لإقحام أفكار معينة تحمل أهدفاً إيجابية أو سلبية، ويكون انتشارها واسعاً وتملك صدى كبيراً»، مضيفاً أن مفاعيل رسائل الفيديو «قد لا تتوقف والحال هذه، على إثارة الضحك فقط، بل قد تولد خبرات تراكمية عن ظواهر معينة سلبية كانت أو إيجابية في اللاوعي، يصبح مرورها لدى أفراد المجتمع سلساً ومرناً». ويضيف أن «أساليب الترويج لبعض الأفكار السلبية متعددة، وهي شبيهة بالمقاطع الرائجة حالياً، إذ يروج الآن مثلاً لقصص طريفة يكون أبطالها ذوي سمات ذميمة، مثل المدمنين على الحشيش أو شراب الكحول، وهذا يطبع نظرة المجتمع تجاه هذه السلوكيات السلبية».
مشاركة :