زعيم «العمال» البريطاني يرفض التنحّي والاستقالات الجماعية في الحزب تتوالى - خارجيات

  • 6/27/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عواصم - وكالات - رفض زعيم «حزب العمال» البريطاني جبريمي كوربين الاستقالة، رغم تواصل الضغوط عليه لتنحيته، فيما بدأ صبر الاتحاد الأوروبي ينفد، وهو يطالب لندن بتسريع آلية الانفصال عنه، عقب الاستفتاء البريطاني القاضي بمغادرته، في وقت وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى بروكسيل والتقى الأمين العام للحلف الاطلسي ينس شتولتنبرغ، في جولة تتضمن لقاءه قادة اوروبيين للوقوف على تداعيات مغادرة لندن الاتحاد. وواصل أعضاء من «العمال» في مجلس العموم أمس، تقديم استقالاتهم، لينضموا إلى 11 وزيراً في حكومة الظل التابعة للحزب، استقالوا عقب قرار البلاد الانسحاب من الاتحاد، بسبب ما اعتبروه فشل كوربين في إقناع قواعد «العمال» بالتصويت على البقاء. وقالت الناطقة باسم الحزب للشؤون المدنية آنا تورلي، في خطاب استقالتها الذي نشرته على «تويتر»، مخاطبة كوربين: «لا أعتقد أن حزب العمال بقيادتك في حالة جيدة أو سيكون في حالة جيدة للتوجه إلى الجماهير في الانتخابات ويطالبهم بأن يفوّضونا لنخدمهم في الحكومة». ورفض كوربين الاستقالة، وأعلن أنّه سيترشح مرة ثانية في أي انتخابات لاختيار قيادة جديدة، إذا سرت حالة من الاضطراب داخل الحزب. وأكمل في بيان: «يؤسفني حصول استقالات من حكومة الظل التي أرأسها. ولكني لا اريد ان اخون ثقة اولئك الذين صوتوا لي، ولا ثقة ملايين الاشخاص في سائر انحاء البلاد الذين هم بحاجة لأن يمثّلهم حزب العمال». وتحدى زعيم الحزب من يطالبونه بالاستقالة بأن يترشحوا ضده في الانتخابات الحزبية المقبلة، مضيفاً: «اولئك الذين يريدون تغيير قيادة الحزب عليهم ان يترشحوا الى انتخابات ديموقراطية سأكون فيها مرشحا». وأفاد بتعيينه عددا من المسؤولين ليحلوا محل من قدموا استقالاتهم وترقيته أعضاء من الدائرة المقربة من أنصاره اليساريين ليتولوا أدواراً بارزة في مجالي الدفاع والسياسة الخارجية. بدوره، أكد زعيم معسكر الخروج من الاتحاد بوريس جونسون، ان الخروج يجب ان يتم «من دون تسرع» وحاول طمأنة البريطانيين المقيمين في الخارج ومواطني الاتحاد في المملكة المتحدة. ودعا، في مقال نشرته صحيفة «دايلي تلغراف» مؤيدي الخروج الى «بناء جسور» مع الذين صوتوا من اجل بقاء البلاد في الاتحاد الاوروبي بعد الانقسام الشديد الذي احدثته نتيجة الاستفتاء، اضافة الى امكان استقلال أسكوتلندا. وكتب ان «التغيير الوحيد، والذي لن يتم بتسرع، هو ان بريطانيا ستخرج من النظام التشريعي المعقد وغير الشفاف في الاتحاد الاوروبي». وتابع جونسون رئيس بلدية لندن السابق والاوفر حظا لخلافة زعيم «حزب المحافظين» ديفيد كاميرون: «الاوربيون المقيمون في هذا البلد ستظل حقوقهم محفوظة بالكامل، والامر ينطبق على البريطانيين المقيمين في الاتحاد الاوروبي». اضاف: «سيظل في إمكان البريطانيين التوجه الى الاتحاد». في غضون ذلك، أجرى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل محادثة هاتفية استمرت 30 دقيقة، اتفق الاثنان خلالها في شكل تام على استراتيجية للتعامل مع الوضع في أعقاب التصويت على خروج بريطانيا من الاتحاد. وذكر مساعد للرئيس الفرنسي أنه رغم الإشارات المتضاربة من برلين وباريس في شأن خروج بريطانيا من الاتحاد «فإن الإثنين أشارا إلى اتفاق تام على كيفية التعامل مع الموقف الذي سبّبه الاستفتاء البريطاني» و«ناقشا الحاجة إلى التحرك سريعا بشأن عدد من الأولويات المحددة، وعبّرا عن أملهما في الوضوح التام، لتجنّب الغموض». كما دعا وزيرا خارجية ألمانيا وفرنسا فرانك فالتر شتاينماير وجان مارك آيرولت في وثيقة مشتركة ، في برلين، الى تعزيز التكامل «السياسي» في اوروبا، ردا على خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. وقال شتاينماير وآيرولت في الوثيقة التي نشرت على موقع وزارة الخارجية الالمانية: «سنحقق تقدما جديدا باتجاه وحدة سياسية في اوروبا وندعو الدول الاوروبية الاخرى الى الانضمام الينا في هذه العملية». بدوره، اوضح رئيس الوزراء الفرنسي السابق آلان جوبيه، الذي يحتمل أن يكون رئيس فرنسا القادم، أن أوروبا تحتاج إلى إعادة تشكيل، وفقا لخطة جديدة، يمكن أن تطرح لاستفتاء على مستوى الاتحاد الأوروبي، في وقت لاحق، لكن إجراء استفتاء في فرنسا قبل ذلك سيكون تصرفا «غير مسؤول تماما». وفي حديث إلى صحيفة «لو موند»، أضاف: «إجراء استفتاء في فرنسا في هذه المرحلة سيكون تصرفا غير مسؤول على الإطلاق». وفي براغ، التقى وزير الخارجية التشيكي لوبومير زاوراليك وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبولندا والمجر وسلوفاكيا في اجتماع أزمة لمناقشة مستقبل الاتحاد. وقال زاوراليك: «توافقنا على ضرورة بدء نقاش حول مستقبل الاتحاد الأوروبي على منصة تشمل كل الدول الأعضاء السبع والعشرين». وذكر زاوراليك أن الاتحاد «ضرورة حياتية» بالنسبة لبلاده، مضيفاً: «الرد الخطأ سيكون اندماج متعجل. الرد الخطأ سيكون أيضا التصرف كما لو أن شيئا لم يحدث... هذا ليس وقت ممارسة المهام الاعتيادية». ودعا وزراء الخارجية الستة خلال اجتماعهم الحكومة البريطانية إلى بدء مفاوضات الخروج من الاتحاد قريبا. وقال: «على بريطانيا اتخاذ الخطوات الضرورية حتى يمكن بدء المفاوضات».

مشاركة :