العلم ينتصر على «فيروس سي»

  • 6/28/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يتميز الكبد بكبر حجمه عن بقية أعضاء الجسم، ويعدّ أكبر الأعضاء على الإطلاق داخل جسم الإنسان، كما أنه أكثرها أهمية وملاءمة للوظائف والمهام التي يقوم بها والتي سنذكرها فيما بعد، ويقع الكبد أسفل القفص الصدري من الجهة اليمنى ومن الواجهة الأمامية وهناك قسمان للكَبِد يُسميان بالفصين الأيمن والأيسر، ويبلغ وزن الكبد في الإنسان السليم البالغ، عند الرجال (1.6:1.4) كيلوغرام، وعند السيدات (1.4:1.2) كيلو غرام، ومرض التهاب الكبد من أخطر الأمراض على صحة الإنسان وأشدها فتكاً، نظراً لوظائفه التي لا غنى عنها، وهناك الكثير من الأمراض التي تصيب الكبد، ومنها سرطان الكبد، والكبد الوبائي، وتليّف الكبد، وغيرها من الأمراض التي تقضي على حياة الأشخاص المصابين، والخطر يزداد إذا تأخّر المصاب في اكتشاف المرض، والتهابات الكبد من أكثر الأمراض انتشاراً بين الناس، وهو يجعل الكبد عاجزا عن القيام بوظائفه. يقوم الكبد بتصفية الدَّم من السموم عن طريق تنظيف الأطعمة والمشروبات التي يتناولها الإنسان الملأى بالملوثات، ويعمل على امتصاص الفيتامينات والحديد والأملاح المعدنية، ويقوم بتخزينها إلى أن يحتاج إليها الجسم، ويقوم الكبد أيضاً بتخزين الجلكوز (السكر) اللازم للحصول على طاقة الجسم، وتنظيمه في الدم، ويقوم الكبد بتحليل المركّبات المعقدة التي يصعب فهمها مثل الأدوية والكحول، وهو مصنع البروتينات اللازمة لبناء الجسم والمحافظة على نموه وحيويته، ويقوم بالدفاع عن الجسم ضد الجراثيم والميكروبات، ويفرز الكبد العصارة الصفراء المسؤولة عن هضم وامتصاص الطعام، ويقوم بنقلها إلى الأمعاء. وحسب آخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية، أوضح أن ما يتراوح بين 130 و150 مليون شخص على مستوى العالم يعانون الإصابة بالتهاب الكبد C، وإنه يموت ما يقرب نصف مليون شخص سنوياً بسبب أمراض الكبد المرتبطة بالتهاب الكبد C الفيروسي. وينقسم الالتهاب الكبدي إلى عدة أنواع وهي: التهاب الكبد الوبائي A ويسببــــــــه الفيروس - (HAV) التــــهـاب الكبـــد الوبائيB يسببه الفيروس - (HBV) التهاب الكبد الوبائي C ويسببه الفيروس - (HCV) التهاب الكبد الوبائي D يسببه الفيروس - (HDV) التهاب الكبد الوبائي E ويسببه الفيروس (HEV) - التهاب الكبد الوبائي G يسببه الفيروس - (HGV) التهاب الكبد المناعي الذاتي الناتج عن أمراض الجهاز المناعي، والذي تهاجم فيه خلايا الجسم المناعية خلايا الجسم الطبيعية ومنها خلايا الكبد مسببة المرض أو التهاب الكبد التسممي الناتج عن التسمم بالمواد الكيماوية أو بالأدوية أو التهاب الكبد الناتج عن الإصابة بالبلهارسيا أو التهاب الكبد الناتج عن وجود خراج الكبد بسبب الإصابة بالبكتيريا أو الفيروسات أو كدمة قوية للكبد أو التهاب الكبد الناتج عن إدمان الخمر ويسمى داء الكبد الكُحولي، ويشفى المريض إذا أقلع عن تناول الكحول، أما إذا استمر فيُصاب الكَبِد بالتوَرم ويؤدي إلى الفَشل الكبدي أو التهاب الكبد الناتج عن تراكم الدهن بالكَبد ويسمى داء الكَبد الدهنية، ويؤدى إلى الفَشل الكبدي في الحالات الشديدَة، والأفراد المصابون بداء السكري أو السمنة المفرطة أو من لديهم ارتفاع عالي في مستوى الكوليسترول هم المعرضون للإصابة بداء الكبد الدهنية. من أحد الأسباب التي تؤدي إلى حدوث مرض الالتهاب الكبدي هي العلاقات خارج الإطار الشرعي، ومن الأسباب الأخرى الاضطرابات في مناعة الجسم، وتعاطي كميّات كبيرة من الأدوية لها آثار جانبية في الكبد تؤدي إلى تضرره، وتأتي الإصابة أيضاً بالمرض عن طريق العدوى وانتقال الفيروس من أحد المصابين، أو عن طريق استخدام الأدوات والملابس الملوثة بالفيروس التي تخص المرضى، أو تناول الأطعمة والمشروبات الخاصة بهم، كما أن الأغذية والأطعمة المنتهية صلاحيتها أو المكشوفة والمعرضة للتلوث تسبب المرض، وبعض الأدوية تتلف الكبد، أو الزيادة في تناول جرعات بعض الأدوية تؤثّر أيضاً فيه. وأحد أهم أسباب انتقال الفيروس يتم أثناء أخذ عيّنات من دم المصاب بمرض الكبد، أو ملامسة دم وسوائل وجسيمات مصابة بالعدوى، وكثيراً من الأبرياء أصيبوا بهذه الطريقة عند استعمال الأدوات الطبية بعد أحد المصابين مثل أدوات الغسل الكلوي أو عمل إشعاعات بالصبغة، أو غيرها من الأدوات الطبية التي يستعملها المصاب وتتلوث بدمه، ومن المواد التي لها تأثير كبير ومضر في الكبد احتساء الخمور والمواد الكحولية، وأيضاً السفر إلى بلاد ينتشر فيها المرض وتصبح العدوى فيه مؤكدة بنسب عالية جداً، مثل دول آسيا وإفريقيا ووسط وجنوب الولايات المتحدة، وينتقل المرض أثناء الولادة من الأم إلى طفلها، وعن طريق الطعام والماء المُلوثين بالبراز، أو استعمال إبر غير معقمة. أحد الأعراض الرئيسة هو اليرقان، وهو عبارة عن حدوث اصفرار في الجلد والعينين، بسبب تراكم مادة (البيليروبين) وهي صفراء اللون، ومن الأعراض الشائعة الشعور بألم وانتفاخ في البطن وبِثقل في أعلاها، وهو دليل على تجمّع السوائل بها وتراكم السوائل في البطن غالباً عند الإصابة بالفيروس C ، ويصاحبه ارتفاع في درجة حرارة جسم المريض بصفة دائمة، ويعاني مريض الكبد عدم الرغبة في تناول الطعام ونَقص الشهية، ما يؤدّي إلى انخفاض في وزنه، ويشعر المريض بالإعياء والإرهاق على أقل مجهود وبصفة مستمرة. ومن أعراض مرض الكبد أيضاً الإسهال، والحمى، والشعور المستمر بالرغبة في التقيؤ والغثيان، ومشاكل قلبية، حكة في الجلد بالأطراف العلوية والسفلية، والإصابة بالصداع، زيادة في حجم الثدي لدى الذكور، وتورم في الأطراف السفلية، والإسهال مع (تغير لون البراز للون الرمادي) شائع عند الإصابة بفيروس A، وألم المفاصل وأسفل الظهر شائع عند الإصابة بالفيروس B، ومن الأعراض: الفشل في وظائف الكبد، والإصابة بسرطان الكبد، ثم الإصابة بتليف الكبد. وأحياناً لا تظهر الأعراض عند بعض المرضى في حاله الإصابة بفيروس B أو C، ما يؤدي للفشل الكبدي وحدوث تليف، ثم ظهور أعراض وعلامات الإصابة. ونتيجة لخطورة هذا المرض على صحة الإنسان يجب أن نراعي بعض الخطوات الوقائية ونتخذ من الوقاية طريقاً سهلاً وبسيطاً قد يجنب الإنسان مشاكل صحية كثيرة، ومنها على سبيل المثال: أن نحفظ الأدوية بعيداً عن متناول أيدي الأطفال حتى لا يتناولوها وهم في سن لا يتحمل كبدهم الصغير معالجتها، ويمكن أن تسبب ضرراً بالغاً، وأيضاً عدم تناول الأدوية إلا من خلال وصفة الطبيب واستشارته، بعضهم يقوم بتناول بعض المضادات الحيوية من دون وصف الطبيب أو يضاعف الجرعات من بعض الأدوية مثل (البارسيتامول، والأسبرين) ظنا منه أنها ستعجل من شفائه، وهذا خطأ كبير لأنها عبء على الكبد وتسبب له أضراراً بالغة. كما أن التساهل والإهمال في علاج التهابات الكبد يكون لها تأثير سلبي، وعلى المريض علاج أي التهابات مهما ظن أنها بسيطة، وأيضاً عدم استقبال الدم إلا من جهات مضمونه، وعدم استخدام شفرات الحلاقة سبق للآخرين استخدامها أو أدواتهم ومناشفهم، ودائماً اطلب من الحلاق استخدام شفرات جديدة، ورغم أن بعض الحلاقين يستخدم محلولاً لتطهير الأدوات، ولكنها لا تقضي على الفيروس ما يسهل الأمر للعدوى، وننصح من يتعاملون مع المرضى كالأطباء والتمريض، والمسعفين، والأقارب، أن يأخذوا الحذر الشديد، وتناول التطعيمات المناسبة. اختبار الدم يخبرنا على الفور إذا كان المريضُ مُصاباً بالتهاب الكَبِد أم لا، وليس هناك ضرورة أو حاجة للعلاج في الأنواع الخفيفة من التهاب الكَبِد، لأن الجسم والجهاز المناعي قادران على التغلب على هذه الفيروسات، والعلاج بالأدوية يكون غالباً في الحالات الأكثَر شِدةً، كما كان لزمن قريب ليس هناك علاجٌ ناجع ولا شافٍ لتلكَ الأنواع من التهاب الكَبِد. وكان الهدفُ الأساسي هو إبطاء تليف الكبد وعدم قدرته على أداء مهامه عن طريق إبطاء نشاط الفيروس، والآن ظهرت بعض الأدوية والأمصال التي يمكن أن تقضي على الفيروس وتعالج المرضى بنسب عالية جداً، وتم اختبار هذه الأدوية وأثبتت فاعليتها، وجار استخدمها في بعض الدول، وهنالك برنامج زمني لهذه الأدوية ويتم بعد كل جرعة عمل تحاليل لمعرفة النتائج والاستمرار، أو تغيير الأنواع كما توجدُ لقاحات للوقاية من التهاب الكبد A و B. أنواع الإصابات الفيروسية المسببة لالتهابات الكبد الوبائية: التهاب الكبد الوبائي A: وكان يعرف في الماضي بالتهاب الكبد المعدي، وينتقل من خلال الطعام الملوث بالفيروس أو الماء، ويصبح الأشخاص الموجودون في محيط الفرد المصاب معرضين للإصابة بالفيروس عندما يتعرضون لأدواته أو فضلاته، وينتقل إليهم دم ملوث منه، ولا يحدث هذا الفيروس التهابات مزمنة، والكثير من المصابين بهذا الفيروس لا تظهر عليهم أعراض المرض ويتعافون منه، وتبلغ فتره حضانة هذا الفيروس داخل جسم الإنسان 30 يوماً تقريباً، ولا يوجد علاج محدد لهذا الفيروس، ويلزم المريض الراحة البدنية، ومنع الأطعمة الدهنية، والحد من الأدوية التي تم تحليلها في الكبد لتقليل العبء الواقع عليه، وإعطاء المريض السكريات والأطعمة الخفيفة والسوائل الصافية، الشوربات الخالية من الدهون واللحوم، ومنع الكحول. التهاب الكبد الوبائي B: يطلق عليه التهاب الكبد المصلي لأنه ينتقل عن طريق أمصال الدم والحقن الملوثة بفيروس B، وتظهر على الأشخاص المصابين أعراض المرض، ويحتاج إلى فترة علاج طويلة تستمر لعدة شهور، وأكثر طرق انتقال هذا الفيروس تتم عن طريق الحقن الملوثة بالفيروس، ونقل الدم الملوث، ومعاشرة مع شخص مصاب بالفيروس، والعلاقات المحرمة (خارج الإطار الشرعي)، وتبلغ فترة حضانة هذا المرض 60 يوماً تقريباً. التهاب الكبد الوبائي C: ويعد هذا الفيروس من أخطر الأنواع فتكاً وتدميراً للكبد، وفي الأغلب ينتقل عن طريق نقل الدم الملوث أو استخدام حقن ملوثة بهذا الفيروس، وأيضاً العلاقات المحرمة، وتبلغ مدة علاجه فترة طويلة وتستخدم فيها أدوية مكلفة، وتبلغ فترة حضانة هذا المرض 50 يوماً تقريباً. التهاب الكبد الوبائي D: يتشابه كثيراً مع التهاب الكبد الوبائي B في معظم الأعراض، وطرق العدوى والانتقال، وفترة حضانة الفيروس تتراوح من بين 35- 40 يوماً تقريباً. التهاب الكبد الوبائي E: طرق انتقاله تشبه طرق انتقال التهاب الكبد الوبائي A، وقد يحدث أصلاً نتيجة للإصابة بالفيروس A سابقاً، وتأخذ فترة حضانة هذا الفيروس 42 يوماً تقريباً. التهاب الكبد الوبائي G: وهذا الفيروس اكتشف حديثاً وله علاقة وثيقة بالتهاب الكبد الوبائي C، ويحتمل أن يكون نتيجة للإصابة السابقة بفيروس C، وقد يكون المريض حاملاً لكلا النوعين معاً من فيروس C و G، وطرق انتقاله مماثلة تماماً لفيروس C، إضافة إلى إمكانية انتقال الفيروس من الأم المصابة إلى طفلها أثناء عملية الولادة، وما زال هناك جدل دائر حول إمكانية إذا ما كان الفيروس ينتقل عن طريق الرضاعة. علاج التهاب الكبد الوبائي B و D و C و G: بالطبع لا يوجد علاج محدد للحالات الحادة وأما في حالة الالتهاب المزمن يتم إعطاء مضادات الالتهاب ومضادات الفيروسات، والانترفيرون ومعالجة الأعراض والعلامات، والكثير من طرق العلاج التي ظهرت حديثاً وأثبتت فعاليتها، وهي تختلف من دولة إلى أخرى حسب الحالات والأدوية الواجبة والعقاقير المعاونة، وهذا يتم بعد تشخيص الحالة من قبل الفريق الطبي المتخصص والمتابع للحالة، حتى لا تحدث انتكاسات أو أضرار أخرى، وقد أثبتت بعد الأدوية الجديدة فعاليتها وبلغت نسبة الشفاء درجات عالية جداً، وهناك بعض المرضى الذين تم شفاؤهم تماماً، وظهرت نتيجة التحاليل سلبية، وأيضاً ينصح الأطباء اتباع النصائح المذكورة في علاج المريض المصاب بالفيروس A. ويُعالج كل من داء الكَبِد الكحولي وداء الكَبد الدهني بتغيير أسلوب الحياة وبالأدوية، فعلاج داء الكَبِد الكحولي بتجنب الكُحول والمسكرات، وبعلاج داء الكَبد الدهنية باتباع برنامج للتمارين الرياضية المنتظمة، والامتثال لنظام غذائي صارم والذي يساعد على تقليل سكر الدم، وأيضاً السعي إلى تخسيس الوَزن، كما يُمكن استخدام الأدوية باستشارة الطبيب عند الإصابة بمُضاعفات تلف الكبد. دائماً ما يكون الاكتشاف المبكر للمرض في مصلحة المريض، وغالباً ما يمكن التعافي منه والشفاء بدرجات متفاوتة، أو على الأقل تقليل مخاطر المرض وتحجيمه قدر الإمكان، وأيضاً يمكن ألا يكون العلاج ناجعاً ولا فعالاً عند كثير من المصابين، وتظهر عليهم المضاعفات التالية والتي تختلف من نوع لآخر، ومن مريض لآخر حسب حالته ومقاومته للمرض وطرق العلاج وتشمل: التهاب الكبد الوبائي A: وهذا النوع من الفيروس لا توجد له مضاعفات في معظمه، والخوف أن يتطور الفيروس عند بعض الأشخاص ليصابوا بالتهاب الكبد الوبائي المزمن والتليف. التهاب الكبد الوبائي B: الكثير من المرضى بهذا الفيروس يتعافون من دون مضاعفات، ولكن قد يصابون بأورام الكبد أو يمكن أن يحدث التهابات تلقائية للغشاء البيريتوني المغلف لمحتويات البطن. التهاب الكبد الوبائي:D, C, E, G ويصاب المريض بالتهاب الكبد المزمن والذي يؤدي إلى تليفه.

مشاركة :