سيدة في الثمانينات تقود دراجة هوائية

  • 6/28/2016
  • 00:00
  • 46
  • 0
  • 0
news-picture

تبلغ من العمر 86 سنة، أُصيبت بكسر في يدها، ذهبت إلى أحد المستشفيات في مدينة اتوى بكندا، قابلت الدكتور الذي أخبرها أن هناك كسرا بسيطا في يدها، وأن تجبيرا لليد سينهي المشكلة خلال أسابيع، دون الحاجة إلى عملية جراحية، بدأت السيدة في البكاء، تعجب الدكتور من موقفها، وسألها عن السبب فردت بالقول إن ذلك سيمنعها من العودة السريعة إلى برنامجها اليومي، سألها الدكتور، وما هو برنامجك اليومي؟ فأجابت قيادة الدراجة الهوائية، حيث أقود دراجتي مسافة 70 إلى 90 كيلومترا اسبوعيا، السيدة أصرت على إجراء عملية جراحية في يدها بدلا من التجبير، من أجل العودة إلى برنامجها سريعا، حتى لو تطلب الأمر إجراء عملية جراحية، إذا سيدة ثمانينية تمارس قيادة الدراجة يوميا وترفض التخلي عن هذا البرنامج، بل كانت تبكي لإحساسها أنها ستتوقف عن ممارسة ذلك البرنامج، وهذا ينقلنا إلى واقعنا المحلي، ففي مجتمعاتنا ما أن يصل الغالبية إلى هذا العمر، وإذا به شبه متوقف عن الحركة، إضافة إلى إصابته بأحد الأمراض المزمنة، فنراه مصابا بالضغط أو السكري أو ارتفاع الكلسترول أو مشاكل بالرُكب أو الظهر تعيقه عن الحركة وغير ذلك من الأمراض، فلماذا يا ترى؟ تلك القصة نقلها الدكتور حسين اليوسف استشاري عظام يعمل بأحد مستشفيات كندا، مبتعث من الدولة للتخصص في مجال دقيق للعظام، ويضيف الدكتور اليوسف، إن هذه الحالة ليست الأولى التي تمر عليه في المستشفى، فهناك حالات مماثلة عديدة، وأشار إلى أن زوج إحدى الطبيبات التي تعمل بالمستشفى يسير في اليوم الواحد سبعين كيلومترا بالدراجة الهوائية، وأنها ترافقه في بعض الفترات، وأحيانا ترافقهما ابنتهما، ويضيف أنه للوصول للعمل بالمستشفى يستخدم الكثير من الأطباء الدراجة الهوائية بدلا من السيارات أو القطارات، فالدراجة وسيلة نقل حتى لكبار الأطباء والاستشاريين. البعض ربما يسعى إلى تبرير عدم الحركة أو قيادة الدراجة في بلادنا إلى الجو بالدرجة الأولى، وان الجو في الغرب مناسب لمثل هذه البرامج، ومع صحة هذه المقولة بشكل نسبي، إلا أن الإشكالات المناخية يجب أن لا تكون عائقا رئيسيا، فالحرارة في مدينة أتوى تحديدا تصل إلى 40 درجة تحت الصفر، مقارنة بجونا الحار، إلا أن الناس تستمر في ممارسة هوايتها وتنقلها مشيا أو باستخدام الدراجة، دون أن يعيقها أي عائق، إلا عائق إقفال الشوارع بسبب الثلوج، أما الانخفاض الشديد في درجة الحرارة فلم يكن في يوم من الأيام عائقا لهم، فما أن يتم تنظيف الشوارع بشكل جزئي حتى يعودوا إلى ممارساتهم مرة أخرى، إذا فالمسألة مسألة ثقافة لم تنتشر في نفوسنا كمجتمع لأسباب عدة، أظن أن من أبرزها عدم الإحساس بأهمية تلك الحركة والنشاط وعدم وجود إرادة قوية تدفعنا لذلك. ختاما من حقنا أن نتساءل متى يمكن أن تنتقل هذه العادة الحسنة إلى مجتمعنا، فنحن كنا وما زلنا نتابع ونقلد تقريبا كل ما يطرحه الغرب من أمور مختلفة، وهذه العادة تظل في المجمل مقبولة لدى كافة المواطنين، بل كنا إلى عقود خلت نستخدمها، فهل نعود إليها مجددا من أجل صحتنا بالدرجة الأولى ومن أجل أمور أخرى عديدة؟

مشاركة :