دعا رئيس الحكومة المغربية زعيم «العدالة والتنمية» عبد الإله بن كيران إلى تشكيل جبهة سياسية ضد ما وصفه بسياسة «التحكم» التي تنساق البلاد نحوها. وقال بن كيران أمام شباب حزبه إن كل الفاعليات السياسية والأحزاب التاريخية معنية بهذه الدعوة، في إشارة إلى انجذاب حزب الاستقلال المعارض، إلى مناهضة «التحكم» الذي يشمل ترسيم وضع الخرائط الحزبية خارج إرادة الناخبين وفق مصادر عدة. وحذر بن كيران من مخاطر تعليب العمل الحزبي، قائلاً: «إذا كنا نريد أحزاباً طوع البنان، يأتي إليها الناس بالغواية والإغراء بحثاً عن المكاسب والمناصب، وتسلب الناس أموالهم ظلماً وعدواناً بالترهيب والتخويف والابتزاز، فإننا نحفر قبورنا بأيدينا». وحدد مظاهر التحكم في «وجود جناح سلطوي داخل الدولة»، قائلاً إن الذين يمثلونه معروفون والذين يحمونهم معروفون» في إشارة إلى من يعتبرهم «العدالة والتنمية» داعمي حزب «الأصالة والمعاصرة». وشرح ذلك بالقول: «نحن ندافع عن النظام لأنه ملك المغاربة جميعاً وليس محمد السادس». وتحدث عن أولئك الذين يستفيدون من قربهم إلى الملك ويريدون التحكم في الأحزاب السياسية، بأنهم «مخطئون» متسائلاً: «طالما يوجد إجماع على الملك، فأين يكمن مشكل منح الأحزاب السياسية كامل استقلاليتها؟». وانضم «الاستقلال» بزعامة حميد شباط إلى التحالف مع من وصفهم بـ»الأحزاب الوطنية». وقال النائب عبد الله البقالي عضو اللجنة التنفيذية للحزب إن «التحالف الحقيقي لحزبه هو ما يجمع أحزاب الكتلة الديموقراطية والعدالة والتنمية». ورأى مراقبون في احتمالات اصطفاف «الاستقلال» إلى جانب كل من «العدالة والتنمية» و»التقدم والاشتراكية» في صف مواجهة غريمهم «الأصالة والمصالحة»، سينحو بالصراع السياسي نحو أفق مغاير، أقله أن معالم التحالفات بدت منذ الآن وأخرجت هذا الحزب من احتمالات الانضمام إلى تحالف «الكبار» في الحكومة أو المعارضة على حد سواء.
مشاركة :