كشفت النشرة الإحصائية السنوية لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، التي صدرت أخيرا، أن متوسط إنتاج دول أوبك من النفط الخام ارتفع في عام 2015 بنسبة 3 في المائة مقارنة بعام 2014، حيث شهدت دول "أوبك" تسجيل الزيادة الأولى في الإنتاج بعد عامين من التراجع مشيرة إلى أنه في عام 2015 كانت الدول الثلاث الأولى المنتجة للنفط الخام حول العالم هي: السعودية ثم روسيا ثم الولايات المتحدة، مؤكدة أن المملكة العربية السعودية أزاحت روسيا عن المرتبة الأولى للمرة الأولى منذ عام 2005. وأوضحت النشرة أن العام الماضي 2015 شهد تسجيل ارتفاع في إنتاج النفط الخام في العالم بنسبة 1.75 مليون برميل يوميا، أو ما يوازى 2.4 في المائة، وذلك مقارنة بعام 2014، وهو ما يعد ثاني أعلى زيادة في غضون السنوات العشر الماضية. وذكرت النشرة أنه من بين الدول المنتجة غير الأعضاء في منظمة أوبك سجلت الولايات المتحدة أكبر زيادة سنوية بمعدل نمو 8.3 في المائة وهو أعلى مستوى إنتاج منذ أوائل السبعينيات من القرن الماضي. وأشارت النشرة أن إنتاج النفط الخام خلال 2015 ارتفع أيضا في المملكة المتحدة، الذي شهد نموا بنحو 13.4 في المائة لأول مرة منذ عام 1999 وبالمثل، نجحت النرويج في تغيير المسار بعد تراجع الإنتاج في عام 2014، إلا أنه تحول إلى الارتفاع في 2015 وسجل نموا بنسبة 3.7 في المائة. وأضافت النشرة أنه في عام 2015، انخفضت عائدات تصدير النفط في دول "أوبك" بنسبة 45.8 في المائة مقارنة بـ 2014- لتسجل 2.518 مليار دولار، وهو أدنى مستوى لها منذ عام 2005. وبينت النشرة أن أوبك سجلت عجزا في الحساب الجاري يقدر بنحو 99.6 مليار دولار في عام 2015 مقارنة بفائض قدره 238.1 مليار دولار في عام،2014 مشيرة إلى أن آخر مرة سجلت أوبك عجزا في الحساب الجاري كان في عام 1998. ودون مفاجآت وكما كان متوقعا، استهل النفط الخام تعاملات الأسبوع على تسجيل انخفاضات حادة جديدة بتأثير مباشر من امتداد موجة هبوط الأسعار التي أعقبت إعلان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وشهد السوق تراجع أسعار اليورو والاسترلينى والأخير خسر 10 في المائة من قيمته في رد فعل سريع على الاستفتاء وتراجع الطلب على النفط وجميع السلع مرتفعة المخاطرة بتأثير مباشر من الوضع الجديد لبريطانيا في الأسواق الدولية، في ظل المشهد المرتبك للأسواق مع ازدياد المخاوف وغموض وضع الاقتصاد الدولي. وحصد الدولار الأمريكي والذهب الكثير من المكاسب بسبب اللجوء إليهما كملاذات آمنة منخفضة المخاطرة في ظل الأجواء الحذرة والمخاوف المتنامية في السوق فيما نجح محافظو البنوك المركزية في امتصاص التأثير المباشر لصدمة الأسواق من خلال ضخ سيولة واسعة في الأسواق. وصرح الدكتور ليوناردو ماوتينو الباحث والمحلل في شركة أوكسيرا البريطانية للاستشارات المالية لـ "الاقتصادية" أن قرار الانسحاب البريطاني من الاتحاد الأوروبي كان له تداعيات وردود فعل واسعة على الأسواق ولكن الأهم في المرحلة المقبلة كيفية تنفيذ هذا الانفصال ومدى سلامة وشفافية الإجراءات المتبعة سواء من جانب بريطانيا أو الاتحاد الأوروبي. وأشار ماوتينو إلى أن إجراءات الانفصال يجب أن تأخذ في عين الاعتبار ضرورة تهدئة المخاوف في الأسواق وأن تكون حذرة وبأقل تأثير سلبي على أسواق المال وأسعار العملات وغيرها من أسواق السلع الرئيسية. وأوضح أن استقرار الأسواق مرهون بمعالجة سريعة لنتائج الاستفتاء وتنفيذ متطلبات الخروج وإرسال رسائل طمأنة للمؤسسات المالية والاستثمارات،منوها أن السوق يمكن أن يتجاوز تأثير هذا الأمر إذا حدث توافق تام وسريع بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي على برنامج الانفصال. ومن جانبه قال أندي براون مدير مشروعات المنبع الدولية في شركة رويال داتش شل العالمية للطاقة لـ "الاقتصادية" أن تطوير موارد الطاقة ضرورة لاقتصاديات كل دول العالم، مشيرا إلى أن الشرق الأوسط على سبيل المثال يحرق 1.8 مليون برميل يوميا من النفط لتوليد الكهرباء، وذلك وفقا لإحصائيات وكالة الطاقة الدولية، منوها بوجود فرص واسعة لزيادة استيراد الغاز الطبيعي المسال في المنطقة بهدف إيجاد بديل أرخص وأكثر قبولا للبيئة. وأشار إلى أن كثيرا من دول الخليج بصفة خاصة حققت نجاحات في هذا المجال، خاصة الإمارات العربية المتحدة والكويت، التي يزداد اعتمادهم على الغاز الطبيعي المسال.
مشاركة :