أسفرت زيارة سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لوادي السليكون ولقائه مع الرؤساء التنفيذيين لأكبر الشركات التكنولوجيه مثل؛ مايكروسوفت، وسيسكو عن منح بعض التراخيص الاستثمارية وتوقيع مذكرات تفاهم معها، حيث من المتوقع لها ان تكون السوق السعودي جاذبة لها. كما تم التفاهم مع فيسبوك، ابل، جوجل وشركات اخرى من اجل تحفيزهم على الاستثمارات في السعودية والاستفادة منهم في نقل التقنية وتدريب وتأهيل السعوديين على تلك التقنيات المتقدمة بما يتوافق مع أهداف رؤية 2030 المرتبطة بتطوير وتنمية المعرفة والتقنية، وإنشاء بنية تحتية جاذبة للاستثمار والاستثمار في رأس المال الجريء المحلي والعالمي، بهدف إيجاد قطاع تقنية متكامل يستمد قوته من دعم بحوث التطوير والابتكار المتقدم. ان الاستثمار في رأس المال الجريء venture capital هو أحد أشكال التمويل للمشروعات الريادية التي تعمل في مجال التقنيات المتقدمة في أول مراحلها والمرتبطة بمعدل عال من المخاطرة ولكنها تتميز بكونها تمتلك فرصة نجاح ونمو عالية. وهذا سوف يمهد الطريق لــوادي الرياض للتقنية ليكون مركزا للتقنية العالمية، اذا ما صاحبه مواهب، وشبكات، قدرة على تحمل التكاليف، وبنية تحتية، حيث أوضح معهد ماكينزي ان توفر الخمسة عوامل 5C’s: التكلفة، الراحة، المجتمع، التميز والإبداع اساسا لتحفيز راس المال الجريء. فقد اوضحت دراسة Ernst Young ان الولايات المتحدة مازالت، لا سيما منطقة سان فرانسيسكو، أكبر متلق لرأس المال الجريء، ولكن الصين والهند اصبحت اكبر الأسواق الناشئة لرأس المال الجريء بمضاعفة حصتها السوقيه العالمية في غضون بضع سنوات. أما في أوروبا، فتجاوزت برلين لأول مرة لندن على مدى خمس سنوات، بقيمة 2.8 مليار ريال مقابل 2.7 مليار دولار في بريطانيا. وكان عام 2014م أفضل عام للقطاع منذ 2001م، حيث بلغت قيمة الاستثمارات 87 مليار دولار على الصعيد العالمي، ووفقا للدراسة، بزيادة حوالي 60% مقارنة بعام 2013م، وباستثمار جريء بلغ 54 مليار دولار. ولكن بسبب النمو في الشرق، شهدت الولايات المتحدة، أوروبا، كندا وإسرائيل انخفاضا في حصتها الإجمالية الى 75% من السوق، بينما في الفترة السابقة كان الاجمالي تقريبا 9 من كل 10 دولارات استثمرت في رأس المال الجريء. فخلال الفترة ما بين 2006 و 2013، تم استثمار 373 مليار في رأس المال الجريء في العالم. فقد استثمرت الولايات المتحدة 255 مليار دولار أو %70 من الإجمالي، بينما جاءت اوروبا ثانيا، باستثمار 55 مليار دولار أو خمس المبلغ المستثمر في الولايات المتحدة. أما الاقتصادات الناشئة، فقد استثمرت الصين والهند 33 و 10 مليارات دولار أو 9% و 3% من الإجمالي على التوالي، ومازالت الولايات المتحدة تحتل المركز الأول في 2014م، باستثمارات بلغت 52 مليار دولار، لكن نسبتها الإجمالية تراجعت قريبا من 60% مقارنة مع 70% في الثماني سنوات السابقه. كما مرت أوروبا بتطور مماثل لتتراجع نسبتها العالمية من 15% إلى 12%. ان البلدان التي حققت قفزة كبيرة كانت الاقتصادات الناشئة الكبيرة – الصين والهند. ففي عام واحد، تضاعفت نسبة رأس المال الجريء الصيني عالميا، من متوسط 9% خلال الفترة 2006-2013م الى %18 في 2014م. وفي سنة واحدة، استثمر الصينيون أصحاب رؤوس المال الجريئة نصف المبلغ الذي كانوا قد استثمروه في الأعوام الثمانية السابقة مجتمعة، وبهذا تجاوزت الصين أوروبا كثاني أكبر سوق في العالم لرأس المال الجريء. كما حدثت قفزة مماثلة في الهند التي زادت نسبة رأس المال الجريء المزدوج عالميا إلى 6% في 2014. انه غير مستحيل ان يصبح وادي الرياض للتقنية مرتعا خصبا لنمو شركات التقنية وموقعا جاذباً للفرص الاستثمارية الجديدة، اذا ما تم تمويل وتحفيز المبادرات الجديدة من خلال لاستثمار في رأس المال الجريء وجذب الشركات العالمية لخلق أثر مضاعف على الاقتصاد.
مشاركة :