أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن العلاقات المصرية – السعودية طيبة ومستقرة والتنسيق دائم ومستمر بين البلدين. وقال شكري خلال لقائه مع رؤساء تحرير الصحف المصرية على مأدبة إفطار رمضانية مساء الأحد: إننا نتحدث بشكل ومستمر ويومي عن القضايا ذات الاهتمام المشترك بين مصر والمملكة، مؤكدا أن ملف تيران وصنافير لم يؤثر على الإطلاق على العلاقات أو التحديات التي تواجه البلدين والمنطقة العربية. وشدد شكري، على أن مصر تسير مع ذلك في هذا الإطار بشفافية تامة، مشيرا إلى أن مؤسسات الدولة نظرت بالتمحيص والبحث الدقيق لتحقيق المصلحة العامة في هذا الملف. وأضاف أن مصر قامت منذ إعلان ترسيم الحدود البحرية بتوفير كافة الوثائق التي استندت عليها السلطة التنفيذية للتوقيع على هذه الاتفاقية، مؤكدا أنه من حق الرأي العام والمؤسسات الممثلة له أن تحصل على كل المستندات التي استندت إليها السلطة التنفيذية لكي توقع على هذه الاتفاقية. ووصف شكري المناخ الذي تجري فيه مسألة ترسيم الحدود بأنه مناخ صحي، مشددا على أن الدولة لديها كافة المستندات والأرضية السليمة باعتبار القرار الذي اتخذته بتوقيع اتفاقية ترسيم الحدود قرار سليم. وحول العلاقات المصرية – الأمريكية ووضعها في حال فاز ترامب بالرئاسة، قال شكري إن العلاقات بين البلدين استراتيجية، أيا ما كان الحزب الذي يتولى قيادة أمريكا، فمهما كان توجه هذا الحزب فإن واشنطن تدرك أن لمصر ثقلها الإقليمى بالشرق الأوسط ومركزها المؤثر بهذه المنطقة المهمة. وأشار إلى أن مصر في المقابل تعترف بثقل أمريكا كقوة عظمى وما قدمته لمصر خلال السنوات الثلاثين الماضية من مساعدات، مضيفا أنه لا يوجد ما يجعلنا نقلق فيما يتعلق بنتائج الانتخابات الأمريكية لأن العلاقات بين البلدين قديمة وإستراتيجية بصرف النظر عمن يتولى الحكم فيها. وحول المواقف الإيرانية تجاه المنطقة العربية وموقف مصر منها، طالب شكري إيران بأن تكف عن التدخل في الأمن القومي العربي . وقال شكري إن إيران مع ذلك دولة إقليمية كبرى ودولة إسلامية عضو في منظمة التعاون الإسلامي لكن موقفنا في نهاية المطاف من إيران يتوقف على موقفها من الأشقاء العرب والقضايا العربية خاصة موقفها من الأشقاء بالخليج العربي وأمن الخليج العربي. على صعيد آخر ، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن تصريحات تركيا تضمنت إشارات لا تصب في مصلحة إقامة علاقات إيجابية مع مصر. وأضاف شكري ، ردا على سؤال عن تدخل تركيا مؤخرا بالتعليق على أحكام القضاء المصري في قضية التخابر مع قطر، إن العلاقات المصرية- التركية لا يمكن أن نصفها بالإيجابية، واصفا توجهات تركيا بأنها مناهضة لإرادة الشعب المصري وآلياته في رسم مستقبله، وأن الموقف التركي مرفوض من قبل الرأي العام المصري. وفيما يخص حركة حماس ، قال شكري إن الوضع في غزة مؤلم ونأمل أن يعيش الشعب الفلسطيني هناك حياه آمنة، ونأمل أن تغير حماس من مواقفها وتكون على مستوى التضحيات التي قدمتها مصر للقضية الفلسطينية لكي يحظى شعب فلسطين بحقوقه المشروعة. وأكد أن مصر لا تتعامل مع القضية الفلسطينية من جانب واحد لكنها تتعامل معها بوصفها قضية العرب الأولى وقضية التحرر الوطني الفلسطيني، مشددا على ضرورة إقامة الشعب الفلسطيني لدولته المستقلة على أراضيه. وفيما يتعلق بقضية سد النهضة ، قال شكري إن الحكومة المصرية تولي اهتماما كبيرا بقضية سد النهضة ، ويتبوأ هذا الملف مركزا متقدما في أولوياتها نظرا للمخاطر التي قد تتولد عن إقامة هذا السد، ومن منطلق مسؤولية الحكومة في حماية مصالح مصر المائية. وأضاف شكري أن هناك جهودا مبذولة في الإطار الثلاثي بين مصر والسودان وأثيوبيا، وهناك جهود تبذل لتدارك كل عمل من شأنه المساس بحق مصر ولكن نحن في نفس الوقت نأخذ في اعتبارنا بجانب حقوق مصر في المياه حق إثيوبيا في التنمية، مشددا على ضرورة العمل المشترك بين الدول الثلاث لإحتواء أي آثار سلبية جراء هذا المشروع.
مشاركة :