حسناً فعل وكيل وزارة الداخلية الفريق سليمان الفهد، حينما اصدر قراراً جريئاً يمنع بموجبه أفراد الشرطة الميدانيين او المكلفين الواجبات الامنية، من استخدام الهواتف النقالة وسماعات الأذن والسماعات المعلقة وغيرها في اماكن تواجدهم، حيث لاحظنا، ان العديد من رجال الأمن والمرور يستخدمون الهواتف النقالة في شكل لافت في مواقعهم بدافع الانشغال بمواقع التواصل او التحدث مع الاصحاب من دون التركيز على واجبات العمل الاساسية. وقد لاحظنا هذا الامر في العديد من شوارع الكويت الرئيسية والطرق السريعة، اذ يترك رجال المرور بالذات سائقي المركبات من دون رقابة فتراهم يخالفون القوانين امام اعينهم وهم لا يبالون بحجة انشغالهم مع شخص بالموبايل ولديهم مكالمات ضرورية! البعض من هؤلاء الرجال يضع سماعات الاذن ويتحدث في الموبايل وكأنه في عالم آخر، فلا سمح الله ان أردت الاستعانة او الاستغاثة او حتى ان أردت ان تنبهه على شيء ما ربما يحدث في الشارع، قد لا يسمعك وقد لا يبالي ايضاً! ربما الجميع منا لا يستغني عن وسائط التواصل في الهواتف النقالة الحديثة كوننا نعيش في عصر التكنولوجيا الحديثة، ولكن يجب الا يكون ذلك على حساب العمل. ولعلنا جميعنا شاهدنا فيديو رجل أمن المطار الذي انتشر عبر التواصل الاجتماعي وهو يترك المسافرين يدخلون بكل سهولة ويسر بسبب انشغاله عبر الهاتف بأمور شخصية. فتخيل ايها القارئ العزيز لو كان لدينا مثله في الكويت... اليوم تغيرت الموازين وتغير العالم، ويجب ان نعلم أننا لسنا معزولين وما يصيب اي مكان في العالم من اعمال ارهابية قد يصل إلينا ان لم ننتبه جيداً ونفتح أعيننا على أمن الكويت، فمن واجبنا السهر لحماية وطننا الغالي من اي مكروه، وبالتالي من لا يحرص على عمله ويضحي في سبيله عليه الجلوس في بيته لكي يعطي الفرصة للآخرين، فلا يمكن بأي حال من الاحوال الاعتماد على رجال أمن غير مؤهلين لحماية الوطن وابنائه من الاخطار او الاعداء، او توظيف رجال مرور غير مبالين بمهامهم وواجباتهم وبالتالي هذا ينعكس سلباً على المجتمع. كما اصدر الفهد مشكوراً قراراً اخر يصب في مصلحة الجميع، وهو منع قائدي الدوريات من التوقف على الارصفة خصوصاً في الاماكن غير المخصصة لوقوف مثل هذه الدوريات، حيث اننا على يقين بان وكيل الوزارة لم يصدر مثل هذا القرار الا بعدما شاهد تكراراً هذا المشهد، لان المنع يجب ان يكون على الجميع من دون استثناء أحد والا اصبح الامر فوضى! فكيف لرجال الامن والمرور ان ينصحوا الناس بالتقيد بأنظمة وقوانين المرور وهم اول مَنْ يخترقها، بل العجب حينما يتمادون بالوقوف فوق الرصيف بسيارة جديدة الصنع. نعم، لقد تمادى البعض في سلوكياتهم الشخصية لدرجة تضرر منها الاخرون، وبالتالي جاء هذا القرار رقم 2016/193 ليضع حدا لكل عنصر في الشرطة سولت له نفسه الاستمرار في مخالفة القوانين والنظم العمولة. فمن يخالف يستحق العقوبة والقانون يسري على الجميع وإلا فلا يكون للقانون وللدولة هيبة. رسالة شكر وعرفان نوجهها الى وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد والى الوكيل الفريق سليمان الفهد على زيارتهما التفقدية الميدانية للاطمئنان على سير العمل في كل القطاعات الامنية والادارات الخدماتية وحرصهما على تذليل كل المشكلات والصعوبات التي تقف عقبة امام المواطنين والمقيمين لانجاز معاملاتهم في فصل الصيف والشهر الفضيل. alfairouz61_alrai@gmail.com
مشاركة :