جازان والرقص بمقياس ريختر

  • 1/27/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو أن الطبيعة أرادت أن تشارك منطقة جازان احتفالياتها المكتظة بالفنون وألوان الفلكلور الراقصة فقررت أن تختتم الموسم برقصة مفاجئة تمثلت في هزتين زلزاليتين عصر الخميس وفجر السبت، يقال إن كثيرا من الناس شعروا بهما في المحيط الجغرافي لكل منهما، وكانتا الموضوع الأبرز لحديث المجتمع ومواقع التواصل. الناس حمدوا الله كثيرا لأن الهزتين لم تتسببا في أضرار مع أن الأولى كانت بقوة 5,1 درجة حسب مقياس ريختر، والثانية 3,7 درجات، ولكن مع ذلك فإن هزتين خلال يومين لا بد أن تسبب كثيرا من القلق عطفا على مستوى التعامل والتفاعل معهما من قبل الجهات المعنية. بالنسبة للمركز الوطني للزلازل والبراكين فإن مهمته تقتصر على إخبارنا بتفاصيل الهزة بعد حدوثها، أي من باب العلم بالشيء وزيادة المعلومات، وأما بقية الجهات فإن تعاملها لا يختلف عن التعامل المعتاد عند أي أحداث مفاجئة، أي الحضور المتأخر والتواصل الهش مع المجتمع، وعدم تفعيل خطط طوارئ جاهزة بشكل سريع حتى لو لم تكن هناك حاجة فعلية لها، فأحداث كهذه تمثل فرصة لتجريب الاستعدادات واختبارها عمليا. ولو فرضنا لا قدر الله أن الهزتين أحدثتا ضررا نتج عنه تهدم المنازل وانهيار طرق أو إصابة أحد السدود الضخمة كسد وادي بيش أو وادي جازان مثلا، واحتاج المتضررون إلى إخلاء فوري وتأمين بدائل للإيواء ومراكز إسعافية ميدانية والإ حاطة بفيضانات المياه وحماية المدن والقرى منها، لو حدثت كارثة نتيجة هزة زلزالية قوية فإننا بالتأكيد سنعيش وضعا في غاية المأساوية لأنه لا شيء متوفرا وجاهزا للتعامل مع مفاجآت كهذه، لا في جازان أو في غيرها. لدينا تجارب متكررة مع السيول الموسمية المعروفة مواعيدها ومع ذلك ما زالت القرى تغرق والبشر يطمرهم الماء والطين ووسائل الإنقاذ لا تقدم شيئا كثيرا، أما لو حدثت هزات في المناطق الجبلية فإنه لا يمكن تصور الوضع المخيف الذي سيحدث. كل دول العالم لديها خطط طوارئ جاهزة للتعامل مع الكوارث البيئية يتم تجريبها من وقت لآخر، ونحن إذا صحونا على كارثة بدأنا التفكير في ماذا نفعل. الله سلم يا جازان. habutalib@hotmail.com للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات، 636250 موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة

مشاركة :