شيعت مدينة العين، أمس، شهيدها البطل الملازم الطيار محمد ناصر الظاهري، الذي انضم الى كوكبة شهداء الإمارات البواسل، في مشهد مهيب يعكس التلاحم والترابط بين الأهالي والسكان من مواطنين ومقيمين، توافدوا بالمئات وملؤوا ساحات مسجد شهداء القوات المسلحة الداخلية والخارجية، حيث أقيمت فيها صلاة الجنازة على روح شهيد الوطن. وأدت جموع المصلين صلاة الجنازة عقب أداء صلاة العصر، حيث وصل جثمان الشهيد محمولاً على أكتاف كبار الضباط وزملاء السلاح، لينتقلوا عقب ذلك الى مقبرة أحمد بن سرور، في المعترض، لتشييع ابنهم البطل في مشهد مؤثر، حيث ووري جثمان الشهيد الثرى، وسط دعوات المشيعين وابتهالهم للمولى عز وجل، أن يتقبله مع الصديقين والشهداء. في مشهد مهيب، شيّع أهالي منطقة مزيرع التابعة لإمارة عجمان والمناطق المجاورة لها، جنازة الشهيد ملازم أول طيار علي محمد بن الكعبي الذي استشهد هو والملازم طيار محمد ناصر الظاهري يوم 13 رمضان، في حادث سقوط مروحية عسكرية. تقدم والد الشهيد وكبار العائلة، صفوف المشيعين من الأهل والأقارب، والأصدقاء والجيران، ومعهم المئات من أهالي المنطقة مرفوعي الرأس في شمم وإباء، وفخر واعتزاز باستشهاد نجلهم فداء للوطن. وكانت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية، أعلنت عن سقوط مروحية عسكرية خلال رحلة روتينية فوق المياه الدولية، واستشهاد طاقمها المكون من الطيار ومساعده. يذكر أن الشهيد ملازم طيار علي الكعبي من أبناء إمارة عجمان، وهو متزوج ولديه 3 أبناء هم: راشد وعبدالله وسعيد وعقب انتهاء مراسم دفن الجثمان، وأمام قبر الشهيد قال محمد الكعبي، والد الشهيد علي الكعبي لـالخليج: إن ابني كان باراً بوالديه، يمشي على درب أصحاب العطاء، ملبياً جميع احتياجات المنزل، على الرغم من مشاغله الكثيرة. وبين التسليم بقضاء الله والشعور بالعزة وألم الفراق قال والد الشهيد: الشهداء يختارهم الله، منتقياً الأصفياء من بين البشر، وتابع: كلي فخر بأن ابني ـ بإذن الله ـ من بين الشهداء. وأضاف: ابني في خير منزلة وخير مكانة في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا هو وسام على صدر والديه، وفخر وعزة لإخوته وأبناء منطقته، وفي الآخرة وعده الله بالجنة. وتحدث طارش شقيق الشهيد علي محمد الكعبي قائلاً: إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لمجلس عزاء الشهيد بمنطقة مزيرع خفف عنا حزن الفراق، فهو والد الجميع واليد الحانية التي تمسح دموعنا وتمنحنا التفاؤل والابتسامة. وتابع: غرس والدي فينا طاعة ولي الأمر وحب الوطن، وبذل الأرواح في سبيل الذود عن كل ذرة من ترابه الغالي، إذ إنني خدمتُ أعواماً عدة في المجال العسكري، في حين أن لي ثلاثة من أشقائي يخدمون في المجال العسكري، أحدهم مرشح في كلية زايد العسكرية واثنان آخران مرشحان في كلية الشرطة، مؤكداً أن استشهاد شقيقه يزيدهم فخراً وإصراراً على مواصلة المسيرة من بعده، مؤكدا، حبنا للعمل في المجال العسكري بدافع الاستعداد ليوم نقف فيه للدفاع عن الحق ونصرة المظلومين، وإعلاء اسم الوطن الغالي عالياً. إلى ذلك وجّه طارش محمد الكعبي شقيق الشهيد علي الكعبي، شكره الجزيل للحكومة والقيادة الرشيدة التي لم تألُ جهداً في البحث المستمر عن جثماني الشهيدين، وعلى ما تبذله لعلو ورفعة هذا الوطن، مؤكداً أنه يشعر بالفخر لاستشهاد شقيقه الذي قدّم روحه دفاعاً عن الحق، ودحضاً للباطل وقال عبيد شقيق الشهيد علي الكعبي، إن هذا الجمع الكبير والأعداد الغفيرة لمشيعي جنازة الشهيد، إنما يعكس مدى الامتنان الذي نشعر به نحن الأهالي والمواطنين تجاه ما يقدمه أبناؤنا من تضحية عظيمة، ونسأل الله العظيم أن يتقبل جميع أبنائنا الشهداء، ويمنح أهلهم الصبر والاحتساب. وبنبرة حزينة يقول: عبدالله شقيق الشهيد علي الكعبي، سيكون عيده أروع من عيدنا مع الشهداء والصديقين...كان فقيدنا الغالي يحب مساعدة الجميع، ومقرباً جداً من أصدقائه، ويقف مع كل أهله وأصدقائه في كل المواقف والمناسبات، فضلاً عن أنه كان متواضعاً وكريماً، مضيفاً، سنفتقد ابتسامته بيننا التي كانت لا تفارق محيّاه طوال الوقت، إذ كان متفائلاً ومتصالحاً مع نفسه ومع الحياة التي كان يحبها. أما سعيد شقيق الشهيد، فقال: يؤلمنا فراق شقيقي، الذي رحل تاركاً بيننا فراغاً كبيراً لا ينتهي، وسنشتاق له كثيراً، إلا أن شرف الشهادة التي نالها سيخفف وطأة اشتياقنا له، وسيجعلنا فخورين به ما حيينا. وأضاف، أن الشهيد شارك في مهامّ عسكرية عديدة، وفي كل مرة كان يبدي حماسة وعزيمة لا تلينان أبداً، و أصبح الآن قدوة وفخراً للعائلة جميعها، والمثل الذي يضرب في العطاء والولاء في كل المحافل.
مشاركة :