مع إطلالة شهر رمضان الكريم كل عام، يتجدد النقاش حول نشاط بعض المثقفين وكمون الآخرين، والأسباب وراء كل حالة من الحالتين، والدوافع التي تحدو بالبعض لزيادة نشاطه، فيما تدفع آخر للانصراف نحو نوافذ أخرى من الحياة.. وظلت «المدينة» في كل المواسم الرمضانية تستنطق المفكرين والمثقفين والأدباء حول البرنامج الذي يتبعونه في رمضان.. ويحل اليوم الشاعر والقاص حجاب بن يحيى الحازمي، ضيفًا على «المدينة»، مستذكرين أنه ترأس نادي جازان الأدبي لفترة طويلة، وشارك في العديد من المهرجانات والأمسيات الشعرية الخليجية والعربية، وله العديد من المؤلفات منها مجموعته القصصية «وجوه من الريف»، وكتاب «أبجديات في النقد والأدب»، و»نبذة تاريخية عن التعليم في تهامة وعسير»، و»ابن هيتل الضمدي»، و»التواصل الثقافي بين السعودية واليمن»، وغيرها من المؤلفات الأخرى.. لا تقاعس استهلالاً يقف الحازمي نصيرًا لمواصلة العطاء الثقافي والأدبي في رمضان، مدعمًا رؤيته بقوله: إن الثقافة هي زاد فكري لا يمكن الاستغناء عنها في أي وقت، فهي غذاء الفكر والروح، ولا يمكن أن تكون بمعزل عن الناس في أي مناسبة أو وقت من الزمن، فالثقافة عمل متواصل وجهد تراكمي ومن خلالها تتواصل الأجيال وتتطور المجتمعات وتنهض الدول، فهي أساس مهم ينبغي التركيز عليها، والاهتمام بها سواء في رمضان أو في غيره من الشهور، وعلى المؤسسات الثقافية بمختلف اهتماماتها التركيز على هذا الجانب الذي وجدت وأنشئت من أجله، ولا ينبغي أن تتقاعس أو تتكاسل عن هذا الدور، خاصة وأن حكومتنا الرشيدة تولي الشأن الثقافي والأدبي في بلادنا الاهتمام المتواصل من خلال الدعم المادي والمعنوي وإنشاء المؤسسات المختلفة يومًا بعد يوم، ففي السابق وجدت الأندية الأدبية في مختلف مدن المملكة ولها جهودها الثقافية والأدبية، وكذلك الحال بالنسبة لجمعيات الثقافة والفنون، كما أننا اليوم نشهد جهود وزارة الثقافة والإعلام في إنشاء المراكز الثقافية في كثير من مدن المملكة عامة، وفي جازان خاصة، فلدينا اليوم مركز ثقافي قائم ومكتمل التشييد والبناء وننتظر افتتاحه، ومشاركته في دعم المجال الثقافي والأدبي والفني. ويستطرد الحازمي في حديثه مضيفًا: كذلك فالثقافة وبخاصة الأدب الذي هو جزء أساسي ومكون ثقافي مهم يتقاطع مع مناسباتنا الدينية والحياتية، سواء منه الشعر الفصيح منه أو الشعبي فهو الذي نتنفس من خلاله ولا غنى عنه في أي وقت حيث نجد أن كثيرًا من أدبائنا وشعرائنا كتبوا عن شهر رمضان، وحري بنا أن نستعيد هذه النفحات الشعرية بالأمسيات الشعرية أو الندوات الثقافية من خلال منابر مؤسساتنا الثقافية. تواصل وقربات وينتقل الحازمي بالحديث لأبرز النشاطات التي يحرص على مزاولتها في هذا الشهر قائلاً: شهر رمضان هو شهر الفضيلة؛ بل شهر الفضائل بشكل عام، فالتواصل وصلة الأرحام وبخاصة بين الأقارب والجيران هي من الأمور التي أحرص عليها، حيث يجد الإنسان الوقت الطويل الذي يمكن أن يقضيه في التواصل وفي غيرها من الأمور، كما أن هذا الشهر هو شهر القرآن بلا شك ففيه نزل الكتاب الحكيم، وهو شهر العبادة حيث على المسلم أن يغتنم أوقات هذا الشهر في كثير من القربات والعبادات. مشروعات كتابية وحول التأليف والكتابة والاهتمام بالقراءة في رمضان يقول الحازمي: رغبات الإنسان لا يمكن الانقطاع عنها في كل وقت وحين، فأنا أواصل قراءاتي المتعددة أو التي تخدم مشروعًا كتابيًا معينًا ولا أستطيع الانقطاع عن هذا الجانب، وربما أيضًا أنه من بركات هذا الشهر الفضيل أن يجد الإنسان الوقت الكافي لمزاولة العديد من الجوانب ومنها القراءة والكتابة، فهي غذاء مهم يحرص عليه الفرد، وبخاصة من ارتبط بإنجاز مشروع تأليفي، فيظل هذا المشروع يشغل باله دائمًا إلى أن ينجزه ويخرجه للقراء والمهتمين، ولدي العديد من المشروعات الكتابية التي أخصص لها وقتًا معينًا لمتابعتها وإنجازها. المزيد من الصور :
مشاركة :