يعد تأهل أيسلندا لربع نهائي كأس أمم أوروبا (يورو 2016) على حساب إنجلترا واحدة من أكبر مفاجآت البطولة، ولكن هذا الأمر لم يأت من سبيل الصدفة وله أسبابه. 1- الشخصية: كان من الممكن أن يغرق أي منتخب آخر في الاحباط عقب تلقي هدفا من ركلة جزاء في أول أربع دقائق ولكن الأيسلنديين فعلوا العكس وتمكنوا من قلب المباراة وإصابة الإنجليز بالذعر. كان مدرب الفريق السويدي، لارس لاجرباك قال عشية المباراة إنه بنفسه مندهش من شخصية لاعبيه واصرارهم الدائم على القتال بدون استسلام، بل وأن روي هودسون مدرب إنجلترا حذر بنفسه من هذا الأمر، ولكنه في النهاية لم يقدر على مجابهته وتجرع مرارة الاقصاء المرير. 2-الثنائي التدريبي: يشكل الأيسلندي هيمير هالجريمسون والسويدي لارس لاجرباك واحدة من أغرب التجارب التدريبية في قيادتهما لأيسلندا. يظهر الثنائي دائما معا في المؤتمرات الصحفية وكل منهما مكمل للآخر. يقدم هالجريمسون معرفته بالبلاد وطريقة تفكير مواطنيه بينما يضيف لاجرباك كل ما لديهه من معارف وخبرات في كرة القدم الدولية. قبل مواجهة إنجلترا، قال لاجرباك إن الفريق كان في حاجة للاستحواذ على الكرة وعدم الدفاع وهذا هو ما حدث بالفعل. 3- قيم من الماضي: تتمتع أيسلندا بقيم من الماضي. يعرف اللاعبون أن التضامن وحده هو ما سيبقيهم أحياء داخل الملعب وأمام الخصم، لهذا لا توجد كرة مشتركة لا ينجحون في الحصول عليها. كل الأمور تسير بشكل طبيعي وبدون تكليف. يكفي فقط معرفة أنه في أيسلندا حينما تزور روابط المشجعين الفريق فإن المدربين يشرحون لهم الخطط قبل المباراة ولكن لا أحد يقوم برفع أي شيء بخصوصها عن الشبكات الاجتماعية أو يكشفها للخصم. 4-الجمهور: جماهير قليلة تشبه تلك الأيسلندية. دائما ما يكون مشجعي أيسلندا داخل الملعب قبل ساعات من المباراة، ما يجعل كل مواجهة أشبه بحفل يسبق دق طبول الحرب بنفس أسلوب "الهاكا" النيوزلندي بمباريات الرجبي. وتحول الجمهور الأيسلندي لأحد ظواهر البطولة بل واكتسب تعاطف باقي الجماهير بسبب تصرفاتهم ومنها على سبيل المثال ترديدهم للنشيد الوطني الإنجليزي أيضا: 5-انعدام المخاطر: ليس لدى أيسلندا شيئا تخسره. لا تواجه مخاطر حقيقية في أول مشاركة لها باليورو لهذا أصبح منتخبها خطيرا. يلعب الفريق بدون أي ضغط أو خوف وهذا هو عكس ما سيشعر به لاعبو فرنسا في ربع النهائي أمام الأيسلنديين. ربما يكون هذا هو السلاح نحو المزيد من المفاجآت.
مشاركة :