برامج اليوتيوب تهدد التلفزيون.. «سوار شعيب» نموذجاً

  • 6/29/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قنوات التلفزيون في خطر.. برامج اليوتيوب الشبابية تتفوق في رمضان، وعلى رأسها برنامج سوار شعيب الذي يعد أحد أهم البرامج اليوتيوبية التي لمعت هذه الأيام وسجلت مشاهدات عالية حد إعلان صفحة غوغل العربية على تويتر أن البرنامج تصدر قائمة الفيديوهات الأكثر شعبية على موقع YouTube خلال رمضان في المملكة والإمارات، محققاً في حلقات من موسمه الثاني والأخير، مشاهدات تخطت الثمانية ملايين مشاهدة. البرنامج يقدمه الإعلامي الكويتي الشاب شعيب راشد ويتكون من عدد من الفقرات التي استطاع البرنامج من خلالها أن يوفق بذكاء بين ما يريده الجمهور وتحديداً جيل السوشل ميديا -الذي يعيش عالماً موازياً ومغايراً بنجومه ورغباته- وبين ما يريده برنامج شعيب من تقديم محتوى مفيد وممتع أيضاً. ففي حلقة عن التمييز العنصري شاهدنا شعيب يبسّط هذه الفكرة، الهامة ويقدم رسالة مباشرة للمجتمع الخليجي ولكن بطريقة حيوية نابضة، مستضيفاً واحدة من شخصيات السوشل ميديا وهي ايميو روكو الفتاة السعودية المنقبة صاحبة المقاطع الكوميدية في سناب شاب وانستغرام. لتتحول إلى عنصر جذب قوي يلفت الانتباه للبرنامج –تسويقياً- ولموضوعه الحساس خليجياً مختتماً الحلقة بكلمة مباشرة حول نبذ العنصرية، وكما هو معروف في نظريات الإعلام، إذا كان جمهور المتلقين من المستويات الأقل ثقافة، اختم برنامجك برسالة واضحة وبسيطة وملخصة للمتلقين. هذا ما يقوم مقدم البرنامج صاحب الخفّة والقرب من الناس، والذي أظهر من خلال البرنامج، وعياً إعلامياً جديداً يتناسب مع خطاب برامج اليتوتوب الجديدة، فالإعلانات التلفزيونية التي تقطع تدفق البرنامج وتقطع حبل أفكار المتابع، لن تجدها في البرنامج، وهو الأمر الذي لطالما تذمر منه المشاهدون، فلماذا استجاب برنامج اليوتيوب ولم يعر التلفزيون أذناً صاغية للجمهور بهذا الأمر!. ببساطة لأن القائمين على البرنامج شباب يحاكي جيله وبلغته، مع الاحتفاظ بمساحة من مستوى الحديث، لم يهبط دونها كما يحدث في بعض برامج اليوتيوب التي تتعمد استعمال لغة شعبية تصل حد الشوارعية. الأمر الآخر والملفت في البرنامج أنه يقدم موضوعات قد تبدو للوهلة الأولى أنها جافة، متخشبة، مُنفرة لجيل السوشل ميديا، لكن البرنامج يتجرأ ويطرحها، مثل موضوع انحسار الحديث باللغة العربية في المجتمع الكويتي كنموذج للمجتمع الخليجي. وهنا ينزل شعيب راشد إلى الشارع برفقة صور حيوانات أليفة ويسأل الأطفال عن أسماء هذه الحيوانات بالإنجليزية فيجيبون بشطارة لكنه غالبيتهم يفشل في الإجابة عن مرادفها العربي، كما رأينا في حلقة دعسوقة التي استضاف فيها حليمة بولند، وحاول إثارتها في فقرة تحت الطاولة الأمر الذي أغضبها ودفعها للخروج من الأستوديو لتقفز نسبة المشاهدة فوق الثماني مليون مشاهدة. ما يعني أن الرسالة الهامة حول أهمية تعليم اللغة العربية والمحافظة عليها مررت بنجاح في البرنامج الذي برع فيه شعيب في التوفيق بين ما يريده المرسل والقائم بالاتصال البرنامج وشعيب وما يريده الجمهور الشغوف ببرامج التسلية والترفيه انظر نظرية الأجندة. أما عن فقرة الضيف والحوار، فهي من أهم الفقرات التي تظهر فيها إمكانيات المحاور في تقديم أسئلة مباشرة ومتقنة وتعني الجمهور بالدرجة الأولى أو كما كان غسان تويني يردد: الصحافي من يسأل أسئلة الناس. قد تبدو بعض الأسئلة قاسية، لكن شعيب يجيد اختيار الوقت المناسب لها، بعد أن تذيب الأسئلة الأولى جليد الحديث مع الضيف، ليتكلم. هذا الوعي الإعلامي العالي في برنامج سوار شعيب وبرامج أخرى، تشكل خطراً حقيقياً على التلفزيون وبرامجه التي بدأت تعيد إنتاج وتكرار نفسها وشخصياتها وخاصة برامج التوك شو الليلية والتي لم تعد تفرق بين الحوار والثرثرة، وتبين أن شخصية ورغبات مقدم البرنامج التلفزيوني هي المستبدة التي لا تعطي وزناً لمسألة إعطاء الجمهور حصة في اختيار ضيوفه المحببين وخاصة من الجيل الجديد. فهل يكون الموسم الرمضاني الحالي مؤشراً لحدوث انقلاب برامجي يشهد صعود برامج اليوتيوب لتنافس بل وتتجاوز برامج التلفزيون في القنوات الفضائية الكبيرة. كل شيء متوقع في زمن شاشة الهاتف المحمول، لننتظر ونرى. حلقات «سوار شعيب» تجاوزت حاجز الـ 8 ملايين مشاهدة برامج «التوك شو» التلفزيونية تعاني من طوفان الجيل الجديد

مشاركة :