فرقة الطنبورة البورسعيدية، والتي ستقدم ابداعها على المسرح الشمالي في جرش يوم السبت 30 تموز ، ليست مجرد فرقة تغنى وترقص وتبدع، لكنها شاهدا على تاريخ وموروث حضاري وفنى بمنطقة القنال تحافظ عليه وترعاه وتعمل على تجديده. على أنغام السمسمية الراقصة، ازدهرت أغاني المقاومة الشعبية التي تحكي تاريخ كفاح أهالي مدن قناة السويس، وتعبر عن حياتهم اليومية في هذه المنطقة التي اشتعل الصراع عليها منذ وقت مبكر بين إمبراطوريات العالم، وكانت بثقلها السكاني بمثابة البوابة الشرقية لمصر وخط المواجهة الحقيقي مع الاستعمار. وتمثل فرقة الطنبورة روح حارات وشوارع بورسعيد على مدى أكثر من 25 عاما، ففى عام 1989 تأسست الطنبورة على يد زكريا إبراهيم في بورسعيد، بهدف جمع وإحياء التراث الموسيقي الشعبي وربطه بالحياة القومية، تستخدم الفرقة العديد من الآلات الموسيقية بها، حيث يعزف أعضاؤها على آلات الصاجات، المثلث، الرق، الطبول، السمسمية، الطنبورة. والسمسمية التي ارتبطت أساسا بالبحر، وخاصة حوض البحر الأحمر، كما يشير زكريا إبراهيم، مؤسس ومدير فرقة الطنبورة البورسعيدية ومدير مركز المصطبة للفنون الشعبية، وانتقلت عن طريق التجارة البحرية ما بين ينبع والطور والسويس، قدر لها في النهاية أن تمتزج بتاريخ قناة السويس ومدنها. كانت الاغاني إبداعا شعبيا خالصا، حيث كان الشعب مباشرة ووجها لوجه أمام الأعداء، ومثلما جاءت المقاومة الشعبية بشكل رئيسي بدافع داخلي من الناس، جاءت أغاني المقاومة تلقائية من داخلهم أيضا، وجاء معها الإحساس بالعزة والفخر الذي تميز به شعب بورسعيد وغيره من أهالي مدن القناة التي حاربت الأعداء. عام 1997 كان عام الانطلاقة العالمية، عندما شاركت في مهرجان ايطالي في روما،لتكون الاردن محطتها الثانية، وهذا العام تعود الى مهرجان جرش، ومعها رصيد من الاغاني التي اشتهرت بها، لعل اهمها نوح الحمام،وهجرني حبيبي، وكان لي قلب،وقولو لبحر العشق،وفي كل البوماتها، من الالبوم الاول مرورا بالبوم اصحاب البمبوطي و بين الصحراء والبحر، بقيت اغانيها تدور في اطار تعظيم مفاهيم وقيم المقاومة والفداء، الى جانب اغاني البحر والصيادين. فرقة الطنبورة لها مشاركات عالمية في ايطاليا، وكندا والسويد والنرويج وسلوفاكيا والمانيا وهولندا والنمسا.ويؤدي اغاني الفرقة الفنانين زكريا إبراهيم،وجمال عوض وسيد عزام ومحسن العشري محمد السعيد،وعلي عوض ومسعد موسى،ومرسي ابراهيم والعربي بيه.
مشاركة :