إذا كنت ممن سافروا إلى أوروبا، وتحديدًا دول منطقة الشينجن، فبالتأكيد لاحظت أن تنقلك بين تلك الدول لا يتطلب المرور بمنطقة الجوازات أو الحصول على ختم جديد على الفيزا الخاصة بك باستثناء الأول الذي تحصل عليه بمجرد وصولك لأول دولة أوروبية في رحلتك، في المقابل إذا كنت تحمل جواز سفر أوروبي فهو يتيح لك حرية الحركة بدون فيزا نهائيًا بين جميع دول الاتحاد الأوروبي، نفس الفكرة التي يبدو الاتحاد الأفريقي متحمسًا لتكرارها في القارة السمراء. وذكرت صحيفة «إنديبندنت» البريطانية أن الاتحاد الأفريقي يخطط لإزالة الحدود بين دول القارة بإصدار جواز سفر موحد للأفارقة يسمح لهم بحرية الحركة بين البلدان الأفريقية. الفكرة، كما ذكرت الصحيفة، مأخوذة من نموذج منطقة «الشينجن» في الاتحاد الأوروبي، فيما لفتت إلى أن 13 دولة بينهم حاليًا اتفاقيات إعفاء من التأشيرة أو الحصول على التأشيرة عند الوصول، في المقابل يسمح للأمريكان بالدخول لـ20 دولة في قارة إفريقيا بدون تأشيرة أو بالحصول على تأشيرة مضمونة بمجرد الوصول. وأضافت الصحيفة البريطانية أن الاتحاد الأفريقي المكون من 54 دولة يرغب في السماح للأفارقة بزيارة الدول الأفريقية بدون تأشيرات بحلول عام 2018، كما يرغب في عمل اتفاقية تجارة حرة عبر القارة بحلول عام 2017، نظرًا لأن التجارة داخل إفريقيا تكلف أكثر من التجارة خارجها. وزعمت «إنديبندنت» أن رؤساء البلدان الأفريقية سيكونون أول من يحملون هذه الجوازات قبل اجتماع الاتحاد الأفريقي في رواندا في يوليو. وقال الاتحاد الأفريقي في بيان له: «الغرض الأساسي من جواز السفر هو السماح بالتنقل الحر للأفراد والسلع والخدمات حول القارة لتنمية التجارة الداخلية الأفريقية والاندماج والتنمية الاقتصادية والاجتماعية». وعلقت رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، الدكتورة نكوسازانا دلاميني زوما، على الأمر قائلة: «هي خطوة ثابتة نحو أفريقيا قوية ومتكاملة ومزدهرة يقودها أبناءها ومواطنيها». ورغم المخاوف من القرار نظرًا لتواجد الجماعات الإرهابية المسلحة كبوكوحرام والأوبئة المعدية كالإيبولا في بعض دول القارة إلا أن «زوما» ردت قائلة: «الأمر في أيدينا جميعًا لنرتفع ببلادنا ونأخذ هذا القرار لنسمح للأفارقة بحرية الحركة بين دول القارة».
مشاركة :