أبدى عدد من أبناء جزيرة فرسان بجازان استياءهم وقلقهم من تناقص أعداد الغزلان النادرة الأمر الذي ينذر بخطر انقراضها قريبا، لافتين إلى عمليات الصيد الجائرة التي تتعرض لها من قبل بعض الشباب والسياح الوافدين إلى الجزيرة، مطالبين بتشديد الرقابة على المتاجرين بهذه الغزلان المهددة بالانقراض. (المدينة) رصدت مجموعة من الشباب الذين يستخدمون دراجات نارية وقد قاموا بإخفاء معالمهم كي لا يتم التعرف عليهم، بالإضافة إلى ما يحملون من أسلحة يستخدمونها في الصيد، كما رصدت صورا لغزلان مذبوحة لأغراض الاتجار بها. يقول (ع، ش) وهو أحد الصياديين الذين يمتهنون صيد الغزلان والاتجار بها في حديثه لـ «المدينة» بأنه شاب عاطل عن العمل امتهن هذه المهنة نظرا للمبالغ التي يتحصل عليها، مؤكدا بأنه يتلقى التعليمات من قبل بعض الأشخاص (السماسرة) ليقوم بصيد مجموعة من الغزلان مقابل مبلغ مالي قدره (700) ريال ليقوموا هم بدورهم ببيع هذه الغزلان على السياح بمبالغ تصل حتى (1500) ريال. أهالي فرسان عبروا بدورهم عن استيائهم من هذه التصرفات وقلقهم إزاء مصير ما تبقى من غزلان الجزيرة إذ قال للمدينة/ عبدالمنعم عباس رئيس المجلس البلدي بفرسان أن غزلان الجزيرة هي مكسب وطني وأنها تتعرض لإبادة جماعية من قبل بعض ضعاف النفوس، وأنه يناشد كافة الجهات المسؤولة التدخل العاجل لوضع حد لهؤلاء العابثين بثروات الوطن على حد قوله، وأضاف عباس بأننا اعتدنا قبل سنوات قليلة مشاهدة هذه الغزلان في قطعان كبيرة وبصورة طبيعة وهو الأمر الذي لم نعد نراه منذ ظهور هذه المجموعات الممتهنة للاتجار بالغزلان. أما فيصل يماني فقد طالب بزيادة دوريات الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها بالجزيرة والتي تتجاوز مساحتها (2500) كلم. واشار كل من محمد أحمد وموسى.ش إلى الصيد الجائر لهذه الغزلان الذي سيؤدي إلى انقراضها الوشيك في كل من جزيرة (زفاف) التي تواجه غزلانها نفس مصير غزلان جزيرة السقيد، حيث درجت تلك المجموعات على التوجه لتلك الجزر بالفلوكات واصطياد الغزلان فيها. ويقترح عبدالمنعم عباس قيام الهيئة الوطنية للحياة الفطرية بحصر الغزلان في منطقة محمية داخل المحمية لمنع الاعتداءات عليها. التضاريس صعبت المهام من جهته أكد محافظ فرسان/ حسين ضيف الله الدعجاني في اتصال هاتفي للمدينة أن هذه المشكلة التي تعاني منها غزلان المحمية هي بسبب عدم تعاون الأهالي والسياح وعدم إدراكهم لأهمية هذه الحيوانات النادرة والتي تعد مكسبا وطنيا مهما، موضحا أنه ليس بالإمكان إقفال المحمية لأنها مأهولة بالسكان كما يصعب تكليف مراقب لكل غزال، وأضاف الدعجاني أن صعوبة التضاريس على الجزيرة صعبت من مهام الجهات المسؤولة والرقابية إذ يستحيل الوصول إلى بعض الأماكن بالسيارات، مما سهل على هؤلاء الصيادين الوصول لها بالدراجات النارية، مؤكدا بأن حماية غزلان الجزيرة هدف وطني لن يتحقق دون تعاون المواطنين موضحا أن الدولة مشكورة وفرت كل الإمكانات وأن فرق الهيئة قائمة بأعمال المراقبة والضبط والمتابعة ولكن عدم التعاون فاقم المشكلة. ملاحقة صائدي الغزلان كما أجرت المدينة اتصالا هاتفيا مع رئيس مركز الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها بجزيرة فرسان علي الزهراني والذي قال: للأسف رغم الجهود التي بذلناها ورغم الدعم السخي الذي نتلقاه من حكومتنا -أيدها الله- إلا أن استغلال هذه العصابات للدراجات النارية وتداخل قرى الجزيرة مع أماكن تواجد الغزلان وكذلك دخول بعض هذه الغزلان للمنازل سهل من عمليات الصيد الجائر التي يرتكبونها وصعب من مهام عملنا ولكننا بالرغم من ذلك قمنا باستحداث قسم للدراجات النارية يقوم بمهام الرقابة والضبط ويعمل جنبا إلى جنب مع الدوريات الأخرى كنوع من أنواع الإسناد والذي يعد الأول من نوعه على مستوى مراكز الهيئة في المملكة. وأضاف الزهراني بأنه لا صحة لعدم عمل الدوريات البحرية التابعة لنا بل على العكس فهي تقوم بجولاتها اليومية المعتادة. ولفت الزهراني إلى انه تم استحداث عدد من المراكز التابعة للمركز الرئيس بالجزيرة منها مركز الحريد ومركز (صيد) كما يجري العمل على افتتاح مراكز أخرى في الأيام المقبلة. الطميحي: تقلص أعداد الغزلان ينذر بانقراضها ولابد من تدارك الوضع بدوره علق الدكتور فيصل بن علي الطميحي رئيس قسم السياحة والآثار بجامعة جازان على الظاهرة بقوله: الدولة أصدرت قوانين عدة من أجل حماية الحياة الفطرية بكل أنواعها بما فيها الحيوانات البرية كالغزلان ونحوها، وأقامت لها المحميات ومنعت صيدها من أجل المحافظة عليها، وأضاف الدكتور طميحي لقد تعرضت الغزلان البرية في جزيرة فرسان للقتل الجائر وليس للصيد الجائر والكل يعلم بأن جزيرة فرسان محمية طبيعية وفق النظام الذي شرعته الدولة، ورغم ذلك تم تجاوز ذلك النظام من قبل هؤلاء العابثين، ودخلوا بأسلحة صيد ممنوعة إلى داخل الجزيرة مما يلفت النظر عن دور جهات التفتيش والرقابة. وأضاف لقد تقلص عدد غزلان الجزيرة إلى أدنى مستوى له على الإطلاق مما ينذر بانقراضها قريبا ما لم يعمل سريعا على تدارك الوضع. واضاف: أن هذه الجريمة دائما ما تتكرر فلعلنا نذكر قصة الغزلان التي جرى قتلها في أطراف الربع الخالي وقاموا بنشر صورها بكل بجاحة وصور الكمية المهولة من الضبان التي جرى صيدها في شمال المملكة وقام صائدوها بتصوير أنفسهم، نعرف انه تم القبض على الجناة في الحالتين قتلة الغزلان وصائدي الضبان وقد تكون الضبان سلمت لكن غزلان فرسان قتلت بكل شناعة ولا نعرف ما العقاب الذي طال أولئك. ودعا الطميحي لتنظيم حملة توعوية للمحافظة على الحياة الفطرية والحيوانات البرية بالمملكة، مشيرا إلى ان غياب الوعي سيجعل ضعاف النفوس يتمادون في غيهم، فلا بد في الإسراع بعمل مثل هذه الحملات مواكبة لرؤية المملكة 2030 التي تسعى لتنمية الموارد الاقتصادية للدولة. المزيد من الصور :
مشاركة :