أفاد علماء نشرت دراستهم في حوليات أكاديمية العلوم الأميركية «بناس»، أن كاليفورنيا التي تعاني من جفاف منذ سنوات، تمتلك مخزونات من المياه الجوفية أكبر بثلاث مرات مما كان مقدراً حتى الآن. غير أن الوصول إلى هذه الطبقات الجوفية العميقة مع حفظها من عمليات التلوث الناجمة عن النشاطات النفطية والغازية ليس بالمهمة السهلة، وفق ما أوضح الخبراء. ويقع جزء كبير من هذه المخزونات على عمق 300 إلى ألف متر تحت الوادي الأوسط في الولاية، ويضم حوالى 2700 كيلومتر مكعب من المياه القابلة للاستخدام في المنطقة الزراعية الشاسعة، الممتدة على مسافة 65 ألف كيلومتر مربع، والتي تعاني كثيراً من الجفاف منذ خمس سنوات. وقال الأستاذ في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا والمعد الرئيس لهذه الأعمال روبرت جاكسون، إن «من النادر جداً العثور على كمية كبيرة من المياه، إلا أن هذا ما وقعنا عليه. ثمة كميات أكبر بكثير من المياه العذبة القابلة للاستخدام مما كنا نظن». وكان حاكم الولاية جيري براون أعلن حال الطوارئ في العام 2014 بسبب حدة الجفاف. ولتلبية حاجاتها من المياه، تلجأ كاليفورنيا في شكل متزايد إلى المخزونات الجوفية. وقبل هذا الاكتشاف، كانت البيانات حول مخزونات المياه في كاليفورنيا تعود إلى عقود عدة، وتظهر أنها تصل إلى عمق 300 متر فقط وأقل، لذا كانت معلومات قليلة متوافرة حول هذه الطبقات العميقة. ولغرض هذه الدراسة، استخدم العلماء في جامعة ستانفورد معطيات من 938 حقلاً نفطياً وغازياً، وأكثر من 35 ألف بئر بترول وغاز لرصد منابع المياه العميقة في ثماني مقاطعات في كاليفورنيا. غير أن الاكتشاف يثير القلق أيضاً، وفق ما يشير العلماء، إذ إن 30 في المئة من نشاطات استغلال النفط والغاز موجودة مباشرة في مكان هذه الطبقات الجوفية العميقة، ويضاف إلى ذلك أن بعض هذه الطبقات الجوفية تعاني من ملوحة عالية تتطلب تحليتها قبل استخدامها في الزراعة أو الاستهلاك اليومي.
مشاركة :