هجوم البرتغال في مواجهة صلابة الدفاع البولندي من أجل بطاقة نصف النهائي

  • 6/30/2016
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

تتجه الأنظار اليوم إلى مدينة مرسيليا الساحلية التي تشهد انطلاق مباريات الدور ربع النهائي لكأس أوروبا لكرة القدم الحالية في فرنسا بمواجهة بين البرتغال بقيادة نجمها كريستيانو رونالدو وبولندا بقيادة روبرت ليفاندوفسكي. وتقام مباريات ربع النهائي في الأيام الأربعة المقبلة، فتلتقي ويلز مع بلجيكا الجمعة، وألمانيا بطلة العالم مع إيطاليا التي جردت إسبانيا من لقبها السبت، وفرنسا المضيفة مع آيسلندا المفاجأة الأحد. وتملك البرتغال سجلا أفضل من منافستها في البطولة الأوروبية، إذ كانت على وشك إحراز اللقب الأول في تاريخها قبل أن تخسر على أرضها أمام البرتغال عام 2004، كما وصلت إلى نصف النهائي أعوام 1984 و2000 و2012. من جهتها، تشارك بولندا في البطولة للمرة الثالثة فقط، وكانت خرجت من الدور الأول في المرتين السابقتين، لكنها تألقت على الصعيد العالمي فحلت ثالثة في كأس العالم مرتين عامي 1974 و1982. لم يقدم منتخب البرتغال المستوى الذي يضعه بمصاف المنتخبات المرشحة بقوة لإحراز اللقب رغم وجود رونالدو، الذي بدأ البطولة بشكل متواضع جدا قبل أن يصحو في المباراة الثالثة من الدور الأول ويسجل ثنائية عبر فيها بالفريق إلى ثمن النهائي. في المقابل، فإن منتخب بولندا الذي يضم مهاجم بايرن ميونيخ الألماني الفذ روبرت ليفاندوفسكي امتاز حتى الآن بالصلابة الدفاعية، ويكفي أن شباكه اهتزت مرة واحدة فقط في أربع مباريات، وكانت أمام سويسرا في المباراة السابقة. حققت بولندا فوزها الأول في تاريخ البطولة في المباراة الأولى على الضيفة الجديدة أيضًا آيرلندا الشمالية 1 - صفر، ثم فرضت التعادل السلبي على ألمانيا قبل أن تفوز على أوكرانيا 1 - صفر، وأقصت سويسرا من ثمن النهائي بركلات الترجيح 5 - 4 بعد تعادلهما 1 - 1 في الوقتين الأصلي والإضافي. وهي المرة الأولى التي تبلغ فيها بولندا ربع نهائي إحدى البطولات الكبرى منذ 34 عاما. وبدأت البرتغال البطولة بتعادل مخيب جدا مع آيسلندا الضيفة الجديدة 1 - 1، ثم انتهت المباراة الثانية أمام النمسا بتعادل سلبي، وانتظر رونالدو ورفاقه حتى المباراة الأخيرة أمام المجر لإظهار معدنهم وخصوصا في الشوط الثاني، لتنتهي المباراة 3 - 3 بعد لحظات مثيرة لتتأهل البرتغال كأحد أفضل أربعة منتخبات حلت في المركز الثالث، حيث نجح رونالدو أخيرا في هز الشباك فسجل هدفين وبات أول لاعب في التاريخ يسجل في أربع بطولات أوروبية مختلفة. وصحيح أن رونالدو لم يسجل في ثمن النهائي أمام كرواتيا، لكنه مرر كرة إلى كواريزما سجل منها هدف العبور إلى دور الثمانية قبل ثلاث دقائق من نهاية الشوط الإضافي الثاني. وظهرت عيوب كثيرة في أداء المنتخب البرتغالي، إذ كشف المنتخب المجري ثغرات دفاعية هائلة في تشكيلة المدرب فرناندو سانتوس، كما أن كرواتيا تفوقت عليه فنيا رغم خسارتها في ثمن النهائي. وباتت مباراة البرتغال وكرواتيا أول مباراة في تاريخ كأس أوروبا لا تشهد أي تسديدة مباشرة على المرمى في الوقت الأصلي. والفوز على كرواتيا كان الأول للبرتغال في البطولة، وهو ما تبحث عن تكراره أمام بولندا رغم صلابة دفاعها. وبدا المدافع البرتغال جوزيه فونتي متفائلا بقوله: «ستكون لدينا دائما الفرص للفوز. نملك رونالدو أفضل لاعب في العالم، ولاعبين مثل ناني وكواريزما وجواو ماريو». واعتبر فونتي أن المدرب سانتوس لا يكترث كثيرا للطريقة التي يعتمدها في حال تابع المنتخب طريقه إلى نصف النهائي مؤكدا: «إذا تعين علينا اللعب بشكل سيء والفوز، فانا سأفعل ذلك. كفريق تريد تقديم كرة قدم جيدة والفوز ولكن أحيانا لا تستطيع ذلك». وسخر حارس بولندا فويسيتش تشيسني الذي خاض المباراة الأولى أمام آيرلندا الشمالية من القول إن رونالدو ليس في القمة، وأعرب أيضًا عن إعجابه بالبرتغالي الشاب ريناتو سانشيز، 18 عاما، المنتقل إلى بايرن ميونيخ مقابل نحو 5.‏38 مليون دولار. وقال تشيسني: «منتخب البرتغال رائع، إنه ليس فقط كريستيانو رونالدو، والبعض يقول إنه لا يقدم أفضل مستوياته، ولكن ما زلت أحب أن يكون في فريقي». وأضاف: «فضلا عن رونالدو، أعجبني ريناتو سانشيز. من دون شك، إن عملا كبيرا ينتظرنا اليوم». وقد يشارك سانشيز أساسيا للمرة الأولى في البطولة بسبب بعض الإصابات التي تواجه رافائيل غيريرو وأندريه غوميش وجواو موتينيو. ويعول مدرب بولندا آدم نافالكا على جدار حديدي في الدفاع يتألف من لوكاس بيتشيك وكميل غليك وميشال بازدان وارتور يدرييتشيك، وخلفه تشيسني أو لوكاس فابيانسكي الذي شارك في المباريات الثلاث الأخيرة. واختبر الدفاع البولندي جيدا حتى الآن، ويكفي أن ألمانيا فشلت في التسجيل، ونجحت سويسرا مرة واحدة فقط عبر شيردان شاكيري، وهو الهدف الوحيد الذي ولج مرمى بولندا في أربع مباريات ما يضع رونالدو ورفاقه امام تحديات صعبة جدا. وجاء نافالكا إلى البطولة بسلاح هجومي فتاك لكنه لم يعمل حتى الآن، إذ فشل المهاجم ليفاندوفسكي في التسجيل في أربع مباريات، وهو الذي تصدر ترتيب هدافي الدوري الألماني في الموسم المنصرم برصيد 30 هدفا. وعانى ليفاندوفسكي من بعض الآلام بعد الفوز على كرواتيا، لكن مساعد المدرب هوبرت مالوفييسكي أكد: «لسنا قلقين إطلاقا بشأن روبرت، لقد عانى من بعض الآلام بعد المباراة ولكنه سيكون جاهزا أمام البرتغال». ولا ينحصر الخطر البولندي فقط بليفاندفوسكي، إذ يمتلك نافالكا سلاحا ثانيا مع ياكوب بلاشتشيكوفسكي صاحب هدف الفوز على أوكرانيا، كما يعول على ظهير أيمن بروسيا دورتموند الألماني لوكاس بيتشيك ومهاجم أياكس أمستردام الهولندي أركاديوسش ميليك صاحب هدف الفوز على آيرلندا الشمالية. ومما لا شك فيه أنه بموازاة المعركة الكروية بين المنتخبين البرتغالي والبولندي لحجز بطاقة العبور إلى نصف النهائي، فإن معركة منتظره أخرى ستدور رحاها بين المهاجمين رونالدو وليفاندوفسكي. وتحمل معركة رونالدو - ليفاندوفسكي عنوان شخصية لكل منهما، فرضتها ظروف المباريات الأربع لهما في البطولة حتى الآن. الأمر المؤكد أن رونالدو وليفاندوفسكي لم يقدما أفضل ما لديهما في البطولة الأوروبية بعد، ولكن البرتغالي عرف الوصل مع الشباك في المباراة الثالثة، في حين أن ليفاندوفسكي لا يزال صائما عن التسجيل. وينظر إلى رونالدو وهو في الحادية والثلاثين من العمر على أنه فارس الفرصة الأخيرة لنقل نجاحاته إلى المنتخب بعد أن حقق كل شيء مع فريقه ريال مدريد الإسباني. في المقابل، فإنه من المؤكد ان بولندا التي كانت خارج دائرة الترشيحات تماما تعلق آمال كبيرة على ليفاندوفسكي صاحب المشوار الرائع مع بايرن ميونيخ. وعلى المستوى الشخصي يتطلع رونالدو لكسر الرقم القياسي للنجم الفرنسي السابق ميشال بلاتيني في عدد الأهداف في نهائيات البطولة الأوروبية. وتعملق بلاتيني وسجل تسعة أهداف في بطولة واحدة عندما استضافتها بلاده عام 1984، فقادها إلى لقبها الأول في تاريخها، فيما يملك رونالدو ثمانية أهداف. ويعد أن سجل المهاجم البرتغالي رقما قياسيا، إذ بات أول لاعب في تاريخ البطولة يسجل في أربعة نهائيات، بعد أن كان سجل هدفين في كأس أوروبا 2004، وهدفا في 2008، وثلاثة أهداف في 2012، حطم رونالدو أيضًا الرقم القياسي لعدد المباريات في النهائيات الأوروبية حيث خاض 17 مباراة حتى الآن، متقدمًا على الحارس الهولندي أدوين فان در سار والفرنسي ليليان تورام. وكان تخطى أيضًا لويس فيغو (127 مباراة) في عدد المباريات الدولية مع منتخب البرتغال رافعا رصيده إلى 130 مباراة، وعزز رقمه القياسي في الأهداف الدولية لبلاده برصيد 60 هدفا حتى الآن. وراهن الجميع على رونالدو في البطولة، خاصة بعد موسم رائع قاد فيه ريال مدريد إلى تعزيز رقم القياسي في دوري أبطال أوروبا بإحراز اللقب الحادي عشر على حساب جاره أتليتكو مدريد. وتخلص رونالدو من البداية المتوترة في كأس أوروبا، فبعد الفشل في التسجيل في المباراتين الأوليين أمام آيسلندا والنمسا، وبعض التصريحات غير الموفقة ضد آيسلندا عن نهجها الدفاعي ثم إهدار ركلة جزاء أمام النمسا، حيث سدد الكرة بالقائم الأيمن للمرمى، إلى حادثة رمي ميكروفون لأحد الصحافيين في مياه بحيرة ليون، فإن الـ«دون» عاد في الوقت المناسب في المباراة الحاسمة أمام المجر. على المقلب الآخر، يعيش ليفاندوفسكي، 27 عاما، عقما هجوميا وهو الذي يرعب المدافعين وحراس المرمى بشهيته التهديفية العالية. وسجل ليفاندوفسكي 30 هدفا في الموسم الماضي مع بايرن ميونيخ توج فيها هدافا للدوري الألماني، كما أنه صاحب الرقم القياسي في التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أوروبا برصيد 13 هدفا. وقد يكون الأسلوب الدفاعي الذي يعتمده مدرب بولندا آدم نافالكا سببا في عدم حصول ليفاندوفسكي على الكرات الخطرة للتسجيل، لكن بعد أربع مباريات عقيمة، يتعين عليه إظهار خطورته أمام البرتغال. ودافع نافالكا مرارا عن ليفاندوفسكي بقوله: «إنه لاعب في غاية الأهمية لنا رياضيا ونفسيا. يحفز زملاءه ونحن سعداء بمساهمته خارج الملعب. روبرت، ورغم عدم تسجيله، يساعد زملاءه من خلال خلق المساحات وتحريرهم. يسرق أنظار المنافس وأنا متأكد من قدرته على التسجيل في اللحظة المناسبة». ورونالدو وزميله في المنتخب وريال مدريد بيبي يتذكران جيدا كيف هز ليفاندوفسكي في أحد الأيام شباك فريقهما أربع مرات في مباراة واحدة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2013 عندما كان في صفوف بروسيا دورتموند.

مشاركة :