ارتبطت آلة السمسمية التقليدية ببلدة الغريب في منطقة قناة السويس، ومنها انتشرت الى مدن مصرية أخرى كبور سعيد والإسماعيلية. والسمسمية آلة وترية مصرية، تصنع محلياً وتستخدم لإحياء المناسبات في منطقة قناة السويس، وأوتارها عبارة عن أسلاك من الصلب الرفيع تشد في شكل قوي على صندوق خشب، ويُعزف عليها بالضرب على هذه الأسلاك. «الحياة» التقت صلاح عبدالحميد آدم الشهير بـ «الريس كابوريا» مؤسس أشهر فرق السمسمية في السويس، وهي فرقة «الحنة السويسي»، ومؤسس أول متحف للسمسمية في منطقة القناة و «جمعية محبي السمسمية». يقول كابوريا أن هذه الآلة موجودة في منطقة قناة السويس ومعروفة منذ مشاركة النوبيين في حفر القناة، فوقتذاك أحضروا معهم آلة الطنبورة الشبيهة الى حد كبير بالسمسمية، مع اختلاف في الحجم ونوع الأوتار. فالطنبورة أوتارها غليظة مصنعة من النايلون بينما السمسمية أوتارها معدنية مصنعة من المكابح أو أسلاك الهاتف. ويوضح كابوريا أن السمسمية كانت موجودة في جزيرة زنزبار قبالة تنزانيا، وانتقلت الى السويس وانتشرت على طول سواحل البحر الأحمر. ويضيف أنها عُرفت في السويس من خلال وكالة السنابيك، والسنب هو قالب كبير لصيد الأسماك. وكانت مواسم الصيد في البحر الأحمر تتجاوز ستة أشهر في السنة، فينهمك البحارة على متون السنابك في تحصيل أرزاقهم، مع وجود عازف سمسمية على متن كل سنبك يتقاضى أجراً مثل الصيادين ويؤدي وظيفة مهمة جداً وهي الحض على العمل وتنظيم إيقاعه. ويشير كابوريا الى أن السمسمية بدأت بـ3 أوتار ثم أصبحت 5 أوتار، ولاحقاً 14 و17 و20 الى أن استقرت على 21 وتراً، ما يعني أنها تستطيع أن تصل إلى أكثر من مقام من مقامات الموسيقى الشرقية. وتعود علاقة الريس كابوريا بالسمسمية إلى 50 سنة، وقد تعلم العزف على الفنانين الشعبيين القدامى أمثال إبراهيم البلطي وعبد المنعم عمار اللذين كانا يقيمان حفلاتهما في السويس تقاطع خط سكة الحديد وشارع صدقي القديم، ويُحيي معهما الحفلات الفنانون الشعبيون الريس أبو دراع وخضرة محمد خضر ومحمد طه. وفي ذلك الوقت، برز الشاعر محمد فضل الذي كتب أغنية «من كل أم عربية» والعديد من الأغاني الوطنية في السويس. وضمت الجميع فرقة اسمها «ولاد الأرض» كانت تعمل في السويس عقب هزيمة عام 1967 لتحفيز الناس على الصمود والتحدي. ويقول كابوريا أنه قبل نحو 22 سنة التقى زكريا إبراهيم وأسسا معاً فرقة «الحنة السويسي» للحفاظ على فن السمسمية ومواويل الضمة من الاندثار. وضمت الفرقة أيضاً عربي المصري والريس عبدالشافي ومحمد زنجر ومحمود عبدالقادر ومسلم صبيح وعبدالعزيز البربري وأحمد توتة وهاني خديوي وكرم أبو الليل. وقدم هؤلاء العديد من الحفلات في دار الأوبرا وساقية الصاوي، وفي مدينة ذهب السياحية. وللفرقة عدد من الأغاني المميزة أبرزها «البدوية»، «سامبوكي»، «ياليل آن»، «الحنة السويسي»، «ياريس البحرية»، «بالآلي بالآلي»، و «نوح الحمام». ويضيف كابوريا أنه قبل نحو 10 سنوات أسس جمعية محبي وعشاق السمسمية والفن الشعبي في محافظة السويس مع عاطف سالم ومجموعة من محبي السمسمية وجعل من بيته مقراً لها.
مشاركة :