«فايسبوك» و «غوغل» يهيمنان على بيئة الإعلام؟

  • 6/30/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تمر المعلومات التي ترسلها وسائل الإعلام إلى القراء عبر المعادلات الحسابية لعمالقة الإنترنت الذين يتحكمون في سيل البيانات ويستفيدون من حصة من عائداتها إلى درجة تثير مخاوف البعض. ولخصت دراسة صادرة عن مركز «تاو» للصحافة الرقمية التابع لجامعة كولومبيا في نيويورك الوضع على النحو الآتي: «خلال الأشهر الثمانية عشر الأخيرة، بات عمالقة الإنترنت الذين كانت تربطهم سابقاً علاقات بعيدة بمجال الصحافة من الجهات المهيمنة على بيئة الإعلام». وتقترح مجموعات إنترنت كثيرة على أقسام التحرير في الصحافة نشر المحتويات مباشرة على منصاتها، كما هي الحال مع قنوات المقالات الفورية في «فايسبوك» أو خدمة «ديسكوفر» من «سنابتشات»، وهي باتت «منخرطة مباشرة في كل نواحي الصحافة»، كما جاء في الدراسة. وتقيم غالبية وسائل الإعلام شراكات مع الجهات الوافدة حديثاً إلى مجال الإعلام لتعزيز انتشارها على محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي، لكن الأرباح المالية لا تزال غير مضمونة. وأظهرت دراسة أخرى أن «بعض الجهات تجني أرباحاً من مجال الإنترنت، لكن ليس وسائل الإعلام»، مشيرة إلى أن 65 في المئة من العائدات الإعلانية على الإنترنت تركزت عام 2015 في خمس شركات هي «غوغل» و «فايسبوك» و «مايكروسوفت» و «ياهو» و «تويتر». وارتفعت نسبة هذه العائدات عن تلك المسجلة عام 2014 والتي بلغت 61 في المئة. وبحسب معهد «بيو»، فإن «أثر مجموعات التكنولوجيا على قطاع الصحافة يتخطى المسائل المالية ليشمل مسائل أعمق بكثير». وبات عمالقة الإنترنت «يتجاوزون خيارات مواقع الإعلام وأهدافها ليضعوا محلها خياراتهم الخاصة». ويرى البعض في هذه الخطوة فرصة لتعميم المعلومات على صعيد أوسع، لكن آخرين يعربون عن قلقهم على نوعية الأخبار. وقال دان كينيدي الأستاذ المحاضر في الصحافة في جامعة «نورث إيسترن»: «ليس لديكم أي فكرة عما سيراه المستخدمون، وليس من المستبعد أن تكون المعلومات المقدمة لهم سطحية جدا». وتطرقت دراسة أجراها نك نيومان من معهد «رويترز»، إلى «مخاوف مرتبطة بتكييف المعلومات وفق الحاجات واعتماد معادلات حسابية قد تغض الطرف عن أخبار مهمة ووجهات نظر مختلفة». وهذه الصلاحيات المتزايدة التي تكتسبها مجموعات الإنترنت كانت محط جدل في بداية أيار (مايو) الماضي عندما اتهم موقع «غيزمودو» الإخباري «فايسبوك» بالتلاعب بنشرة المواضيع الرائجة على منصتها، مع تقديم أدلة على هذه الاتهامات. وبعد تحقيق داخلي، خلص أكبر موقع تواصل اجتماعي في العالم إلى أنه لم تجر أي محاولات مقصودة للتلاعب بالمواضيع، لكنه تعهد الحفاظ على حياد الشبكة.

مشاركة :