يكثر المصطافون على شواطئ البحر المتوسط للاستمتاع بالهواء العليل وأمواج البحر، ويحرص كثيرون منهم على النزول إلى البحر لممارسة السباحة، وعلى الرغم من جمال البحر المتوسط إلا أن في داخله تهديداً قاتلاً، فقد حذر العلماء المصطافين الذين يرغبون في الاستمتاع بأشعة الشمس في مياه البحر المتوسط من وجود أسماك قاتلة، تسمى سمكة الأسد "lionfish". وقال العلماء إن ارتفاع درجات حرارة البحر تشجع الأنواع السامة من أسماك الأسد الغريبة والآكلة للحوم على غزو البحر، والتكاثر بالقرب من الوجهات السياحية الأكثر شعبية. بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. وقد استعمرت هذه الحيوانات المفترسة المخيفة تقريباً كامل ساحل قبرص في عام واحد فقط وتسببت في تقلص التنوع البيولوجي في عديد من البيئات المائية، وساهم توسيع وتعميق قناة السويس في وضع المنطقة بأسرها تحت خطر غزو هذه الأسماك وتعد سمكة الأسد من الأسماك القاتلة ، حيث تحتوي زعانفها المشعة على السم ما يجعلها من بين الحيوانات المفترسة بامتياز، وهي مصدر تهديد للصيادين والغواصين، ورغم أن لسعاتها نادراً ما تكون قاتلة، لكنها تتسبب في الغثيان والقيء والحساسية والألم الشديد. وقال ديمتريس كليتو من مختبر أبحاث البيئة في ليماسول بقبرص: "حتى الآن تم الإبلاغ عن مشاهدة بعض أسماك الأسد في البحر الأبيض المتوسط". وأضاف: "من المشكوك فيه أن تغزو هذه الأنواع المنطقة مثلما حدث في غرب المحيط الأطلسي". وتابع: "ولكننا وجدنا وفرة في زيادة سمكة الأسد مؤخراً، وخلال عام استعمرت الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص بأكمله تقريباً بفضل ارتفاع درجة حرارة سطح البحر". جدير بالذكر، أن هذه الأسماك تسببت في الخراب البيئي بعد انتشارها في البحر الكاريبي، إذ تم تسجيل وجود أسماك الأسد في كوبا عام 2007 وفي غضون عامين انتشرت في المياه المحيطة بالجزيرة، فيما نظمت رابطة الدول الكاريبية قمة لمناقشة سبل مكافحة انتشار هذه السمكة السامة، وشجعت كوبا وكولومبيا وجزر البهاما سكانها على البدء في تناول هذه الأسماك للتقليل من عددها، وتنظم كوبا حالياً بطولة صيد لهذه الأسماك سنوياً، وبدأت المطاعم في تقديم لحومها التي تعد طعاماً شهياً في اليابان.
مشاركة :