علاقتي في مصر تمتد إلى اكثر من نصف قرن ، فأنا لا أقول أني شربت من مية النيل و لكني أقول شربت من ثقافة و فن مصر و لازلتُ و سأبقى عاشقاً لمصر و فنها و ثقافتها و لي في مصر ذكريات جميلة و أصدقاء و أحبة قويت علاقتنا مع مرور الزمن ، فالكويتيون منذ نعومة أظفارهم تشربوا بالثقافة المصرية و بفنونها ، بل لعلي لا أبالغ إذا قلت أن الثقافة الكويتية قد امتزجت بالثقافة المصرية فولدت ثقافة جديدة خليطة بالثقافتين ، و من لا يفهم هذا فهذا ذنبه و هو قصور منه ، ولمن لا يعلم علاقة مصر بالكويت فهذه العلاقة ليست وليدةً بضع سنوات أو بضعة عقود و إنما تمتد أكثر من عقدين أي منذ عهد محمد علي باشا ، و هذا حديث يطول ليس مكانه و لا أوانه في هذا المقال القصير ، و أيضاً لمن لا يعرف و هذا الكلام للكويتيين أولاً قبل أن يكون للمصريين أن مصر في العهد الملكي و في عهد الأديب الدكتور طه حسين الذي كان وزيراً للمعارف أرسلت وزارة المعارف و على حسابها بعثة من المعلمين المصريين إلى الكويت للتدريس في مدارسها التي بدأت بمدرسة واحدة وهي المدرسة المباركية عام 1912 ثم المدرسة الأحمدية في ثلاثينيات من القرن الماضي ، أقول لمن لا يفهم العلاقة التي تربط الكويت بمصر و مصر بالكويت أقول إياكم و المزايدة ، فمصر في قلب الكويت و هناك تاريخ طويل ستفشلون بتشويهه. و لكن وهنا ينبغي أن نضع النقاط على الحروف و نوضح ما التبس على الآخرين ، عندما قلت في مقالتي السابقة عن قرار وزير الصحة الخاص بمستشفى جابر أن هناك وافدون يستقوون بسفاراتهم و تحديداً المصريين لم أكن أتجنى على الحقيقة فالسوالق في هذا كثيرة سواء حضور مندوبين من السفارة المصرية للمخافر الكويتية إذا كان المتهم مصرياً أو الحملات الإعلامية الظالمة من صحافة و قنوات تلفزيونية مصرية على الكويت، هل نضرب هنا بعض الأمثلة أم نكتفي بالإشارة و الحر تكفيه الإشارة ، يبقى مسألة تخصيص مستشفى جابر للكويتيين وهو القرارالذي قيل أن وزير الصحة قد أصدره ، أقول هذا القرار لن ينفذ بحذافيره لعدة أسباب لعل أول الأسباب كونه غير واقعي و لا عملي ، فهل إذا خصص مستشفى جابر للكويتيين أن تهمل بقية المستشفيات الحكومية أو لا تستقبل المرضى الكويتيين اأم تغلق أبوابها ، لقد قلت و أقول مجددا لتكن المستشفيات الحكومية لعلاج الكويتيين و المستشفيات الأهلية لعلاج الأخوة الوافدين و يبقى مستشفى جابر لعلاج الحالات النادرة فالمستشفى بهذه الضخامة و الفخامة ينبغي أن تكون خدماته متميزة و على المستوى العالمي سواء لمرضى الداخل أو للمرضى من خارج البلاد، و بذلك نغلق باب الحساسيات و أشمعنى الكويتيين مو الوافدين ، فيما ثلاثة أرباع العاملين في المشافي و المراكز الصحية الحكومية من الأخوة الوافدين ... يبقى في الأخير اأن نضع النقاط على الحروف و أن نفصل ما بين حقوق الكويتي و حقوق الوافد ، و على كل الأخوة الوافدين أن يقيسوا الامتيازات التي يحصل عليها الوأفد الى بلدانهم بالمقارنة مع امتيازات المواطن ، ثم بعد ذلك حاسبوا الكويتيين ... حسن علي كرم
مشاركة :