العالم الغربي المتحضر يبذل فيه العلماء والباحثون في مختلف المراكز العلمية البحثية والتكنولوجيا الحديثة ويقضون معظم أوقاتهم في المعامل والمختبرات ومسخرين أفكارهم وجهودهم ومواهبهم لخدمة البشرية في مختلف الاختراعات بالإضافة إلى الأموال والميزانيات المخصصة لمثل هذه الاختراعات التي تسهل للإنسان أموره الحياتية ونحن في عالمنا العربي مشغولين بالحروب والقتال والتناحر فيما بيننا وأصبحت روح الإنسان لا قيمة لها في هذا العصر وكأني أتصور وأتخيل قلوب الأمهات المفجوعة التي فقدت أبناءها وبناتها في طرفة عين كان البعض منهم ضحية هذه المآسي البعيدة عن الشفقة والعطف في الذي يحدث حاليا ونتائجه التي تعصر القلوب حزنا وألما وحسرة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . وحتى لا نتوسع أكثر في الحديث عن هذه المشاكل المأساوية التي يعرفها الجميع ويشاهدونها في الفضائيات صباحا ومساءا ويقرؤون عنها في الإعلام المقروء ويسمعون عنها في الإعلام المسموع . دعونا نتحدث عن إحدى هذه الاختراعات وهي التكنولوجيا الحديثة والتي يساء استخدامها مع الأسف الشديد من البعض في المرافق العامة في بلدنا الكويت والأمثلة كثيرة لا حصر لها ولا لها أول ونتمنى أن تكون لها نهاية بحسن استخدام التكنولوجيا . وسأذكر مثلا مختصرا حفاظا على وقت القارئ خاصة ونحن في شهر رمضان المبارك شهر العبادة والتهجد في الليل والسهر والنوم العميق في النهار والذي ربما يثير انتباه القارئ بعنوان مقالنا "إساءة فهم استخدام التكنولوجيا في المرافق العامة" وبلا شك قد مر البعض بمثل هذه الإساءة للتكنولوجيا التي يساء فهمها واستخدامها . ولقد حدثني صديق ذهب لإجراء معاملة التجديد لإقامة خادم منزله وحسب التعليمات والقرارات والحرص علي صحة الإنسان الذي يعمل في المنزل أو في أي مكان آخر يطلب منه إجراء فحوصات طبية وإذا كان سليما يسمح له بتجديد الإقامة في جواز سفره. ويتابع الصديق حديثه معي بأنه ذهب في هذا الجو الحار وهذه الشمس الحارقة إلى أحد مراكز الفحص الطبي وبعد إجراء الفحص الطبي قالوا له مراجعتنا بعد عدة أيام وجاء الصديق مع خادمه في الموعد المحدد لاستلام نتيجة الفحص الطبي فقالوا له اذهب إلى مركز الخدمة لإنهاء معاملتك في تجديد الإقامة وصدق الصديق كلامهم وعندما وصل إلي مركز الخدمة قابلوه مقابلة حضارية طيبة من الموظفين في مركز الخدمة التابع لوزارة الداخلية وقالت له إحدى الموظفات باحترام أدبي وأبوي عمي خادمك يجب أن يعود إلي المركز الصحي لإعادة الفحص مرة ثانية فرد الصديق عليها بأدب واحترام قبل نصف ساعة كنت في المركز الصحي ولم يقولوا لي مثل ما تفضلتي به فردت عليه باحترام أيضا إن الكمبيوتر الذي أمامي يقول ذلك بأسلوب تكنولوجي وأعطته نسخة مطبوعة من الكمبيوتر للمراجعة. ويضيف الصديق ذهبت وأنا أشكوا أمري إلى الله لأقابل المسئولين في المركز الصحي الذين قابلوني أيضا مقابلة حسنة وترحيب حار وأنهوا معاملتي بفحص الخادم مرة أخرى وقالوا لي اذهب الآن إلى مركز الخدمة لإنهاء إجراءات الإقامة لخادمك وشكرت هذا المسئول وقلت له لماذا لم يطلب الموظف عندكم أن يعاد الفحص الطبي ولا يرسلني إلى مركز الخدمة وهذا بلا شك واضح أمامه في الكمبيوتر الذي يستخدمه وبتواضع رد عليه كما يقول الصديق هذه إحدى إساءة فهم استخدام التكنولوجيا من بعض الموظفين عندنا وأيضا في بعض مرافق الدولة وسوف نحاسب هذا الموظف على تصرفه في سوء فهم استخدام الكمبيوتر لهذه المعاملة أو غيرها وأضاف المسئول أن المراجع دائما ضحية سوء فهم استخدام التكنولوجيا في مرافق الدولة. آخر الكلام : ونحن نتابع ونشاهد في هذه الأيام مباريات كأس أمم أوربا 2016 فإن هناك مفاجآت في المباريات وتوقعات بفوز فريق على آخر وتكون النتيجة بالعكس لاحدى الفرق المتوقع فوزها كما أن هناك مراهنات فيها الرابح وفيها الخاسر كما أن هناك مواقف غريبة مثل الذي كان من أحد الجماهير بحضوره إحدى المباريات وكان المقعد الذي بجانبه خالي لم يجلس عليه أحد بينما جالس على الجهة الثانية أحد الجماهير قال له كيف يغيب أي إنسان عن الحضور لمشاهدة هذه المباراة الدولية الهامة حيث أن المقاعد بملاعب العالم محجوزة مقدما سواء حضر أو لم يحضر الذي حجز المقعد فرد عليه جاره المقعد الذي بجانبه هذا المقعد لأخي ولكنه توفي قبل يوم المباراة وأبدى جاره في المقعد الذي بجانبه شديد الأسف له والحزن وسأله لماذا لم تحضر معك أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك فرد عليه جميع أفراد عائلتي وأصدقائي ذهبوا لتشييع جنازة أخي وأنا الآن أحضر المباراة لأنها بالنسبة لي هامة جدا ولم أجد أي أحد من أفراد عائلتي أو أحد أصدقائي ليرافقني في حضور المباراة وهذا موقف غريب من إحدى مفاجآت مباريات كأس أمم أوربا 2016 وسلامتكم . بدر عبد الله المديرس al-modaires@hotmail.com
مشاركة :