الصلاة غذاء للروح والجسد والعقل (2)

  • 7/1/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

سيكون قراء «العرب» على موعد مع صفحة صحية يقدم فيها الدكتور سعدي إبراهيم العديد من النصائح الطبية للصائمين الذين سَيجدون في هذه الصفحة كل ما يخطر على بالهم من الأجوبة الطبية التي غالباً ما تهم الصائمين خلال الشهر الفضيل. السجود وقد تقدم ما يدل على وجوبه من الكتاب وبيَّنه رسول الله صلى الله عليه وسلم "ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً" فالسجدة الأولى والرفع عنها ثم السجدة الثانية مع الطمأنينة في ذلك كله فرض في كل ركعة من ركعات الفرض. حد الطمأنينة وهي المكث زمناً ما بعد استقرار الأعضاء، قدر أدناها بمقدار تسبيحه. أعضاء السجود الوجه والكفان والركبتان والقدمان.. فعن العباس بن عبدالمطلب أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب: (وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه)"، وعن ابن عباس قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يسجد على سبعة أعضاء ولا يكف شعراً ولا ثوباً: الجبهة واليدين والركبتين والرجلين. وقال النبي صلى الله عليه وسلم "أمرت أن أسجد على سبعة أعظم: على الجبهة وأشار بيده على أنفه، واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين". فالصلاة فرضها الله تعالى على عباده فهي غذاء للروح حيث يبدأ المسلم يومه بالتوضؤ للاستعداد للصلاة، والوضوء نظافة.. والنظافة من الإيمان، والجسم النظيف ليس عرضة للميكروب والمرض، ومواظبة المسلم على صلاته تعني مواظبته على الوضوء والنظافة، وينزل الله سبحانه وتعالى آياته وتعاليمه لخير البشرية ورفعتها، فالآيات الكريمة التي تحثنا على المواظبة على الصلاة في مواقيتها وعدم السهو والتلاهي عنها، فإنما هي تنزيل من "{عزيز حكيم" لقوله تعالى {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}.. إلى آخر الآية. - فالصلاة بما فيها من ركوع وسجود وانحناء شكراً لله تفيد كل عضو من أعضاء الجسم فهي تقوي العضلات وتفيدها وتنشط حركة الجسم، والصلاة لتنشيط الدورة الدموية. - فالصلاة صلة العبد بربه فيحسها المسلم بعد صلاة الفجر عندما يستقبل يومه برضا وهدوء وطمأنينة، لأنه أدى فرض الله سبحانه وتعالى عليه، ويحسها المسلم بعد صلاة الظهر عندما يسهل الله له أموره ويفتح له أبواب الرزق، ويحسها المسلم أيضاً بعد صلاته للعصر عندما يبارك الله تعالى في أولاده ويهديهم إلى الصراط المستقيم، ويحسها بعد صلاة المغرب عندما يبارك له في رزقه، وبعد صلاة العشاء عندما ينام راضياً مطمئناً لأنه على صلة بالله سبحانه وتعالى. والصلاة كما أنها غذاء للروح والجسد فهي غذاء للعقل، فالعقل السليم في الجسم السليم، فالصلاة تجعل المسلم يقظاً وغير شارد الفكر والذهن. الدعاء قبل التشهد وقبل السلام يستحب الدعاء بعد التشهد وقبل السلام بما شاء من خيري الدنيا والآخرة. عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة "اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيى والممات اللهم أعوذ بك من المأثم والمغرم". وروى أبو داوود والحاكم: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول دبر كل صلاة ((اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت)).. وعن أم سلمه، أن النبي صلي الله عليه وسلم كان يقول: إذا صلى الصبح حين يسلم "اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً واسعاً وعملاً متقبلاً". ولقد اتضح أن في كل حركة من حركات الصلاة سواء في الركوع أو السجود أو حتى أثناء إقامة الصلاة أن جميع عضلات الجسم الإرادية أو اللاإرادية تعمل بنشاط وتتجدد ميكانيكية عملها وتنشط أليافها وتزداد الدورة الدموية فيها بما تحمله من مضادات حيوية وتجديد لخلاياها، وفي الوقت نفسه تتحرك جميع مفاصل الجسم في اتجاهاتها المختلفة، وفي أوضاعها التي خلقها الله، وبذلك تزداد حيويتها وتزداد مرونتها، وفي ذلك إطالة لعمرها ولقد جاءت مواقيت الصلاة في أوقات يحتاج الجسم لاستعادة نشاطه وتجديد حركته، بما يضمن صحة هذه الأعضاء وزيادة حيويتها بما يعتبر علاجاً طبيعياً لكل الجهاز الحركي. وتزداد هذه الحيوية عند صلاة القيام أو التراويح في رمضان، حيث يصوم المسلم طوال اليوم وبعد إفطاره ينشأ عن ذلك بعض الخمول، فتأتي هذه الصلاة في وقتها لتؤدي للجسم أعظم فائدة لتوازن الدورة الدموية الطرفية المركزية.. أي توازن توارد الدم إلى الأطراف التي تقوم بالحركة داخل الجسم حول المعدة والأمعاء، وفي ذلك موازنة صحية للجسم تعيد له نشاطه وحيويته. ولقد أصبح من المعلوم يقيناً أن الإنسان في العصور المختلفة يحتاج إلى مَن يشكو إليه همومه وأوجاعه، وهذا ما يسمي (الإفضاء) حيث يسر الإنسان ما في نفسه أو يفضي بما يجول في داخله، وذلك يريحه إلى حد كبير. فما بالك بالإفضاء إلى الخالق عز وجل. وذلك في الوقت الذي يناسب المخلوق، والمدة التي يحددها مطمئناً إلى حفظ سره ومتأكداً من إجابة طلبه، حيث يسأل المعز الكريم القادر على كل شيء. أبعد هذا يوجد شك لدى الإنسان المسلم بأن الصلاة هي علاج الجسم والروح؟!;

مشاركة :