المدير التنفيذي لشركة «نيسان»: عصر التكنولوجيا يصعب مهمة التعرف على «التجاري» من «الأصلي»

  • 7/1/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكد المدير التنفيذي لشركة «نيسان في الشرق الأوسط» سمير شرفان، وجود تنامي لقطاع غيار السيارات المقلدة، مبيناً انه لم يشهد دخول أي موزع لقطاع الغيار المقلدة إلى السجن حتى الآن، إلا أنه يمكن رفع قضايا جنائية أمام المحاكم المختصة من أجل البت فيها، مشيراً إلى أن معرفة الفرق بين قطع الغيار المقلدة والأصلية أصبح أكثر صعوبة في خضم عصر التكنولوجيا والابتكار، وقال إن قطع الغيار المقلدة تتركز ضمن فئات عدة بدءاً من الفرامل، وفلاتر الزيت، وأقراص الفرامل ويستند مصنعو قطع الغيار المقلدة بتصنيع القطع الغيار إلى حجم الطلب في السوق على أنواع محددة من قطع الغيار. كاشفاً عن أن ظهور قطع الغيار المقلدة في السوق تأخذ وقت أكبر من الماضي بنحو ثمانية شهور، مؤكداً أن «نيسان» لا تمتلك القدرة على السيطرة على أمكنة تصنيع تلك القطع المقلدة، مبيناً أن لدى الشركة قائمة سوداء تضم المستوردين الذين يجلبون هذه القطع للأسواق المختلفة، كما تناول جملة من الموضوعات ذات البعد الاقتصادي والمؤسسي في الحوار التالي: حتى الآن.. لم نشهد دخول أي موزع لقطاع الغيار المقلدة إلى السجن الآفة المهلكة لماذا يعتبر شراء قطع الغيار الرخيصة المقلدة مشكلة حقيقية بالنسبة لقطاع السيارات في المنطقة؟ تشكل قطع الغيار المقلـدة خطراً حقيقياً على سلامة السائقين والسيارات في آن معاً، فهي تزيد مـن احتمالات وقوع الحوادث والحاجة لإصلاحات باهظة الثمن. ولا تزال هذه الآفة المهلكة تنتشر في سوق قطع الغيار بما تحمله من تأثيرات سلبيّة على العلامات التجارية للسيارات والقطاع بشكل عام. وتتجلى أبرز هذه الأضرار في تشويه صورة العلامات التجارية، وحصول العملاء على قطع غيار ذات نوعية سيئة، والأسوأ هو اهتزاز ثقة العميل بمعايير الجودة للشركات المصّنعة، وتعد «نيسان» هدفاً دائماً للمقلدين والموردين المزيفين لكونها واحدة من أبرز العلامات التجارية في منطقة الشـرق الأوسـط من حيث مبيعاتها الكبيرة ومكانتها الرائدة في سوق قطع الغيار لمرحلة ما بعد البيع. لدينا في الشركة قائمة سوداء تضم المستوردين للمقلد في الأسواق المختلفة بعض المخاطر ما الآثار المترتبة على السلامة نتيجة شراء قطع غيار مقلدة لسيارات «نيسان»؟ تنطوي قطع الغيار المقلدة على مشكلات ومخاطر عديدة للركاب والسيارات على حد سواء. فعلى سبيل المثال، تحد الفرامل المقلدة من إمكانية توقّف السيـارة مقارنة مع الفرامل الأصليّة، مما يزيد فرص وقوع الحوادث. وقد لا تعمل الوسائد الهوائية المقلّدة بشكل صحيح، وهذا يزيد بدوره مخاطر واحتمالات وفاة السائق والركاب خلال الحوادث، ولا يتم صنع قطع الغيار المقلدة بنفس مواصفات ومعايير القطع الأصلية، ولذلك قد تؤدي إلى أضرار بالغة في السيارة أو زيادة الحاجة إلى إصلاحات باهظة. على سبيل المثال، قد تتعطل فلاتر الزيت المقلدة بشكل أسرع نظراً لتصنيعها من مواد متدنية الجودة، وقد تتفتت أيضاً مما يفضي إلى اختلاط القطع المتفتتة مع الزيت وبالتالي تعطل المحرك. وبذلك يكون إصلاح تلف المحرك نتيجة استخدام هذه القطع المقلدة باهظاً للغاية. نتعاون بشكل وثيق مع الشركاء والجهات المعنيـة بالسلامـة لمحـاربـة الغـش تركيز القطع المقلدة ما هي قطع الغيار التي يتم تزويرها عادة؟ تندرج الأجزاء وقطع الغيار المقلدة ضمن فئات عدّة بدءاً من الفرامل، وفلاتر الزيت، وأقراص الفرامل وصولاً إلى مفاتيح تبديل السرعة، وأحزمة الأمان، ومكوّنات أنظمة الحركة. ويتخذ مصنّعو قطع الغيار المقلدة قراراتهم استناداً إلى حجم الطلب في السوق على أنواع محددة من قطع الغيار. فحين يرصد هؤلاء المصنّعون ارتفاع الطلب على أجزاء معينة، ينتجون نفس الأجزاء بكميات كبيرة مما يؤدي إلى ارتباك العملاء نتيجة إغراق السوق بقطع مقلدة، عدا عن أن العميل العادي غير قادر بطبيعة الحال على التمييز بين القطع المقلدة والأصلية. ولهذا السبب نوصي العملاء دائماً بشراء القطع من الوكلاء المعتمدين لضمان سلامتهم وراحة بالهم. صعوبة اكتشاف الفرق ما مدى صعوبة اكتشاف الفرق؟ كان من السهل في الماضي اكتشاف الفرق من خلال عمليات التعبئة رخيصة التكلفة، والمعلومات الخاطئة عن المنتجات، والمواد منخفضة الجودة، الأمر الذي كان يتيح للعملاء اكتشاف المنتجات المقلدة بدلائل بسيطة. وقد أصبحت معرفة الفرق اليوم أكثر صعوبة في خضم عصر التكنولوجيا والابتكار. ما مدى سرعة تدفق القطع المقلدة لتشمل نماذج تم إطلاقها حديثاً؟ في الماضي كان يستغرق الأمر بين 18 - 24 شهراً. أما اليوم، فيتطلب وقتاً أكبر من ذلك بكثير، ليس لدينا أرقام دقيقة في هذا الخصوص، ولكننا نرجح الحاجة لنحو 8 أشهر قبل أن تظهر قطع الغيار المقلدة في السوق. أين يتم تصنيع هذه القطع؟ يتم إنتاج قطع الغيار المقلدة بشكل رئيسي في الصين؛ ومن حيث التصدير، فإن «نيسان» لا تمتلك القدرة على السيطرة على أمكنة تصنيع تلك القطع، ولكننا لدينا قائمة سوداء تضم المستوردين الذين يجلبون هذه القطع للأسواق المختلفة. هل تتنوع الجودة من قطعة مقلدة لأخرى؟ نعم، وقد شهدنا على سبيل المثال حالة استخدام وسائد هوائية مقلدة لإحدى سيارات «نيسان». ومع أن تلك الوسائد بدت تماماً مثل الأصليّة من حيث الشكل الخارجي، ولكن ثبُت عند استخدامها عدم وجود كيس انتفاخ بداخلها؛ أي أن العميل يدفع أمواله مقابل لا شيء، وفي هذه الحالة بالذات، لن يتمكن العميل من التصريح عن ذلك باعتبار أن الوسادة الهوائية يتم استخدامها مرة واحدة فقط؛ ولكن تخيل أن يكتشف ذلك فقط عند وقوع اصطدام أو حادث! كيف تكتشفون وصول قطع غيار مقلدة إلى بلد ما؟ تكون السلطات المختصة عادةً أول من يكتشف دخول هذه القطع عبر الموانئ أو عن طريق نقاط تفتيش الجمارك أو لدى مداهمة المستودعات المشتبه بها. وغالباً ما تتواصل السلطات مع «نيسان» لمعرفة فيما إذا كانت تلك القطع أصلية أم مزيفة، وتتعاون «نيسان» مع عدّة وكالات مستقلة لإجراء تحقيقات ميدانية في السوق وتنبيه الشركة عن أي وكلاء محتملين يبيعون قطعاً مقلدة، وذلك حتى نتمكن على وجه السرعة من إخطار السلطات المعنية. عقوبة توزيع المقلد ما هي عقوبة توزيع قطع الغيار المقلدة؟ تتراوح العقوبة بين الغرامات الباهظة ومصادرة البضائع، وقد تصل أيضاً لمستوى المحاكمة الجنائية وإغلاق الشركات المصنّعة. ومع أننا لم نشهد دخول أي موزع إلى السجن حتى الآن، إلا أنه يمكن رفع قضايا جنائية أمام المحاكم المختصة من أجل البت فيها. ما الخدمات التي تقدمها «نيسان» لتشجيع العملاء على شراء القطع بسهولة من الموزعين المعتمدين؟ تمتلك «نيسان» شبكة واسعة من مراكز الخدمة المعتمدة ووكلاء قطع الغيار في جميع أنحاء المنطقة، مما يتيح لمالكي سياراتها العثور بسهولة على القطع الأصلية والمضمونة بتكلفة تنافسية. وإذا ما أخذنا بالحسبان المخاطر المحتملة لقطع الغيار المقلدة، فإن «نيسان» تضمن لعملائها السلامة وراحة البال استناد إلى أعلى معايير الجودة والموثوقية، علاوةً على ذلك، توفر «نيسان» للعملاء بعد انتهاء فترات ضمان سياراتهم مجموعة واسعة من المنتجات الأصلية المرتبطة بعلامتها التجارية، والتي تضمن لهم راحة البال حتى بعد مضي أكثر من ثلاثة أعوام على امتلاك السيارة. ما الإجراءات التي تتخذونها للتوعية حول هذه المسألة؟ تلتزم «نيسان» بتوعية عملائها في المنطقة حول أهمية ضمان سلامتهم بالدرجة الأولى، وتعزيز رضاهم عن تجربة قيادة سيارات «نيسان» بكل راحة وثقة. وتشتمل بعض الإجراءات التي اتخذتها «نيسان» في هذا الإطار على دعم مبادرات السلامة على الطرقات؛ ويتجلى آخر هذا التدابير في دولة الإمارات العربية المتحدة في إطلاق المنصة الإلكترونيّة وهي مبادرة للتوعية والتواصل مع السائقين في الدولة، وتتولى نيسان» رعاية قسم «قطع الغيار الأصلية» في المنصة، وتنظّم «نيسان» كذلك حملات توعية إقليمية دورية تحت عنوان «القطع الأصلية مقابل المقلّدة»، وذلك من خلال أنشطة ما بعد البيع والتسويق بهدف تعزيز الوعي حول الآثار المترتبة على السلامة والموثوقية نتيجة استخدام القطع المقلّدة، وتلجأ «نيسان» أيضاً إلى القانون لمواجهة مصنّعي قطع الغيار المقلدة محلياً وعالمياً من خلال تشجيع السلطات المحلية على تنفيذ حملات مداهمة، والتعاون مع قطاع صناعة السيارات على نطاق أوسع للقضاء على سوق المنتجات المقلدة. وتأخذ «نيسان» سلامة عملائها على محمل الجد، حيث تتخذ إجراءات قانونية ضد مورّدي وموزّعي قطع الغيار المقلدة الذين يستخدمون علامة «نيسان» التجارية لبيع قطع مقلّدة ذات جودة رديئة في المنطقة. التعاون مع الجهات المعنية ماهي أوجه التعاون مابين شركة «نيسان» والشركاء والجهات المعنية بالسلامة العامة؟ تتعاون «نيسان» بشكل وثيق مع الشركاء والجهات المعنية بالسلامة العامة في البلدان المختلفة، فتوفر الرؤى المعمقة والتدريب للجمارك، والدوائر الاقتصاديّة، وكذلك ممثلي إنفاذ القانون والوزارات المختلفة في أنحاء المنطقة. وتهدف الشركة من ذلك إلى رفع مستوى الوعي والدراية لدى هؤلاء الشركاء لمساعدتهم على التعرف بسهولة على المنتجات الخطيرة والتعامل معها بكفاءة عالية. وعلى سبيل المثال، نظّمت «نيسان» 8 ندوات هذا العام لوحده حول قطع الغيار المقلدة. كما تجري دراسات وبحوث في أسواقها الرئيسية لتحديد التهديدات الناجمة عن قطع الغيار المقلدة على المجتمع. ما هي أكثر سوق خليجيّة تواجه فيها «نيسان» مشكلة قطع الغيار المقلدة؟ تعد دولة الإمارات العربية المتّحدة أكثر البلدان الخليجية التي تواجه فيها هذه المشكلة. حيث تشكل الإمارات مركزاً إقليمياً وحلقة وصل للاستيراد والتصدير بين الشرق والغرب، مما يجعلها وجهة استراتيجية لقطع الغيار المقلدة التي يتم تهريبها عبر الموانئ لتنتقل بعدها إلى الأسواق الشرق أوسطيّة والأفريقية الأخرى. وعلى غرار أي مركز استراتيجي مثل الإمارات، فإن قسماً كبيراً من قطع الغيار المقلدة ينتهي به المطاف في السوق المحلية، ولا يمتلك المستهلكون أحياناً الدراية الكافية للتمييز بين المنتجات المقلدة والأصلية، وبالتالي يدفعون نفس السعر لشراء القطع المقلدة؛ وينطوي ذلك على ضرر كبير للمستهلك، ولكنه يعود بالفائدة على البائعين الذين يحققون هوامش ربح أكبر من بيع المنتجات الرخيصة المقلدة. إنتاج قطع الغيار المقلدة يتم بشكل رئيسي في الصين سمير شرفان صورة نشرتها وزارة التجارة عن اكتشاف مخزن للقطع المقلدة في الرياض

مشاركة :