نظام الأسد يرتكب مجزرةً في أوتايا موقِعاً 12 قتيلاً بينهم نساء وأطفال

  • 7/1/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن، موسكو أ ف ب، رويترز كشفت شبكة «شام» الإخبارية أمس عن ارتكاب جيش بشار الأسد مجزرةً في بلدة أوتايا في ريف دمشق أسفرت عن مقتل 12 مدنياً بينهم أطفال. في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 69 عنصراً على الأقل من قوات النظام وفصائل مقاتِلة خلال معارك في شمال حلب. يأتي ذلك فيما أعلنت الولايات المتحدة اتجاهها نحو «الوفاء بكامل وعدها» باستقبال 10 آلاف لاجئ سوري خلال العام الجاري «رغم الصعوبات». في الوقت نفسه؛ نقلت «رويترز» عن مصادر «مطَّلعة» على فكر «الكرملين» أن موسكو تؤيِّد ترك الأسد منصبه «لكن بعد الوثوق في أن تغييره لن يؤدي إلى انهيار الحكومة». استهداف بلدة أوتايا وأبلَغت شبكة «شام» الإخبارية عن استهداف جيش الأسد بلدة أوتايا التابعة لمنطقة المرج في الغوطة الشرقية لريف دمشق. وذكرت «شام» أن أحياء البلدة قُصِفَت بصواريخ أرض- أرض وتعرضت إلى غارةٍ جويةٍ طالت منازل مدنيين. وأحصت الشبكة، على الإثر، مقتل 12 مدنياً على الأقل معظمهم نساء وأطفال. وأسفر القصف أيضاً عن أضرارٍ ماديةٍ واندلاع حرائق في منازل، فيما سارعت فرق الدفاع المدني لإخماد النيران. وعُرِفَ من الشهداء الطفلتان وئام دياب ويمان دياب، بحسب «شام» التي لفتت إلى بحثِ وحدات الإسعاف والدفاع المدني في قطاع المرج عن عالقين تحت الأنقاض. في ذات السياق؛ وثَّق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 5 مدنيين في أوتايا، بينهم 3 أطفال، جرَّاء «قصف صاروخي من طراز أرض- أرض نفذه النظام». معارك شمال حلب وفي شمال مدينة حلب؛ قُتِلَ 69 عنصراً على الأقل من قوات الأسد وفصائل مقاتِلة خلال معارك بين الطرفين منذ عصر أمس الأول في منطقة مزارع الملاح، بحسب المرصد. وأكد المرصد أن القتلى هم 39 عنصراً سورياً من الفصائل و30 من جيش النظام الذي يستعين بميليشيات طائفية بينها حزب الله الإرهابي. وتدور منذ حوالي أسبوع معارك في مزارع الملاح يهدف النظام من خلالها إلى التقدم وقطع طريق الكاستيلو. والكاستيلو هو المنفذ الوحيد للفصائل المقاتِلة المتركِّزة في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، لذا قد يؤدي قطعه إلى محاصرة هذه الأحياء بالكامل. وتتواصل المعارك في مزارع الملاح، بحسب مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، ويرافقها قصف جوي سوري وروسي على مواقع الفصائل. وتشهد حلب، وهي مركز محافظةٍ تحمل الاسم نفسه، اشتباكات منذ عام 2012 بين الأحياء الشرقية والأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام. وتدور منذ حوالي أسبوع أيضاً اشتباكاتٌ داخل المدينة في أحياء سيف الدولة وصلاح الدين والخالدية التي يتقاسم الطرفان السيطرة عليها، إضافةً إلى حي بني زيد الواقع بأكمله تحت سيطرة الفصائل. وأبلَغ المرصد السوري عن «مقتل طفلين شقيقين جرَّاء سقوط صاروخ على حي المغاير الواقع تحت سيطرة المعارضة» في المدينة. كذلك؛ تعرضت أحياء عدة في الجزء الشرقي، بينها السكري والشيخ سعيد، إلى قصف جوي شنته طائرات حربية تابعة للنظام. احتمالات تخلي موسكو عن الأسد في غضون ذلك؛ ذكرت مصادر مطَّلعة على اتجاهات التفكير في أروقة الرئاسة الروسية «الكرملين» أن موسكو ستؤيد ترك الأسد منصبه «لكن هذا لن يحدث إلا عندما تصبح على ثقة أن تغيير القيادة لن يؤدي إلى انهيار الحكومة السورية». وأخبرت المصادر وكالة الأنباء «رويترز» بأن الأمر قد يستغرق سنوات وبأن موسكو مستعدة خلال هذه الفترة لمواصلة دعمها للأسد دون النظر في المطالبات الدولية بإبعاده. ووفقاً للوكالة؛ من المرجَّح أن يؤدي هذا الموقف إلى مزيدٍ من التعقيد في مباحثات السلام المتعثرة مع إفساد العلاقات الروسية مع واشنطن. واستبعد السفير البريطاني السابق لدى موسكو، السير توني برنتون، قطعها صلتها بالأسد إلى أن يحدث أمران «أوَّلاً حتى تصبح على ثقة أنه لن يتم إبداله بشكلٍ ما من أشكال سيطرة الإسلاميين، وثانياً حتى تضمن قدرة وضعها في سوريا وحلفِها وقاعدتها العسكرية على الاستمرار». وتقول مصادر متعددة في مجال السياسة الخارجية الروسية إن موسكو التي تدخَّلت عسكرياً العام الماضي لدعم الأسد تخشى «حدوث اضطرابات» في غيابه وتعتقد أن نظامه أضعف من تحمُّل تغييرٍ كبير، كما تعتقد بضرورة خوض قدرٍ كبيرٍ من العمليات القتالية قبل أي فترة انتقالية. وكانت موسكو أشارت في وقتٍ سابقٍ بأن تأييدها للأسد له حدود. وزعَم دبلوماسيون روس أن الكرملين يؤيد الدولة السورية وليس الأسد بصفة شخصية. كما صرَّح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأن النظر في الأسلوب الذي يمكن به إشراك المعارضة في هياكل حكومة دمشق أمر يستحق العناء. وغذَّت هذه الآراء آمال الغرب في مساعدة موسكو في الوساطة لخروج الأسد عاجلاً لا آجلاً. لكن مصادر وثيقة الصلة بالكرملين تحدثت عن عدم وجود بوادر قوية على استعداد الروس لإبعاد الأسد قريباً. وأكدت إيلينا سوبونينا، وهي محلِّلة شؤون الشرق الأوسط في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية في موسكو، أنها لا ترى أي تغييرات الآن في موقف الكرملين بشأن الأسد «فالموقف هو نفسه». ويقِّدم المعهد الذي تعمل سوبونينا فيه المشورة للكرملين. من جهتها؛ تشير وسائل الإعلام الروسية الرسمية التي تسير على نهج الكرملين إلى مضاعفة موسكو رهانها على الأسد ومحاولة سد المنافذ أمام أي محاولات أمريكية لبحث مستقبله. واعتبر الإعلامي المقرب من بوتين، ديمتري كيسليوف، زيارة وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، الأخيرة إلى دمشق رسالةً مؤكدةً إلى واشنطن. بدوره؛ كشف خبير السياسة الخارجية المقرب من الكرملين، فيودور لوكيانوف، عن «حديثٍ دار داخل الحكومة الروسية عن مستقبل الأسد». وأبدى لوكيانوف اعتقاده بأنه «تم التوصل إلى ترتيبات لوضعها موضع التنفيذ في يومٍ من الأيام». لكنه رأَى أن موقف روسيا في الوقت الحالي هو «التريث» لمعرفة ما ستؤول إليه الأمور، مضيفاً «الكرملين يريد أن يعرف أولاً من سيصبح الرئيس التالي للولايات المتحدة» و»الأمر سيتطلب فترة طويلة للخروج ببديل مقبول للأسد». استقبال اللاجئين في أمريكا على صعيدٍ آخر؛ تحدَّث وزير الأمن الداخلي الأمريكي، جاي جونسون، أمس عن اتجاه بلاده نحو الوفاء بكامل وعدها باستقبال 10 آلاف لاجئ سوري بحلول الأول من سبتمبر المقبل رغم العراقيل الإدارية والسياسية. وأفاد الوزير، أمام لجنةٍ في مجلس الشيوخ الأمريكي، بأن الولايات المتحدة تجاوزت للتوِّ عتبة الـ 5 آلاف لاجئ سوري ووافقت على ما بين 5 آلاف و6 آلاف طلبٍ إضافي. وأوضح «لذلك أعتقد بأننا سنتجاوز عتبة الـ 10 آلاف لاجئ». وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، دعا في وقتٍ سابق إلى استقبال مزيد من اللاجئين السوريين خلال العام المالي 2016 الذي ينتهي في الـ 30 من سبتمبر. لكن العملية تباطأت بسبب عقبات إدارية وشكوك حول معايير الاستقبال، ما تزامن مع تقديم اقتراحاتٍ داخل الكونغرس (مجلسا الشيوخ والنواب) بهدف الحد من الهجرة. وأشار الوزير جونسون إلى إضافة بلاده «معايير أمنية إلى العملية حيث كان ذلك مبرراً».

مشاركة :