عمان – الوكالات: قال الرئيس السوري بشار الأسد في حديث من المقرر أن يذاع اليوم الجمعة ان الدول الغربية أرسلت مسؤولين أمنيين لمساعدة حكومته سرا في محاربة المتشددين الإسلاميين المشاركين في الحرب الدائرة في البلاد. وقال الاسد في تصريحات لقناة (اس.بي.اس) الأسترالية نقلتها أيضا وسائل الاعلام السورية ان الدول الغربية -التي تعارض علنا حكمه لكنها تواجه كذلك خطر وقوع هجمات يشنها إسلاميون على أراضيها- تتعاون سرا مع حكومته في عمليات مكافحة الارهاب. ونقلت وكالة الانباء السورية عن الاسد قوله «انهم يهاجموننا سياسيا ومن ثم يرسلون لنا مسؤوليهم للتعامل معنا من تحت الطاولة وخاصة مسؤوليهم الامنيين بما في ذلك حكومتكم (الحكومة الأسترالية)». وأضاف «جميعهم يفعل هذا فهم لا يريدون ازعاج الولايات المتحدة وفي الواقع فإنّ معظم المسؤولين الغربيين يكررون فقط ما تريد الولايات المتحدة منهم قوله». ولم يرد تعليق فوري من الحكومات الغربية. ودعمت الدول الغربية معارضين يقاتلون للاطاحة بالاسد في الحرب الاهلية الدائرة منذ نحو ست سنوات وطالبته بالتنحي لتسهيل التحول الديمقراطي في المستقبل. ورفض الاسد ذلك متوعدا بمواصلة القتال حتى تستعيد دمشق السيطرة على كامل الاراضي السورية. في موسكو قالت مصادر مطلعة على اتجاهات التفكير في أروقة الكرملين ان روسيا ستؤيد ترك الاسد لمنصبه لكن هذا لن يحدث الا عندما تصبح على ثقة أن تغيير القيادة لن يؤدي إلى انهيار الحكومة السورية. وأضافت المصادر أن ذلك قد يستغرق سنوات قبل أن يتحقق وأن روسيا مستعدة خلال تلك الفترة لمواصلة دعمها للاسد بغض النظر عن الضغوط الدولية لابعاده عن مقعد القيادة في سوريا. ومن المرجح أن يؤدي مثل هذا التأييد الجازم إلى مزيد من التعقيد في مباحثات السلام المتعثرة مع خصوم الاسد ويفسد العلاقات مع واشنطن التي تريد رحيل الزعيم السوري. وقال السير توني برنتون السفير البريطاني السابق لدى روسيا «روسيا لن تقطع صلتها بالاسد إلى أن يحدث أمران. أولا حتى تصبح على ثقة أنه لن يتم ابداله بشكل ما من أشكال سيطرة الإسلاميين وثانيا حتى تضمن قدرة وضعها في سوريا وحلفها وقاعدتها العسكرية على الاستمرار». وتقول مصادر متعددة في مجال السياسة الخارجية الروسية ان الكرملين الذي تدخل العام الماضي في سوريا لدعم الاسد يخشى حدوث اضطرابات في غيابه ويعتقد أن النظام أضعف من أن يتحمل تغييرا كبيرا كما يعتقد أن من الضروري خوض قدر كبير من العمليات القتالية قبل أي فترة انتقالية. على الصعيد الميداني قتل 69 عنصرا على الاقل من قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة منذ الاربعاء في معارك في شمال مدينة حلب، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان الخميس. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «قتل 39 عنصرا سوريا على الاقل من الفصائل المقاتلة بالإضافة إلى ما لا يقل عن 30 عنصرا من قوات النظام السوري والمسلحين الموالين منذ عصر الاربعاء في معارك في منطقة مزارع الملاح الكائنة شمال مدينة حلب». وأشار عبدالرحمن إلى سقوط قتلى ايضا من جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، من دون ان يتمكن من تحديد عددهم. وتدور منذ حوالي اسبوع معارك في منطقة مزارع الملاح تهدف قوات النظام السوري من خلالها إلى التقدم وقطع طريق الكاستيلو، المنفذ الوحيد للفصائل المقاتلة في الاحياء الشرقية لمدينة حلب، وفق عبدالرحمن.
مشاركة :