قُتل رجل دين مسيحي اليوم (الخميس)، برصاص أطلقه عليه مجهولون في مدينة العريش شمال سيناء، حيث تواجه السلطات المتطرفين، وتبني الفرع المصري لتنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) «اغتياله». وقال الناطق باسم الكنيسة بولس حليم إن القس رفائيل موسى (46 عاماً)، لقي مصرعه على الفور بعدما أطلق مجهول النار عليه وأصابه في رأسه، مضيفاً أن القس قتل بعد مغادرته كنيسة كان يحضر فيها قداساً. وقالت مصادر أمنية أن أكثر من مسلح متورط في قتل القس، مؤكدة أنهم كانوا يتابعون تحركاته وأطلقوا النار عليه بمجرد نزوله من سيارته. وفي بيان نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، أعلنت «مجموعة ولاية سيناء»، الفرع المصري لتنظيم «الدولة الاسلامية» مسؤوليتها عن «اغتياله» واصفة إياه بأنه «كافر ومحارب للإسلام». وقال البيان: «تمكنت مفرزة أمنية لجنود (الدولة الاسلامية) من استهداف القس المحارب للمسلمين موسى رفائيل وتم استهدافه بالسلاح الخفيف، ما أدى إلى هلاكه على الفور». وتُعد منطقة شمال سيناء معقلاً للفرع المصري لـ«داعش» والذي يقاتل قوات الأمن والجيش وقتل مئات الجنود والشرطيين خلال الأشهر الاخيرة. ودان مفتي الجمهورية شوقي علام في بيان مقتل القس معتبراً أن «ما قامت به جماعات التطرف والإرهاب يخالف التعاليم والأوامر التي حثت عليها الشريعة الإسلامية كافة، وما أوصانا به نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم من ضرورة الإحسان للناس جميعاً، خصوصاً الذين يعيشون معنا في وطن واحد». وحذر علام «من محاولات الإرهابيين إثارة الفتنة الطائفية، بين جناحي مصر المسلمين والمسيحيين الذين يعيشون في ود وتآلف منذ مئات السنين، وإضعاف الوطن ليسيطروا عليه». وكان التنظيم المتطرف تبنى تفجير طائرة روسية بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ، ما أدى إلى سقوطها في سيناء في 31 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، ومقتل 224 شخصاً كانوا يستقلونها. وموسى ليس القس الأول الذي يُقتل في العريش، اذ سبق أن قتل القس مينا عبود بالرصاص في السادس تموز (يوليو) العام 2013، بعد ثلاثة أيام من الإطاحة بالرئيس الإسلامي الاسبق محمد مرسي، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات وحملة قمع لأنصاره. وقام أنصاره بمهاجمة وإحراق عشرات الكنائس والممتلكات القبطية في آب (أغسطس) العام 2013. واتهم أنصار مرسي المسيحيين بتأييد إطاحته من قبل الجيش بعد نزول ملايين المتظاهرين إلى الشوارع للمطالبة برحيله. وأيدت المؤسسات الدينية الإسلامية والكنيسة والمعارضة عزل مرسي بعد عام من حكمه الذي شهد خلافات مع الأحزاب والقوى غير الدينية. وأضاف الناطق أن «الوضع كله في العريش وشمال سيناء خطر، وكثير من الناس غادروا».
مشاركة :