تفاقم أوضاع عشرات آلاف السوريين العالقين على حدود الأردن

  • 7/1/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تدهورت الأوضاع الإنسانية لنحو 70 الف سوري عالقين في منطقة الركبان على حدود الأردن مع سورية، بعد أسبوع على إعلانها منطقة عسكرية مغلقة إثر هجوم اتهمت عمان «إرهابيين» بتنفيذه، وحذرت من وجود «بؤرة» لتنظيم «داعش» في المكان. وحذرت منظمات دولية من تفاقم أوضاع هؤلاء، بعد تعذر وصولها الى منطقة الركبان (اقصى شمال شرق المملكة) بعد اسبوع على هجوم بسيارة مفخخة استهدف موقعاً عسكرياً اردنياً يقدم خدمات للاجئين أوقع سبعة قتلى و13 جريحاً. وأعلن الجيش مباشرة عقب الهجوم الذي تبناه الأحد تنظيم «داعش» حدود المملكة مع سورية ومع العراق منطقة عسكرية مغلقة، ما أعاق إدخال المساعدات عبر المنظمات الإنسانية. وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية محمد المومني لوكالة فرانس برس: «الأمن الوطني يسمو على كافة الاعتبارات، وقناعتنا ان المجموعة العالقة على الحدود أصبحت بؤرة لداعش على حدودنا». لكن أضاف ان «هناك طرقاً متعددة لإيصال المساعدات الإنسانية متاحة للمنظمات الإنسانية خارج إطار الحدود». وقالت الناطقة باسم برنامج الأغذية العالمي في الأردن شذى المغربي لفرانس برس: «منذ الاعتداء وإعلان الحدود الشمالية والشمالية الشرقية منطقة عسكرية مغلقة، تم تعليق جميع المساعدات الإنسانية حتى إشعار آخر». وحذرت من ان «استمرار تعليق المساعدات الإنسانية قد يعرض حياة العالقين على الحدود للخطر». وقالت المغربي: «نحن قلقون من الأوضاع التي يواجهها السوريون العالقون على الحدود في ظل الظروف الجوية القاسية في درجات الحرارة العالية والعواصف الرملية». وأشارت الى ان بعض هؤلاء نفذ منهم الغذاء فيما يجرى البحث مع السلطات ومنظمات إنسانية اخرى عن حلول «في أسرع ما يمكن». ويواجه العالقون في منطقة الركبان الصحراوية على حدود الأردن مع سورية التي تزيد فيها درجات الحرارة عن 40 مئوية، نقصاً حاداً في المياه. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن لفرانس برس ان «الأوضاع الانسانية للاجئين العالقين على الحدود الاردنية مزرية للغاية»، مشيراً الى ان «أقرب بئر ماء يبعد عنهم عشرات الكيلومترات». وتمكنت المنظمات الإغاثية من إدخال الماء الى الركبان مرتين خلال الأسبوع الماضي. وغرد ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في الاردن آندرو هاربر على حسابه على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي الاثنين ان هناك «مؤشرات جيدة، فقد تمكنت يونيسف من إدخال صهاريج ماء، لكن وضع الغذاء لا يزال مقلقاً». وقالت الناطقة باسم الصليب الأحمر في الاردن هلا شملاوي «المشكلة تتفاقم بسبب الأجواء الصعبة في المنطقة الصحراوية ونحن في رمضان». وأضافت: «لا نعلم الى متى سيستمر الإغلاق ونتواصل بشكل دائم مع السلطات والمنظمات الإغاثية لايجاد طرق بديلة لايصال المساعدات». وأشارت الى ان سوء الأوضاع يفتح المجال امام تجار حروب لاستغلال اللاجئين، قائلة «يبيعون الماء والغذاء بأسعار عالية جداً». وحذرت شملاوي من ان «الأوضاع الإنسانية الصعبة في الركبان قد تدفع العالقين الى العودة الى داخل سورية» حيث يواجهون خطر الموت في مناطق يسيطر عليها تنظيم «داعش». وتحدث عبدالرحمن عن «محاولات يقوم بها عالقون لايجاد أماكن اخرى يلجأون اليها حتى في مناطق تخضع للنظام السوري لكن هناك خشية من الاعتقال». ويقول الباحث في منظمة هيومن رايتس ووتش والمتخصص في شؤون اللاجئين غاري سيمبسون: «لدينا فعلاً تقارير حول مغادرة بعض العالقين الركبان وعودتهم لداخل سورية. ان إغلاق الحدود بهذا الشكل وسلب أي أمل للعالقين بدخول المملكة يعدان إعادة قسرية». وأضاف ان «الاردن اختار ان يعلق هؤلاء في الصحراء على حدوده، وبالتأكيد إن وقع لهم اي سوء نتيجة نقص الماء أو الغذاء أو العناية الصحية فهذه مسؤولية الاردن بالكامل». ودعا عمان الى إعادة فتح الحدود امام اللاجئين للدخول، والاستئناف الفوري لدخول المساعدات. وقال المومني أن «مسؤولية المجموعة الموجودة على الحدود هي مسؤولية دولية وليست مسؤولية الاردن وحده، لكن المملكة ستتعاون بما تستطيع». وكانت منظمة العفو الدولية دعت الاردن غداة الهجوم الى إبقاء حدوده مفتوحة امام اللاجئين. وقالت ان «الإغلاق التام للحدود ومنع وصول مساعدات انسانية الى المنطقة سيؤديان حتماً إلى معاناة شديدة لأولئك غير القادرين على العثور على ملجأ وسيعرضان حياتهم للخطر». وبسبب مخاوف امنية، خفض الاردن عدد نقاط عبور اللاجئين القادمين من سورية من 45 نقطة عام 2012 الى خمس نقاط شرق المملكة عام 2015، ثلاث منها مخصصة للجرحى، فيما خصص معبران هما الركبان والحدلات للاجئين. ولاحقاً، فرض الاردن إجراءات امنية مكثفة في منطقتي الركبان والحدلات ما أدى الى تجمع عشرات الآلاف على طول الحدود منذ مطلع هذا العام. ووفق الامم المتحدة، هناك نحو 630 الف لاجئ سوري مسجلين في الاردن، بينما تقول المملكة انها تستضيف نحو 1,4 مليون منذ اندلاع النزاع في سورية في آذار (مارس) 2011.   «الائتلاف» السوري يدعو إلى حل مشكلة السوريين العالقين على حدود الأردن

مشاركة :