في خطوة تضاعف مسؤوليتها السياسية للتوصل إلى حل سياسي للحرب الأهلية السورية، بدا أمس أن روسيا أمسكت بتلابيب الأمور، مع لجوء الإدارة الأميركية إلى ترتيب أوراقها وتقديمها خطة لتنسيق العمليات العسكرية معها، وعودة تركيا، الخصم الأكبر لحليفها الرئيس بشار الأسد، إليها فور إعادة العلاقات للعمل معاً من أجل التنسيق العسكري في سورية وإعادة إحياء الحل السياسي. وأكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف استعداد بلاده لدراسة مبادرة إدارة الرئيس باراك أوباما لإبرام اتفاقية مكتوبة للتعاون العسكري في سورية ضد «داعش» و«جبهة النصرة» وغيرهما، والتي كشف مسؤولون أميركيون أنها تشترط وقف الأسد استهداف «المعارضة المعتدلة». بالتوازي، أعلن وزيرا خارجية روسيا وتركيا سيرغي لافروف ومولود جاويش أوغلو أمس خلال لقائهما الأول لتطبيع العلاقات بعد أزمة دبلوماسية خطيرة استمرت عدة أشهر، عودة العمل معاً من أجل التوصل إلى حل سياسي في سورية. وأعرب لافروف عن أمله في التنسيق العسكري بين أنقرة وموسكو لتصنيف «الإرهابيين» ومحاربتهم في سورية. إلى ذلك، علق الأسد أمس على الاستفتاء الذي جرى في بريطانيا وأسفر عن خروجها من الاتحاد الأوروبي، معتبراً أنه «ما كان يجب إجراء الاستفتاء من الأساس». وقال إن النواب الذين انتقدوا تعامله مع الحرب الأهلية وطالبوا برحيله أظهروا أنهم «منفصلون عن الواقع، وإلا فما كانوا دعوا لهذا الاستفتاء». وقال الأسد، في مقابلة مع قناة «إس.بي.إس» الأسترالية التلفزيونية: «هؤلاء أسميهم ساسة من الدرجة الثانية»، مضيفاً أن حكومة بريطانيا الجديدة ربما تكون لديها «سياسة جديدة قد تؤثر علينا إيجابياً، لكن لا يحدوني الكثير من الأمل في هذا الصدد».
مشاركة :