دعا رئيس هيئة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة النبوية، الدكتور محمد راتب النابلسي، الجامعات في الدول العربية والإسلامية إلى توجيه طلابها لدراسة الإعجاز، وتأسيس مركز بحوث تشترك فيه كل الجامعات لتفادي تكرار الأعمال وحفظ الوقت. إلا أنه حذر من الولع بالإعجاز العلمي للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والتكلف فيه، داعيا إلى عدم ربط آيات القرآن والأحاديث النبوية الشريفة بمقولات تدعي «العلمية»، ولكن لم تثبت صحتها، أو يتم نفيها ودحضها، مشددا على أن مثل هذا الربط له سلبيات عديدة على الإسلام والمسلمين، لافتا إلى أن الربط المزيف بين القرآن والسنة، وبين مقولات واهية يعد جريمة بحق الإسلام والمسلمين. وقال النابلسي، خلال استضافته في الأمسية الثالثة ضمن أمسيات «لقاء تركي بن طلال الثقافي»، التي تقام في شهر رمضان في الرياض لعام 1334هـ: إن تطبيق الإعجاز العلمي وفق أصوله ومنهجه يعزز العقيدة، ويقوي إيمان المؤمنين، ويقدم لغير المسلمين شواهد يثقون فيها تثبت أن القرآن منزل من لدن العزيز الحكيم، وأن السنّة من هدي النبوة تصدر من ذات المشكاة الإلهية. وعرض النابلسي نماذج من ألوان الإعجاز، الذي بهر العلماء، خاصة غير المسلمين في الغرب، مشيرا إلى أن آيات عديدة ثبتت قوتها الإعجازية في خلق السموات والأرض، خلق الإنسان، الفضاء ومواقع النجوم، والاستنساخ. وفي تعليقه على عدد من مداخلات الحضور، أوضح النابلسي أنه يحبذ أن تأتي إثباتات الإعجاز، واكتشاف الحقائق، من جانب علماء غير مسلمين، كون ذلك يزيد اقتناعهم بالإسلام، وفي الوقت نفسه يؤكد الآية الكريمة «سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد»، وأن هذا القول الرباني مستمر في الحاضر وسوف يستمر في المستقبل. وشدد على ضرورة عدم الافتنان بالأسباب، دون خالق الأسباب، وقال: إن الغرب تمادى في الإيمان بالأسباب، فوقع في الشرك، وفي الوقت نفسه إن من يهمل الأسباب ولا يأخذ بها، يقع في التواكل، وهو عكس مبدأ التوكل، مشيرا إلى أن «المؤمن يجب أن يتمسك بالاثنين معا، فهو يأخذ بالأسباب، كأنها كل شيء، ثم يتوكل على الله كأن الأسباب لا شيء». وأشار إلى أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رأى أعرابياً له جمل أجرب، فسأله ما الذي تفعل بهذا الجمل، فقال الأعرابي أدعو الله ليذهب هذا الجرب، فقال له عمر: هلا خلطت مع الدعاء قطراناً؟
مشاركة :